عادي
يختار الشخصيات بقلبه

علي منيمنة: بدأت بالكوميديا وبرعت في أدوار الشر

22:56 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت: هيام السيد
علي منيمنة من أهم ممثلي لبنان وأكثرهم إقناعاً وموهبة وعطاء. لديه مفهوم خاص حول مهنة التمثيل التي خاضها بمجالاتها الثلاثة، مسرحاً وسينما وتلفزيوناً. تألق في كل أدواره وأعماله وأحدثها مسلسل «رصيف الغرباء» الذي أثبت خلاله أنه يملك مفاتيح شدّ المشاهد على مدار 140 حلقة.. معه كان هذا الحوار الذي تناول مواضيع وجوانب عدة.

* يعرف عنك حرصك على الاهتمام بشكل الشخصية كما بمضمونها، فهل لأنك ترى أنهما بالأهمية نفسها؟

-عند القراءات الأولى لا يمكن تخّيل شكل الشخصية، بل نفسيتها، موقعها، خلفيتها كيف وأين ولدت؟، لأنها لا تذكر في الورق، وهذه التفاصيل تجعلني أقتنع أنني أستطيع أن أقدم لها شيئاً جديداً، ولكن عندما أجد أن نفسية الشخصية لا يمكن أن تتحكم بالشكل الخارجي أخترع شكلاً يتماشى معها، كما حصل في شخصية كمال داوود في مسلسل «رصيف الغرباء». الشكل الخارجي لهذه الشخصية يحتمل التغيير لأنها في عمر أصغر من عمري ب 10 سنوات، والمسلسل يتناول حقبة السبعينات حيث كانت الملابس والأشكال مختلفة، وكما يغيّر الممثل في نفسيات الأدوار، عليه أن يفعل ذلك أيضاً في شكلها الخارجي.

* وهل تتابع أعمالاً عالمية لمراقبة أداء الممثلين في أدوار مشابهة لأدوارك؟

-أنا متابع جيد للأفلام والمسلسلات العالمية، وفي الفترة الأخيرة تابعت الكثير من العربية، عدا تلك التي أشارك فيها. يوجد في مخيلتي كم كبير من كل الأدوار، لكن أشعر أحياناً بأنني لا أستطيع أن أتخيل الشكل العام للشخصية في بعض الأدوار، فأتابع بعض الأعمال للاستفادة منها.

* لماذا لم تتخصص في مجال التمثيل؟

- أحمل شهادة جامعية في السياحة والسفر وأخرى في إدارة فنادق. التمثيل كان هواية في البداية، وكنت أشارك في حفلات التخرج في مسرح الجامعة، ثم صرت أطلع على دروس صفوف التمثيل، وأدرسها في بيتي. لم أكن أرغب في أن أصبح ممثلاً، وكان أهلي يخبرونني بأنه لا مستقبل له، مع أن والدي هو من رافقني لمشاهدة أول فيلم. كنت أرغب في أن أكون لاعب كرة قدم، لكن أهلي اعترضوا أيضاً لأن لا مستقبل له في لبنان. عندما اشتغلت في المسرح مع الطلاب، ووجدت أن الموهبة لا تكفي ويجب أن يكون هناك دراية في المهنة، ثم اكتشفت أن ما يدرسه طلاب التمثيل في الجامعة لا يستخدمونه في الحياة المهنية، بل هو تعبئة نفسية ومعلومات، سلكت هذا الطريق، وقلت يمكن أن أحصل على الشهادة لاحقاً، والأهم هو اكتساب الخبرة والتعبير عن موهبتي التي لمسها الجميع، وبعد فترة ليست بعيدة تأكدت من أنني أملكها فعلاً.

* مع أنك من أهم الممثلين في لبنان

- لم أعتبر نفسي يوماً ممثلاً مميزاً، بل أعمل في المجال الذي أحبه وأقدم أدواري واختارها بقلبي أولاً.

* ومتى اقتنعت بأنك ممثل موهوب ؟

- عندما عرفت أنني يمكن أن ألعب شخصية كوميدية بالمقدرة نفسها التي أقدم بها أخرى ىتراجيدية وأن أعطيهما حقهما. في البداية لم أكن أفكر بنوع الشخصيات التي ألعبها. ولأنني لعبت، عن غير قصد، مجموعة شخصيات شريرة وإجرامية حققت نجاحاً لافتاً، صار المخرجون يختارونني لهذه الأدوار، وهذا الأمر له حسناته وسيئاته. كان كل همي أن ألعب شخصيات جديدة، سواء كانت جيدة أو شريرة، وأن أضيف إلى العمل وإلى نفسي، والشهرة لم تكن تهمني لأنه يمكن تحقيقها عبر أشياء أخرى.

* ومتى دخلت مجال الكوميديا ؟

-في بداياتي اكتشفت أنني أجيد التمثيل عندما قدمت عام 1990 شخصية كوميدية في مسرحية للأطفال، ويومها أدركت أنني أستطيع تقديم هذه الأدوار.

* ومن ثم اشتغلت في مسرح الفنان أحمد زين؟

- التجربة الجدية في المسرح كانت معه في مسرحية «البلد»، وقدمت دوراً ترك أثراً كبيراً. استفدت كثيراً من تجربة العمل مع الفنان أحمد الزين، لأنه مدرسة فنية مهمة.

* وما إيجابيات وسلبيات أن يختارك المخرجون لأدوار الشر؟

- عندما تُقدّم شخصية الشر بمنظار جديد تشكل تحدياً جديداً لي، وأدواري الثلاثة الأخيرة التي لعبت فيها أدوار الشرير حققت نجاحاً جماهيراً كبيراً. ويظن المشاهد أنني أكرر أدواري،لأن الشر عنده هو النتيجة التي تتسبب بها أفعال هذه الشخصية، دون الالتفات للتطور بين الأدوار الثلاثة والفرق بينها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"