التحوّل الرقمي في حقيقته مختلف عن الصورة الوردية المنتشرة على الإنترنت. فبينما يحلم مديرو الشركات بالعائدات التي سيحملها لهم، يجدون أن بناء البنية التحتية الرقمية هو الأساس لنجاح التحّول.
ذلك يعني الحاجة إلى توسيع العمليات للتصدي لحركة البيانات الهائلة التي ينبغي توقعها، ففريق علاقات العملاء يجب أن يكون متأهّباً للتعامل مع عدد كبير من الحالات أكثر من أي وقت سبق..
التحوّل الرقمي، بدأ قبل أكثر من عقدين، في كثير من المؤسسات الحكومية والخاصّة، لكن المطلوب، مع استمرار هذا التحوّل وتطوّره، بنية تحتية متينة تحفظه وتزيد في تقدّمه ..
هذا تماماً، ما عملت عليه حكومة الإمارات، منذ دخول العصر الرقمي، في مفاصل حياتها، وهذا أيضاً ما رسّخه يوم أمس، قرار مستقبليّ، أصدره صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء «هيئة دبي الرقمية» وإلحاق 5 مؤسسات تحت مظلتها.
ماذا يعني هذا؟ يعني تعزيز مكانة دبي الرقمية، ودعم جهودها نحو التحول الذكي، والمساهمة في المحافظة على المستوى العالي من الجودة في تقديم الخدمات الرقمية، أي تسهيل حياة الناس، وهذا ما تتوخّاه القيادة الرشيدة، منذ قرار بناء صرح الإمارات الحضاري المميّز.
مدينة دبي هي العاصمة الرقمية للمنطقة، والهدف أن تكون «العاصمة العالمية الرئيسة في المستقبل القريب، وأن تكون المدينة الأفضل عالمياً في سهولة الحياة»، كما قال سموّه.
وستدعم الهيئة الجديدة ضمن أهدافها تنشيط الدورة الاقتصادية في الإمارة، بتسهيل تبادل المعاملات والبيانات بين الجهات الحكومية والخاصة رقمياً، ورفع مستوى الفعالية والكفاءة في الأداء الحكومي، بتمكين الجهات الحكومية من أتمتة أعمالها وأنشطتها وخدماتها، وتعزيز ثقة الجمهور بالاعتماد على الخدمات الرقمية والذكية.
رحلة دبي الرقمية بدأت قبل 20 عاماً، وكان حجم اقتصادها 100 مليار درهم، أما الهدف فمضاعفة هذا الرقم خلال عامين. كما أكد صاحب السمو، إذن نحن، ننتظر 200 مليار درهم، بين عامي 2022 و2023، وهذا يعني أن جميع دوائر دبي، ستنضمّ إلى الفريق الرقمي، لأنّها ستكون العاصمة الرقمية الاقتصادية الأولى عالمياً.
تطوير البيئة الرقمية، يحمي البيانات وأنظمة المعلومات وشبكة الاتصال والرقابة عليها في كل القطاعات، ويضمن تحقيق السعادة والرفاهية، ويدعم متخذي القرار لرسم السياسات التنموية والتخطيط وقياس الأداء الاستراتيجي للتحول الذكي. المستقبل يفتح ذراعيه بترحاب وحب وغبطة، فأهلاً بالغد.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
