عادي

«الزيز» تُنهي غزوتها الأمريكية.. والموعد المقبل بعد 17 عاماً

19:35 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن: (أ ف ب)

أنهت حشرات الزيز غزوها هذا العام للولايات المتحدة، بعدما تسببت بحوادث مرورية، وتجرأت حتى على التعرض لرئيس أكبر قوة عالمية، بعد اجتياحها بالمليارات مناطق شاسعة في الولايات المتحدة، في حدث لا يتكرر سوى مرة كل سبع عشرة سنة.

وخرجت جحافل الزيز بين إبريل/نيسان، ومايو/أيار الماضي، في ولايات الشرق الأمريكي، مثل ميريلاند وأوهايو، إضافة إلى العاصمة الفيدرالية واشنطن. وعلى مدى أسابيع، عاشت الحشرات كأسلافها قبلها؛ إذ خرجت من الرمل وهي يرقات بعد التنقل داخل أنفاق حفرتها بعناية، ومنذ بدء درجات الحرارة بالارتفاع تحوّلت وتزاوجت وباضت بيضها للحفاظ على جنسها ثم فارقت الحياة، لكن خلال هذه الفترة، تنقلت حشرات الزيز بين الأشجار، وتصادمت مع البشر، أو حتى تحوّلت إلى مكون غذائي في أطباقهم.

وكانت اللحظة الأبرز خلال غزوة هذا العام يوم مغادرة الرئيس جو بايدن في أول رحلة رئاسية له إلى الخارج. وظهر بايدن يطرد حشرة زيز كانت جريئة، بما يكفي لتغط على عنقه، قبل أن يطرحها أرضاً.

ومازح بايدن الصحفيين قائلاً: «انتبهوا من حشرات الزيز، تعرضت لهجوم من إحداها، هي تمكنت مني». وعشية ذلك اليوم، هاجم سرب الحشرات، محركات الطائرة التي كانت ستقل عشرات المراسلين المرافقين لبايدن في جولته، ما أرغمها على البقاء ساعات على المدرج، قبل الاستعانة بطائرة أخرى في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من أن الحشرات غير مؤذية إجمالاً، خلافاً للجراد، لكنها قد تسبب بمشكلات، كما حصل في سينسيناتي بولاية أوهايو.

وكتبت شرطة المدينة في السابع من يونيو/حزيران الجاري على «فيسبوك»: «تاريخياً، يترافق كل ظهور لحشرات الزيز، مع حوادث مرورية عدة تُنسب لها. حصل الأمر عينه هذا العام».

وأضافت: «مساء اليوم، صادف شاب سرباً ضخماً من الزيز خلال قيادته السيارة. ودخلت إحداها إلى السيارة من نافذة مفتوحة واصطدمت بوجهه، ما أفقده التركيز لبرهة من الوقت. واصطدم بعدها بعمود للكهرباء».

ودعت قوات الأمن السكان إلى «التنبه وإبقاء النوافذ مغلقة إلى أن ترحل هذه الصديقات الصغيرة ذات العينين الحمراوين».

وقد دقت ساعة رحيل هذه الحشرات في مناطق عدة، حيث لم يعد يُسمع أي صوت لها، وبات يمكن رؤية حشرات نافقة على الأرصفة في كل مكان. وحان الوقت للبدء في تقويم هذا الموسم بحسب علماء الحشرات.

ويوضح جون كولي من قسم علم الأحياء التطوري والبيئة في جامعة كونيتيكت في هارفورد، وهو صاحب مشروع لوضع خريطة لهذه الحشرات: «يبدو أنها وسعت حضورها في بعض المواقع، فيما انحسر وجودها في مواضع أخرى. كما أن مراجعة البيانات المتوافرة بشأنها يستغرق وقتاً».

ويقول مايكل ج. راوب من قسم علم الحشرات في جامعة ميريلاند: «حيث اقتُلعت الأشجار، وحلت محلها مساحات مبنية، ذهبت حشرات الزيز من دون عودة. في المقابل، حيث عادت الأراضي الزراعية لتصبح حدائق أو مواقع سكنية، وحيث زُرعت أشجار، ثمة مزيد من هذه الحشرات».

أما التغير المناخي «فسيؤثر فيها بلا شك، لكن لا نعلم بأي طريقة تحديداً»، بحسب كولي.

ويشير راوب إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يتيح لحشرات الزيز توسيع حضورها شمالاً، وقد تشاهَد في وقت أبكر خلال السنة. ويقول إن بعض هذه الحشرات قد تظهر بوتيرة مرة كل 13 سنة بدلاً 17 سنة.

وغذّى وجود الزيز هذا الربيع أسئلة حول عما سيكون عليه وضع البشرية خلال الغزو المقبل لهذه الحشرات. وللحصول على الإجابة، يتعين الانتظار حتى سنة 2038.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"