عادي

جراح فرنسي يروي لحظات صادمة في ليلة ديانا الأخيرة

17:43 مساء
قراءة 4 دقائق
Video Url
الاميرة ديانا
الاميرة ديانا

بعد مرور 25 عاماً تقريباً على الوفاة المأساوية للأميرة ديانا، وافق الطبيب الفرنسي من أصل عربي منصف دهمان، الذي كان يعمل مناوباً آنذاك في مستشفى «بيتي سالبيتريير» بباريس، على سرد رواية ما حدث في ليلة محاولة إسعاف أميرة ويلز. لم ينس دهمان شيئاً من تلك الليلة المصيرية، وهو من حمل قلب ديانا بين يديه محاولاً جاهداً إنعاشه.
وبحسب ما نشرته صحيفة «لوبوان» الفرنسية أصبح شهر أغسطس، مثل موعد سنوي لمنصف دهمان يتذكر فيه لحظات حرجة قضاها مع فريق طبي مميز يحاربون من أجل إسعاف أميرة وليز، حيث قال «عندما نصل إلى شهر أغسطس، أفكر في الواقعة لا محالة. وأتذكر ما حدث في ذلك العام».
يعود منصف الدهمان، بذاكرته إلى 25 عاماً من المأساة وتحديداً إلى فجر 31 أغسطس 1997، فقدم شهادة مؤثرة بقدر ما هي نادرة. في ذلك الوقت كان الطبيب يبلغ من العمر 33 عاماً، ووقتها كان الطبيب المناوب في قسم الطوارئ في المستشفى الذي استقبل الأميرة.
قبل أن تصل الأميرة ديانا إلى المستشفى خضعت لإسعافات أولية مباشرة في موقع الحادثة، ففي حوالي الساعة 12:40 صباحاً، وتحت نفق «ألما» تم إخراج الأميرة من سيارة المرسيدس التي مازالت تدخن. وبعد تقديم الإسعافات لها استقر ضغط دمها وتنفسها. لكن قلبها وبشكل مفاجئ توقف، وبمجرد إنعاشها، نُقلت أميرة ويلز إلى «بيتي سالبيتريير».
وصول الأميرة إلى المستشفى، احتاج إلى إنعاش قلبها مرة أخرى عندما تطلب الأمر استخدام الحقنة لتغلب سكتة قلبية ثانية بالقرب من جسر «أوسترليتز».
وأخيراً، الأميرة دخلت المستشفى في الساعة 2:06 صباحاً. وبدأت في حياة الجراح منصف دهمان أطول ساعتين من حياة الجراح، وذكر «كنت أرتاح في غرفة عندما تلقيت مكالمة من كبير أطباء التخدير وطلب مني الذهاب إلى غرفة الطوارئ. لم يتم إخباري بأنها السيدة ديانا، ولكن كل ما أبلغت به أن هناك حادثاً خطيراً تعرضت له امرأة شابة».
حينما وصل دهمان من غرفة الاستراحة التي تبعد 50 متراً من غرفة الطوارئ، وجد الطاقم الطبي يعمل على عين المكان بسرعة كبيرة ولاحظ توتراً غير عادي، وأفاد الجراح «وجدت متدرباً يقف في الزاوية ومتكتماً عن الأمر بينما الأستاذ «ريو» على الأرض يعتني بسيدة مستلقية على نقالة في حين يكثر الصخب من حولها.
وذكر دهمان لصحيفة «ديلي ميل» قائلاً:«لقد أدركت بسرعة خطورة الأمر، وهو حدس تأكدت منه عندما أخبرت بأنها أميرة ويلز» وتابع:«كل هذا النشاط غير العادي أصبح واضحاً بالنسبة لي. ومن المثير للاستغراب دائماً لأي طبيب أن يواجه امرأة شابة في هذه الحالة. ولكن حتى أكثر عندما يتعلق الأمر بأميرة».
لم يرغب البروفيسور دهمان الخوض في الكثير من التفاصيل التي تتطلب السرية الطبية، لكن وفقاً له«الحقائق معروفة حيث تظهر الأشعة السينية الأولى أن ديانا عانت من نزيف داخلي خطير للغاية. وسرعان ما تحول إلى نزيف من الصدر وحصلت على نقل دم». 
بعد سكتة قلبية أخرى في حوالي الساعة 2:15 صباحاً، طلب البروفيسور ريو من دهمان إجراء جراحة طارئة قائلاً «الوضع حرج، يجب أن نتحرك بسرعة». أجاب الجراح:«لقد فعلت ذلك للسماح لها بالتنفس»، ثم اكتشف تمزقاً كبيراً في الغشاء الذي يغطي القلب. «لم يكن بالإمكان العمل بشكل صحيح بسبب النزيف...»
في غضون ذلك، وصل البروفيسور آلان بافي، وهو أحد أفضل جراحي القلب في فرنسا، فقرر نقل ديانا على الفور إلى غرفة العمليات، مشتبهاً في حدوث مضاعفات أخرى.
وأفاد دهمان عن تلك اللحظات « قام بافي بتوسيع فتحة الجراحة ورأى إصابة أكثر خطورة، وتمزقاً في الوريد الرئوي العلوي الأيسر، ناتج عن الاصطدام. وتم خياطة الجرح، وإصلاح الضرر الأكثر أهمية. لكن عبثاً: قلب ديانا، الذي توقف لا يعاود النبض»... 
وأكد دهمان «لقد جربنا الصعق بالصدمات الكهربائية عدة مرات، وكما فعلت في غرفة الطوارئ، قمنا بتدليك القلب والبروفيسور ريو استخدم الأدرينالين. لكننا لم نتمكن من جعل قلبها ينبض مرة أخرى. قاتلنا حتى النهاية، جربنا كل شيء، حقًا كل شيء... »

في الساعة 4 صباحاً، أوقف الفريق بقيادة البروفيسور بافي العلاج، وصرح دهمان«كان قرارًا جماعياً وقف محاولات إنعاش قلب الأميرة» وواصل حديثه «لقد عالجنا بالفعل أشخاصاً حالتهم أكثر خطورة من حالة ديانا عند وصولها، وأنقذنا بعض هؤلاء الأشخاص، مما جعلنا سعداء وفخورين بشكل خاص. لكن هذا لم يحدث في هذه الحالة. لم نتمكن من إنقاذها مما أثر علينا كثيرا». «لا يستطيع دهمان نسيان وقت خروجه من الغرفة «محطماً ومكتئباً»، مثل زملائه. ولم يول اهتماماً بصخب الشخصيات المرموقة والمسؤولين والأشخاص الفضوليين الذين غزوا أروقة المستشفى العام. 

في اليوم التالي ذكر دهمان أن أصيب بالذعر عندما اقترب منه رجل وفاجأه بأنه يريد أن يشتري منه قبقاب غرفة العمليات الأبيض المغطى ببعض من دماء الراحلة ديانا، ولكنه رفض وأسرع بتنظيف القبقاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"