عادي

عصابات المخدرات بالمكسيك.. وباء مزمن يروع الدولة والمجتمع

23:14 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة-«الخليج»:

المكسيك دولة تقع في وسط القارة الأمريكية على الحدود مع الولايات المتحدة، الدولة العظمى، التي تستقطب الأضواء عمن حولها. وفي المكسيك دولة فيدرالية ومجتمع له أزماته ومشاكله وتصدر عنه أخبار كثيرة، لكن ما يتم تداوله تطغى عليه أخبار الجريمة والعنف المسلح وتجارة المخدرات التي تقوم بها الجماعات الإجرامية، وهي تختلف عن «المافيا المكسيكية» الناشطة في الولايات المتحدة ونشأت في كاليفورنيا في خمسينيات القرن الماضي.

شبكة معقدة للجريمة

وعلى مدى عقود طويلة ضربت العصابات أمن المكسيك، وخاضت حروباً ضد أجهزة الدولة، وضد بعضها، وكثيراً ما تخلف الصدامات عشرات القتلى وحالات من الرعب والهلع، فضلاً عن الاكتشافات المتكررة لمقابر جماعية في الغابات والأحراش من ضحايا التصفيات الإجرامية. وتعرف هذه العصابات بأسماء كثيرة تنسب للمجرمين الذين أسسوها أو بأسماء بعض المناطق والمدن. ومن أخطرها، «كارتل سينالو» بزعامة خواكين جوزمان الشهير باسم «إل تشابو» المعتقل في الولايات المتحدة حالياً. وهناك عصابة «خواريز» المعروفة أيضاً باسم «منظمة فيسنتي كاريلو فوينتيس»، وتنسب إلى مدينة خواريز في ولاية تشيهواهوا بشمال المكسيك، وهذه العصابات معروفة بتهريب المخدرات والاتجار بالبشر. أما عصابة «تيخوانا» فتعتبر من أقدم وأكبر العصابات وأكثرها عنفاً ودموية، وتتمركز في مدينة تيخوانا، وتمتلك جناحاً مسلحاً في 15 ولاية أمريكية، ويمتد إلى الولايات المتحدة ويعرف باسم «لوس باليلوس». وتوجد أيضاً عصابة «جولف كارتل» التي أسسها غارسيا أبريغو ويمركز نشاطها في مدينتي ماتاموروس وتاماوليباس، ويمتد إلى 13 ولاية مكسيكية. ومن المعلوم أيضاً أن بعض هذه العصابات لها علاقات مع نظائرها في الولايات المتحدة وكولومبيا، وامتدادات إلى أوروبا وآسيا، ويتركز نشاطها في تهريب المخدرات بالدرجة الأولى، ثم الاتجار بالبشر والسلاح والمجوهرات الثمينة.

تاريخ من الجرائم والإرهاب

ومنذ سبعينيات القرن الماضي أرعبت عصابات المخدرات الحكومات والشعب في المكسيك، وبات استئصالها هدف الرؤساء والحكومات المتعاقبة. وطوال هذه الفترة اتسع نطاق المناطق المتأثرة بالجريمة المنظمة في ولايات غواناخواتو، وسان لويس بوتوسي، وأغواسكاليينتس وزاكاتيكاس التي قتل فيها هذا الأسبوع 18 شخصاً جرّاء تبادل لإطلاق النار بين عصابات مخدّرات، تقول تقارير إن بعضها يمتلك أسلحة متطورة واستخبارات توفر لها المعلومات، وفي مسعى للاحتفاظ بنفوذها وسلطتها. وأسفرت أعمال عنف مرتبطة بالمخدّرات عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص في المكسيك منذ العام 2006. ولم تفلح سياسية الرئيس المكسيكي الحالي أندريس مانويل لوبيز في تحقيق نتائج في الحرب على العصابات، ويبدو أن استراتيجيته القائمة على «العناق وليس الرصاص» للقضاء على الجريمة المنظمة لم تحقق شيئاً كبيراً، بدليل أن نشاط هذه العصابات قد تفاقم في الأشهر الأخيرة، في ظل أزمة اجتماعية كان وباء «كورونا» من أكبر عوامل استفحالها، في ظل قناعة تقول بأن الفقر هو العامل الرئيسي في دفع الناس إلى الانغماس في الجريمة المنظمة.

عصابات بأسلحة متطورة

وقبل أشهر، سلط تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية الضوء على واحدة من أخطر العصابات وهي عصابة «كارتل خاليسكو»، التي يشهد نفوذها تنامياً متسارعاً، وتمكنت من تطوير طائرات بدون طيار محملة بمواد شديدة الانفجار. وهذه العصابة انشقت عن كارتل «سينالولا» الذي يتزعمه «إل تشابو» القابع حالياً خلف قضبان أحد السجون الأمريكية.

وبحسب الصحيفة فإن كارتل «خاليسكو» بات الآن أقوى عصابة للمخدرات والجريمة المنظمة في المكسيك، ويملك من الوسائل والأدوات ما يجعله قادراً على القضاء على منافسيه، وخير دليل على ذلك انتشار مقاطع مصورة يظهر فيها عشرات من الرجال يرتدون زياً عسكرياً، ومدججين بالسلاح والعربات المدرعة، وكأنهم جيش محترف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"