أهلاً بالعالم

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

في ديسمبر 2019، وحين أُعلن أول ظهور لفيروس «كورونا» في الصّين، ثمّ تتالت الإصابات، لتشمل العالم كلّه، وأقضّت هذه الجائحة مضاجع الجميع، واتُّخذت في مواجهتها إجراءات صارمة يعرفها الجميع.
 وكان من بين الفعاليات التي أرجئت، معرض «إكسبو» الذي نظّمته وتهيّأت لاستقبال زوّاره، إمارة دبي، في أكتوبر من عام 2020، وكان هذا الحدث تاريخيّاً بكل ما في الكلمة من معنى، لأنه يُقام لأول مرّة في المنطقة، بعد انطلاقه أول مرة قبل 170 عاماً، في العاصمة البريطانية لندن عام 1851، وكنّا مع العالم ننتظر هذا الحدث،  لكن للأسف اضطرت اللجنة المنظمة وفقاً للإجراءات الاحترازية التي شهدها العالم، إلى إعلان تأجيله عاماً كاملاً..
إمارات الرقم واحد والمراكز الأولى، والإنجازات الحضارية التي لا تتوقّف، بدأت منذ دخول هذه الجائحة البغيضة، باتّخاذ كل ما يلزم، لمكافحتها والحدّ من آثارها، حتى القضاء عليها.. فكانت مجموعة الإجراءات الوقائية والفحوص التي تتجاوز مئتي ألف يومياً، واللقاحات التي قاربت 15 مليون جرعة، بما يؤكّد بما لا يقبل الشك، أن «كورونا» في طريقه إلى الانقراض.
في الأمس، زف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، البُشرى التي أسعدنا بها أنّنا «بدأنا العدّ العكسيّ»، أي استعجال المستقبل، كعادة هذه القيادة الرشيدة، لانطلاق «إكسبو» في دبي، بعد 100 يوم، في الأول من أكتوبر المقبل.
وهذا الاستعداد، لم يأت إلّا بعد جهود حثيثة ومضنية ومتواصلة، بذلها خمسون ألف موظّف، أنجزوا 192 جناحاً. إلى جانب 30 ألف متطوع في انتظار «التحليق بالحدث؛ أهلاً بالعالم في إكسبو 2020 دبي»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.
نحن في انتظار 192 دولة، في أكبر تجمّع ثقافي عالمي، ليبدأ العالم من دبي، مرحلة جديدة من التعافي، والاستمرار، وستمدّ جسراً لكل شعوب العالم، لتوحيد الجهود والتطلعات والعمل، من أجل صنع مستقبل أفضل للبشرية؛ لأن هذه طبيعة الحياة، لا تنتظر المتواكلين أو الضعفاء أو المستسلمين للتحدّيات الطارئة.. إنّها تتهيّأ بكل مناحيها وتفاصيلها للأقوياء، أقوياء الإرادة، وأصحاب الفكر النيّر الذين يحوّلون التحديات إلى فرص يزرعون فيها الأمل، ليثمر مستقبلاً رحباً مملوءاً بالخير. 
«إكسبو دبي» سيرسم خارطة طريق لأهم التوجهات الاقتصادية والتنموية والثقافية لمرحلة ما بعد «كورونا».. ويؤكد أن الإنسانية بتضامنها انتصرت على تلك الجائحة. والكل مدعوون من كل أنحاء العالم، ليكونوا جزءاً من عيش تجربة غير مسبوقة في تاريخ الإبداع الإنساني. سيكون أكبر تجمع إنساني للخبرات والأفكار والثقافات والإنجازات. ينتظر العالم في دبي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"