عادي
مجاعة وجفاف وأمراض

الأمم المتحدة: تغير المناخ يهدد العالم بكارثة صحية

12:43 مساء
قراءة 3 دقائق
1

حذرت مسودة تقرير وضعتها «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» من أن عشرات الملايين من البشر سيعانون المجاعة والجفاف والأمراض في غضون عقود، في إطار العواقب الكارثية للاحترار المناخي على صحة البشر.

وبعد عام قلب فيه وباء «كوفيد-19» العالم رأساً على عقب، تأتي مسودة التقرير الذي أعدته الهيئة الحكومية الدولية وأطلعت وكالة فرانس برس عليه بشكل حصري، ليقدم رؤية مأساوية للعقود المقبلة مع سوء تغذية وانعدام الأمن المائي وأوبئة.

خيارات ليست سهلة

والخيارات التي تتخذ على صعيد السياسات، مثل الترويج لحميات نباتية، يمكن أن تحد من هذه العواقب الصحية، لكن الكثير من هذه العواقب لا يمكن ببساطة تجنبها على المدى القصير، وفق التقرير.

ويحذر التقرير من تأثيرات متتالية مثل المحاصيل التالفة وانخفاض القيم الغذائية في مواد غذائية أساسية وارتفاع التضخم، التي من المرجح أن تصيب الفئات الأضعف بين البشر.

وبالاعتماد على مدى حسن إدارة الإنسان للحد من انبعاثات الكربون وكبح الاحترار المناخي، قد يواجه طفل يولد اليوم تهديدات صحية عدة قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، على ما يكشف التقرير.

صورة أشمل

ويقدم تقرير الهيئة الحكومية المؤلف من 4 آلاف صفحة والذي شارك في إعداده أكثر من 700 باحث، الصورة الأشمل حتى الآن لتأثيرات التغير المناخي في كوكبنا والكائنات التي تعيش عليه، ومن المقرر نشره العام المقبل.

ويتوقع التقرير أن يواجه 80 مليون شخص إضافي خطر المجاعة العام 2050.

كذلك يتوقع تعرض إمدادات المياه لاضطراب يؤدي إلى تراجع محاصيل الزراعات التي تعتمد على مياه الأمطار في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء. ويمكن ل40 بالمئة من مناطق إنتاج الأرز في الهند أن تصبح أقل ملاءمة لهذا النوع من الزراعة.

وسبق أن انخفض الإنتاج العالمي من الذرة بنسبة 4 بالمئة منذ عام 1981 بسبب التغير المناخي، كما أدى الاحترار في غرب إفريقيا إلى انخفاض محاصيل الذرة الرفيعة والذرة البيضاء بنحو 20 و15 بالمئة توالياً. وازداد التراجع المباغت في إنتاج الغذاء بشكل ثابت على مدى السنوات الخمسين الماضية.

أزمات المياه والغذاء والمأوى

وقالت ماريا نايرا مديرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس «استدامة أسس صحتنا تعتمد على ثلاث ركائز: الطعام الذي نأكله والحصول على المياه والمأوى»، مضيفة «هذه الركائز باتت ضعيفة للغاية وعلى وشك الانهيار».

 ويشير التقرير إلى أن تأثير الاحترار المناخي لا يؤثر في توافر محاصيل رئيسية فحسب، بل في القيم الغذائية أيضاً لهذه المحاصيل. فمن المتوقع أن تتراجع نسبة البروتينات في الأرز والقمح والشعير والبطاطا على سبيل المثال بنسبة 6 إلى 14 بالمئة، ما يعرض نحو 150 مليون شخص لخطر نقص البروتينات.

كذلك، يتوقع أن تتراجع المغذيات الأساسية التي تفتقر إليها أساساً الكثير من الوجبات في أكثر الدول فقراً مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويتوقع التقرير أن الظواهر المناخية القصوى التي باتت أكثر تواتراً بسبب الاحترار ستضر بإنتاج القمح في الكثير من المناطق.

ومع تراجع المحاصيل وتزايد الطلب على الوقود الحيوي والغابات التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، يتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية بحلول العام 2050 بحوالي الثلث، ما سيدفع ب183 مليون شخص إضافي من ذوي الدخل المحدود إلى حافة المجاعة المزمنة.

وفي آسيا وإفريقيا سيعاني 10 ملايين طفل من سوء التغذية والتقزم بحلول منتصف القرن، ما يعرض جيلاً جديداً لمشاكل صحية مدى الحياة، على الرغم من التنمية الاجتماعية والاقتصادية الأكبر.

وكما الحال مع سائر تأثيرات تغير المناخ، لن تكون التداعيات متساوية بين البشر، إذ تشير المسودة إلى أن 80 بالمئة من السكان المعرضين لخطر الجوع يعيشون في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.

(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"