ضرب الكلب «كوتشوفليتو» مثالاً على الوفاء النادر، إذ يأبى الاقتناع برحيل مالكه، فواصل يومياً القيام بزيارة إلى منجم الفحم الذي قضى فيه صاحبه قبل ثلاثة أسابيع مع عمال آخرين، لينبش الأرض، في حادثة شهدتها مدينة كواهويلا، المكسيكية، وفق ما نشرت «ديلي ميل» البريطانية.
وينتظر «كوتشوفليتو» يومياً عودة صاحبه غونزالو كروز، الذي تبناه منذ ستة أشهر، ومنحه ذلك الاسم، واعتاد أن يأخذه يومياً في جولاته، وأن يوصله مسافة نصف ميل إلى محل عمله في منجم الفحم. لكن الكلب يفتقد صاحبه طول الوقت، فواصل الذهاب يومياً إلى المنجم في بلدية موزكيز، حيث شوهد يشم ويخدش السطح بحثاً عن صاحبه، وبعد أن يتملك الكلب المذهول التعب يعود إلى المنزل، حيث يقضى أيامه مستلقياً أمام درج الباب في انتظار عودة كروز.
وطوال الأسابيع الثلاثة التي مرت منذ انهيار المنجم، امتنع الكلب عن تناول الطعام إلا قليلاً، مع شرب الماء فقط.
وقالت ساندرا بريسينيو أرملة كروز: «كان زوجي يغادر المنزل في الساعة 6:30 صباحاً ويصحبه الكلب، حتى أنه دخل معه إلى المنجم. لم يخش الظلام. في بعض الأحيان كان يخرج وينتظره في الخارج». واعتاد الكلب أن يعود إلى المنزل بمفرده إذا لاحظ أن مالكه تأخر في العمل، وأحياناً كان يبقى معه حتى الفجر حتى لا يعود بمفرده.
لكن كل شيء تغير في 4 يونيو/حزيران الماضي،عندما تعرض المنجم للانهيار، ما أسفر عن مقتل سبعة من العمال، بما في ذلك كروز.
وقالت الزوجة، إنه بعد ظهر الحادث المأساوي، شعر «كوتشوفليتو» أن كروز لم يرجع، وانطلق من تلقاء نفسه إلى المنجم لاصطحابه، ففوجئ بعشرات من عمال الإنقاذ الذين كانوا يحاولون الوصول لإنقاذ عمال المنجم المحاصرين.
وفقاً لبريسينيو، وقف «كوتشوفليتو» خارج المنجم لمدة يومين حتى انتشلت جثة كروز. وفي وقت لاحق دفن كروز، ولم يعد «كوتشوفلتو» إلى المنزل، إلا في وقت متأخر من الليل.
ولا يزال الكلب يشعر أن صاحبه سيخرج من المنجم، فبات يقضى، معظم أيامه جالساً خارج المنزل، رآه السكان وهو يشم ويخدش سطح المنجم ويتلفت حوله بحثاً عن كروز.
ووصفت الزوجة الملتاعة حال الكلب المسكين قائلة: «يعتقد أن زوجي لا يزال هناك، يستدير ويعود ويظل كذلك. أحياناً كان يبكي ويبكي، يئن، مثل صراخه عندما يؤلمه شيء ما. إنه الألم الذي يشعر به لغياب زوجي الذي لم يره» .
