عادي
مدير المؤسسة في أبوظبي لـ"الخليج"

«بلاج آند بلاي» تضاعف التزامها في خلق فرص للشركات الناشئة بالإمارات

00:14 صباحا
قراءة 8 دقائق
1

حوار: عبير أبو شمالة

قال باباك أحمد زادة مدير بلاج آند بلاي أبوظبي، إن مبادرات أبوظبي والإمارات على مستوى تشجيع الابتكار وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة واحتضان الشركات الناشئة؛ تعزز قدرتها مركزاً إقليمياً وعالمياً قادراً على استقطاب الشركات الناشئة.

وأكد زادة في حوار مع «الخليج» أن توحيد أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ يجعل منها سوقاً كبيراً يضم أكثر من 650 مليون نسمة؛ ما يعزز فرص استقطاب الشركات الناشئة إلى الإمارات والمنطقة، وتشجيعها على العمل فيها.

«بلاج آند بلاي» هي منصة للابتكار تجمع بين أفضل المشاريع الناشئة وأكبر الشركات والهيئات الحكومية في العالم، وتدير حاليا برامج مسرعات تنموية في المنطقة انطلاقا من أبوظبي، حيث تنفّذ مجموعة من المبادرات التي تزود مؤسسي الشركات الجديدة ورواد الأعمال بالأدوات والموارد الضرورية لتوسعة نطاق أعمالهم بنجاح وتحقيق رؤاهم وأفكارهم ذات الآثار الإيجابية الملموسة. وفي ما يلي الحوار:

* هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن الشركة؟ وأسباب اختيار أبوظبي لافتتاح المقر الإقليمي لها؟

- «بلاج آند بلاي» لها عنصران رئيسيان؛ الأول، وهو الذي نحقق فيه أغلب دخلنا؛ هو ذراع رأس المال الاستثماري الذي يستثمر في أكثر من 200 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا سنوياً باستخدام رأس مال المؤسس وعائلته. نحن أيضاً من أكثر شركات الاستثمار نشاطاً في العالم، وعلى مدى العقد الماضي لدينا أكثر من 10 استثمارات «يونيكورن» التي تجاوزت تقييم المليار دولار؛ مثل: «دروبوكس» و«بايبال» و«ليندينج كلوب» و«هوني». وفي آخر 12 شهراً الماضية؛ أدركنا 5 شركات ناشئة جديدة بما في ذلك أول شركة لنا في إفريقيا «فلاترويف».

أما العنصر الثاني فهو منصات الابتكار العالمية، ومسرّعات التكنولوجيا للشركات؛ حيث نعمل مع أكثر من 500 شركة وهيئة حكومية لمساعدتها على تحديد وإيجاد وتنفيذ علاقات تعاون مبتكرة مع أفضل وأنسب الشركات الناشئة المحلية والدولية.

اخترنا أبوظبي مقراً إقليمياً لنا في عام 2017 لأسباب عدة. كان السبب الرئيسي هو الرؤية المشتركة والعلاقة التي شكلناها مع شريكنا الاستراتيجي في ذلك الوقت سوق أبوظبي العالمي. كنا ولا نزال من الملتزمين بخلق فرص عمل حقيقية للشركات الناشئة الاستثنائية هنا في أبوظبي ودولة الإمارات والمنطقة.

وعندما ندخل منطقة جديدة من المهم بالنسبة لنا أن نجد شريكاً استراتيجياً طويل الأمد يمكننا العمل معه؛ لتحقيق شيء مؤثر ودائم. كان لسوق أبوظبي العالمي القيادة والفرق والخطط لدعمنا، علاوة على ذلك ركزوا دائماً على الصورة الكبيرة التي تساعدنا على المشاركة، وربط الأسواق الوطنية والإقليمية من خلال مسرّعات التكنولوجيا لدينا. خلاف ذلك، لا يمكن للشركات الناشئة أن تزدهر من دون أسواق كبيرة واسعة؛ يمكن الوصول إليها.

