عادي

فيلة تُذهل العلماء برحلتها الملحمية

22:04 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

سورانجانا تواري*

الفيلة بطبيعتها حيوانات شديدة الذكاء، والخبراء الذين يتابعونها ويدرسون سلوكها وحياتها يعرفون هذه الحقيقة تماماً، كما يعرفون كثيراً عن هذه الكائنات المثيرة.
لكن على الرغم من ذلك، فإن قطيعاً من الفيلة المهددة بالانقراض في الصين، أذهل العلماء على مستوى العالم، واستحوذ على اهتمام أمة بأكملها.
وليس أمراً خارجاً عن المألوف أو المعتاد أن تتحرك الفيلة ضمن قطيع لمسافات قصيرة، لكن هذا القطيع مازال يشق طريقه عبر الصين منذ أكثر من عام، وقد قطع حتى الآن، ما يقرب من 500 كيلومتر، وهي رحلة مضنية وطويلة بعيداً عن موطنه الأصلي.
ويُعتقد أن القطيع بدأ رحلته في الربيع الماضي من محمية «جيشينبانا» الوطنية جنوب غربي البلاد، بالقرب من الحدود مع ميانمار ولاوس.
وبدأ القطيع في التحرك شمالاً وفي الأشهر القليلة الماضية، ظهرت الفيلة في عدد من القرى والبلدات والمدن. وشوهدت وهي تحطم الأبواب وتقتحم المتاجر و«تسرق» الطعام، وتلهو في الوحل، وتستحم في قناة مائية وتخلد للنوم وسط الغابة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت قد عادت، أو لماذا شرعت في هذه الرحلة في المقام الأول، خاصة أنها أبعد مسافة تقطعها الفيلة في البلاد، كما أنه ليس معروفاً ما الذي ستفعله لاحقاً.
وقال جوشوا بلوتنيك، الأستاذ المساعد في علم نفس الفيلة في كلية هانتر بجامعة مدينة نيويورك: «الحقيقة هي، لا أحد يعرف السبب وراء رحلتها، يكاد أن يكون من المؤكد أنها مرتبطة بالحاجة إلى الموارد: الغذاء والماء والمأوى، وهذا سيكون منطقياً؛ نظراً لأنه في معظم المواقع البرية التي تعيش فيها الفيلة الآسيوية، هناك زيادة في الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى تجزئة المواطن وفقدانها وتقليل الموارد».
والفيلة أقرب من ناحية السلوك إلى البشر، من الثدييات الأخرى، وتنتابها مجموعة من المشاعر مثل الفرح في الولادة، والحزن في الموت، والقلق، عندما تكون في منطقة غير مألوفة لها.
وأجمع العلماء على أن رحلة الفيلة هذه ليست هجرة؛ لأنها لا تتبع طريقاً ثابتاً. ومع ذلك، تعد الصين واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي ينمو ويزيد فيها عدد الفيلة بفضل جهود الحماية المكثفة.
فقد شنت الصين حملة صارمة على الصيد الجائر، ونتيجة لذلك ارتفع عدد الفيلة البرية في مقاطعة يونان من 193 في التسعينات إلى نحو 300 في الوقت الحاضر.
لكن التحضر وإزالة الغابات قلّصا مواطن عيش الفيلة؛ لذا كما يقول الخبراء، قد تبحث عن موطن جديد يوفر فرصاً أوفر للحصول على الغذاء.
«بي بي سي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"