عادي
يدخل الطلبة في حيرة تؤرّقهم

غياب الإرشاد الأسري نقطة ضعف اختيار التخصص العلمي

23:52 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: محمد الماحي
اختيار التخصص العلمي والمهني، قد يدخل الطلبة في حيرة تؤرقهم، بعد التخرج في الثانوية العامة، ما يستدعي تفعيل دور الإرشاد الأسري لتوجيههم، وتوعيتهم باختيار التخصصات التي تناسب ميولهم، مع مراعاة مستجدات سوق العمل الذي طرأت عليه تغيرات كثيرة، وأصبح لزاماً اختيار تخصصات تناسب هذه السوق، في ظل غياب الإرشاد الأسري، نقطة الضعف في اختيار الطلبة لتخصصات علمية ومهنية تتناسب مع قدراتهم.. وهنا نتساءل: أين دور أولياء الأمور في هذه المرحلة الحاسمة من مستقبل أبنائهم؟ ومن يوجه الطلبة ويساعدهم على اتخاذ القرارات المناسبة؟

في وقت ركزت وزارة التربية والتعليم، على إعداد برامج متطورة للإرشاد الأسري، تستهدف طلبة التعليم قبل الجامعي، وأصدرت لائحة للشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة؛ لإبراز الدور المهم والمحوري لولي الأمر في العملية التعليمية، وإصدار دليل الشراكة مع أولياء الأمور؛ للتعريف بدور ومسؤوليات ولي الأمر، ووضعت استراتيجية متكاملة للشراكة مع أولياء الأمور؛ لبناء رؤية مشتركة.

وظائف المستقبل

يقول الخبير التربوي محمد راشد الحمودي: إن مساعدة الطالب على اكتشاف قدراته وإمكاناته الدراسية، ومعاونته في تصميم خطة دراسته، واختياره للتخصص المناسب، يجب أن يبدأ من الأسرة، لتحقيق متطلبات شروط التخرج ومساعدته في التغلب على أية صعوبات قد تعترض مساره الدراسي، ومساعدته كذلك على التكيف مع بيئته الدراسية والاجتماعية والعلمية بإمداده بالمعلومات الكافية. موضحاً أن الإرشاد الأسري يؤدي دوراً مهماً وحيوياً في العملية التربوية، ولا يقل أهمية عن دور المعلم في المدرسة.

ويتفق الخبير التربوي سالم زايد الطنيجي، معه ويضيف إليه «اكتشاف ميول الطالب منذ السنوات الأولى في المدرسة، وتعزيزها، يساعده في إيمانه بقدراته مما يؤثر في حياته مستقبلاً؛ حيث يشعر بالسعادة كلما كان تخصصه يتوافق مع ميوله، وليس الأمر رهيناً بالمدرسة فقط، وإنما على الأسرة أن تقوم بهذا الدور، وتفتح قنوات مع الطفل والمدرسة، وننصح بألا ندفع أبناءنا لتخصصات بعيدة عن ميولهم؛ لأنها ستكون بعيدة كل البعد عن رغباتهم، وستكون تجربة فاشلة جامعياً، ونضطر لتغيير الكلية أو التخصص، وهذا ينعكس على نفسية الطالب بالسلب».

وقال: توجيه الطالب وتوعيته بشكل صحيح منذ الصف العاشر.

حالة صراع

وأكد جاسم فايز، مدير مدرسة حاتم الطائي الحكومية في أم القيوين. موضحاً: إن الطالب يجب أن يحصل على تصور ورؤية لمستقبله التخصصي قبل أن يلتحق بالجامعة، لكن في الأغلب يحصل العكس، وأضاف: «بمجرد حصول الطالب على الثانوية العامة يدخل في حالة صراع، ولا تكون لديه القدرة على الاختيار ولا يدرك ميوله العلمية وما يستهويه وما يلائم سوق العمل».

وقال: أبرز المشكلات والمعوقات التي تواجه الطالب أثناء اختيار التخصص الجامعي، تتمثل في ضعف الإرشاد والتوجيه الأسري، وإجبار الأهل أولادهم على اختيار تخصّص جامعي يُعجبهم ويرغبون فيهِ هم، وليس المهم هو رغبة الطالب نفسه.

اختيارات عشوائية

بعد الانتهاء من عناء الثانوية، يجد الطلبة أنفسهم أمام قرار صعب، فاختيار التخصص الجامعي أمر يثير الحيرة لدى الكثير منهم، وقد يتخذ عدد لا بأس به اختيارات عشوائية.

تقول الطالبة مريم محمد (24 سنة) «كنت في مرحلة اختيار التخصص الجامعي أشعر بالارتباك والعجز عن الاختيار، فأحياناً أشعر بالرغبة في دراسة الهندسة وأحياناً إدارة الأعمال. ولم أجد من يرشدني، وكان اختياري لإدارة الأعمال، لكني لم أستطع الاستمرار فيها، وتحولت للهندسة».

أما الطالب محمد صلاح فيقول: «أرغب في دراسة الهندسة المعمارية، ووالدي يؤيدني في ذلك؛ لأنه يريد أن أعمل معه مستقبلاً في شركة واحدة وأن أكون إلى جانبه».

ويوضح الطالب راشد الشامسي، أنه لم يتخذ قراراً حتى الآن بشأن التخصص الجامعي الذي سيدرسه وقال: «أخاف أن أختار تخصصاً ما ثم لا أجد عملاً؛ لذلك أفكر في الوظائف المتوافرة في سوق العمل، لاختيار التخصص الجامعي المناسب الذي يلبي احتياجاتي».

أما بعض الطلبة فيقدمون على اختيار تخصصات من باب الانبهار بها فقط، كما تقول فاطمة محمد «قررت دراسة الطب، لأنني دائماً أحلم بأن أصبح طبيبة وأهلي يؤيدونني في هذا الاختيار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"