الاستثمار في المراحل المبكرة

* ما طبيعة عمل الشركة وأهم الخدمات التي قدمتها من مكتبها في أبوظبي؟

- عدا عن توظيف رأسمالنا الخاص للاستثمار في الشركات الناشئة الإقليمية والإماراتية في المراحل المبكرة، فإننا نركز في الأغلب على تمكين سوق حقيقي للشركات الناشئة، المحلية والعالمية؛ لإيجاد أعمال لبدء وتوسيع نطاقها في أبوظبي والإمارات. والطريقة التي نقوم بها؛ هي من خلال برامج التسريع التكنولوجي الثلاثة لنا، وخدمات ابتكار الشركات التي تركز على التكنولوجيا المالية؛ (تأسست عام 2018)، ‪ والصحية (تأسست عام 2020)؛ والصناعة (تأسست عام 2021)‬‬‬.

وفي ما يخص أهم خدماتنا في أبوظبي، تقدم كل مدينة ودولة ومكتب إقليمي لدينا خدمة أكثر أهمية من غيرها. بعد أن رأيت العديد من عملياتنا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، يمكنني القول بأمان إن هناك خدمتين متميزتين أكثر، وتتمثلان في تأسيس طلب كبير على الشركات الناشئة من المنظمات بالتنسيق ما بين القطاع الخاص والعام؛ حيث ‬يجب معالجة التحول الرقمي، ودعم الشركات الناشئة والمتوسطة من خلال نهج من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى.

والخدمة الثانية الوصول إلى الشركات الناشئة؛ فعادة ما يعتمد معظم المُسرّعات على «دعوة لتقديم الطلبات»؛ لكن نحن لا نفعل ذلك. نحن نعمل بنشاط على البحث عن فرص عمل حقيقية وإجراء المقابلات، وتوفير فرص عمل حقيقية في أبوظبي والإمارات والمنطقة من دون أي كُلفة للشركات الناشئة‪.

أكثر من 95% من الشركات الناشئة التي نقوم بتسريعها عالمياً ليست تلك التي استثمرنا فيها، وليس لدينا أي اتفاقات تجارية معها، ويتيح لنا ذلك العثور على أفضل الشركات الناشئة المناسبة لشركائنا، والتي تناسب احتياجاتهم الخاصة بكفاءة ومن دون تحيز.

* كيف ترون مبادرات أبوظبي والإمارات بصفة عامة على مستوى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا المالية؟

- هناك العديد من المبادرات على مستوى الإمارة، وعلى المستوى الاتحادي لدعم الابتكار وقطاع التكنولوجيا المالية، ولكوننا ننظر إلى هذا من عدسة الشركات الناشئة، فإنه يمكننا تصنيف المبادرات بأربع طرق بناءً على أكبر احتياجات الشركات الناشئة؛ هي: ‬‬‬

أولاً: الوصول إلى الشركات: نرى العديد من المُسرّعات، والحاضنات، واستوديوهات للمشاريع؛ تساعد الشركات الناشئة على إطلاق أو توسيع نطاق الحلول القيمة للاحتياجات التقنية الحقيقية لقطاع الخدمات المالية.

ثانياً: الوصول إلى التمويل: أصبح تمويل الأسهم، وتمويل الديون، والمنح، والخصومات أكثر وفرة، ويمكن الوصول إليها بشكل متزايد.

ثالثاً: الوصول إلى المواهب: أصبحت المدارس والجامعات وغيرها من برامج المؤسسات التعليمية أكثر تركيزاً على المبادرات التي تطور عقلية ريادة الأعمال والمهارات الفنية للمؤسسين للشركات التقنية الناشئة الحالية والمستقبلية، وإن‪ ‬الجهود المبذولة لجعل دولة الإمارات مكاناً أفضل وأكثر أماناً وأسهل للعمل والذي يتحسن دائماً؛ يساعدنا على جذب المزيد من المواهب الرائعة من جميع أنحاء العالم.

رابعاً: مراعاة البنية التحتية: تشتهر دولة الإمارات بقيادتها الجريئة؛ إذ إنه لطالما كانت الخدمات المالية والابتكار في مجال التكنولوجيا المالية من مجالات التركيز؛ عبر خطة الإمارات للتحول الرقمي والتنويع الاقتصادي، إنه أمر مهم أننا نشهد المزيد من العلاقات والسياسات والتشريعات تأتي بشكل متكرر وفعّال؛ لتمكين بدء الأعمال التجارية التقنية وتطويرها وحمايتها.

* وما أهم مبادراتكم لتعزيز العمل في قطاع الرعاية الصحية؟ ولماذا اخترتم التركيز على هذا القطاع؟

- تركز «بلاج آند بلاي» من خلال شراكتها مع دائرة الصحة على إنشاء نظام بيئي حيوي للتكنولوجيا الصحية في دولة الإمارات. يتم ذلك من خلال برنامج مسرّع صحي مخصص خالٍ من الأسهم في المنطقة؛ يركز على جلب شركات ناشئة متطورة من جميع أنحاء العالم إلى الإمارات، ومساعدتها على فهم الفرص المتاحة في السوق، وتزويدها بالأدوات المناسبة؛ لمواجهة أي تحديات محتملة عند دخول هذا السوق، وفي نفس الوقت، نحن نعمل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين كمقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين والمجتمع الصحي الرقمي الأوسع؛ لمساعدتهم في العمل بسهولة مع هذه الحلول التقنية، وتوحيد استخدام الحلول المبتكرة، وتوفير جودة أعلى وكُلفة أقل وسهولة الوصول إلى مجتمع الرعاية الصحية في الدولة. كان اتخاذ قرار بإطلاق مسرّع الصحة خياراً سهلاً بالنظر إلى مدى أهمية هذا القطاع في المنطقة من وجهة نظر الإنفاق على الرعاية الصحية، إضافة إلى قدرته على خلق فرص عمل جديدة، والمساهمة في التنويع الاقتصادي في المنطقة، وثبت أنه أكثر أهمية في ظل الجائحة؛ حيث رأينا أن الإمارات ظهرت أقوى. أيضاً، نحن ممتنون لوجود شريك داعم، يمتلك تفكيراً مستقبلياً، استباقياً وحاسماً مثل دائرة الصحة، والذي جعل هذا البرنامج اختياراً طبيعياً.

* هل يمكن أن تطلعنا على خططكم للمرحلة المقبلة؟

- تهدف الشركة إلى توسيع وجودها وتأثيرها في مجال التكنولوجيا الصحية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودعم الشركات الناشئة المحلية من خلال تزويدهم بالمنصة المناسبة لعرض حلولهم، إضافة إلى الوصول إلى المزيد من التمويل من خلال ذراع رأس المال الاستثماري الخاص بنا، أو شبكة المستثمرين الإقليمية والعالمية لدينا. وهذا العام، من خلال برنامج تسريع «مستقبل الصحة»؛ سنواصل العمل على رقمنة رحلة المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل: مرض السكري أو أمراض القلب، فلقد عزز الوباء من اعتماد الأدوات الرقمية من قبل المرضى ومقدمي الرعاية؛ حيث تم استخدام التطبيب عن بُعد، وأدوات مراقبة المريض عن بُعد. علاوة على ذلك، نحن متحمسون للمساهمة في مشروع الجينوم الإماراتي من خلال جلب تقنيات مثل الحلول الرقمية المزدوجة أو أدوات التشخيص.

* ما الذي يلزم لجذب الشركات الناشئة إلى أبوظبي، وما الذي يمكن فعله بشكل أفضل لجعل التكنولوجيا المالية والنظام البيئي العام أكثر جاذبية للشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم؟

- كما تطرقت سابقاً، هناك 4 أساسيات تسعى الشركات الناشئة إليها؛ وهي: الوصول إلى الأعمال؛ الوصول إلى التمويل؛ الوصول إلى المواهب؛ استيعاب البنية التحتية. بالنسبة لهذه النقاط، أعتقد أنه قد تم إنجاز الكثير، وهو في طريقه لتحسينها في أبوظبي والإمارات. بعد قولي هذا، يسعدني أن أشارككم بعض الأفكار الأخرى حول أكبر قلق للشركات الناشئة العالمية عند التفكير في الانتقال إلى هنا؛ الوصول إلى الأعمال التجارية‪.‬‬‬‬

 * ما هي سياسات تشجيع التعاون والتجريب مع بدء التشغيل ؟

- أحد أكبر الاختناقات، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة الدولية، هو الوصول إلى الأعمال التجارية. سيخبرك معظم رواد الأعمال أن أول ما يقومون بتقييمه عند التفكير في التوسع أو التحرك، هو ما حجم السوق الذي قد أحققه؟ وكيف يمكنني الوصول إليه بسهولة وتقييم افتراضاتي بشأنه؟ إذا فكرت شركة ناشئة في الانتقال إلى الإمارات، وخاصة شركات التكنولوجيا المالية، ففي الأغلب يتعين عليهم الاستفادة من بعض قنوات B2B لتطوير المنتجات والأعمال على سبيل المثال، فهم يريدون العمل مع أحد البنوك، أو العديد من البنوك، وخاصة الكبيرة منها، لديها فرق العمل والاستعداد للقيام بذلك. 

ومع ذلك، غالباً ما يكون هناك تأخير في المشتريات أو المدفوعات في تمكين هذه الأطراف من التعاون حتى على المستوى الأساسي، على سبيل المثال، يمكن للطرفين قضاء أشهر في إجراء جميع عمليات التحقق من البائعين، والإعدادات، والموافقات الداخلية وما إلى ذلك فقط للبدء. غالباً ما تحتاج ابتكارات الشركات الحقيقية واستكشافات الأعمال للشركات الناشئة إلى البدء بتجارب سريعة تحتاج إلى الموافقة عليها وتجربتها بسرعة أكبر. ولدى العديد من الدول وسطاء حكوميون أو هيئات تمويل للتجارب/ الابتكار، حيث يمكن للشركات الناشئة والشركات أن تتخطى الروتين والبيروقراطية بسرعة أكبر، بينما تحصل أيضاً على إعانات لدعم هذه التجربة أو المشروع المبتكر الذي سيعود بالنفع في النهاية على قطاع الخدمات المالية وعلى نطاق اقتصادي أوسع. 

سوق أكثر ارتباطاً 

* هل لديكم مكاتب أخرى في المنطقة أو خطط لافتتاح مكاتب جديدة؟

- تظل الشركة ملتزمة تماماً بالإنشاء، وقيادة سوق أكبر وأكثر سهولة للشركات الناشئة لإيجاد فرص تطوير المنتجات والأعمال. على هذا النحو، ضاعفنا التزامنا تجاه أبوظبي والإمارات من خلال توسيع المقر الإقليمي في أبوظبي بالشراكة مع مكتب أبوظبي للاستثمار لمدة 3 سنوات قادمة، ووفقًا للرؤية العالمية «لجعل الابتكار مفتوحاً لأي شخص، في أي مكان»، فإننا نعمل على إنشاء سوق أكثر ارتباطاً بين دول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا للشركات الناشئة المحلية والإقليمية والعالمية عبر قطاعاتنا المحلية الحالية التي نركز عليها وغيرها. وهذا أمر بالغ الأهمية لسببين رئيسيين‬:

* طبيعة الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، والتي تختلف بطبيعتها عن الشركات الصغيرة والمتوسطة بحكم أنها بحاجة إلى استغلال سوق أكبر للتميز.

* نادراً ما تكون تقنيات الشركات الناشئة قابلة للاستخدام في قطاع واحد أو شركة واحدة فقط. لذلك، فإن هدفنا طويل الأمد هو الاستمرار في توسيع مجالات تركيزنا الحالية في المنطقة (مثل التكنولوجيا المالية، والصحية‪،‬ والصناعة) مع إيجاد المزيد من التعاون عبر هذه المجالات وغيرها.

إنشاء سوق أكثر ارتباطاً بين دول الخليج والمنطقة

تحتاج الشركات الناشئة بشكل خاص إلى أسواق كبيرة للتوسع والازدهار والبقاء، يجب أن تكون الفرصة الحقيقية للشركات الناشئة القادمة إلى الإمارات، هي سهولة وصولها إلى جميع الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها، فسوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يضم أكثر من 650 مليون نسمة، ما يجعله على درجة كبيرة من الجاذبية لإطلاق الشركات الناشئة، فلماذا تتركز معظم الشركات الناشئة والابتكارات التقنية الكبرى في أكبر الأسواق في العالم مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والهند؟ 

يقول باباك أحمد زادة، مدير بلاج آند بلاي أبوظبي، إن أحد أكبر الأسباب هو أنه من الأسهل بكثير التعامل مع عدد أكبر من الأشخاص عبر الحدود. ويضيف: «أنا واثق بمرور الوقت، أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تجد طريقاً لتتحد لتمكين الشركات الناشئة من النمو عبر الحدود، فلا يوجد سبب وجيه لعدم قدرة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن تكون قوة عالمية حقيقية في جذب الشركات التقنية الناشئة الاستثنائية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"