عادي

كيف أنقذ حارس المجر 11 لاعباً إيطالياً من الموت؟

11:30 صباحا
قراءة دقيقتين
كأس العالم 1938
تحفل المنافسات الرياضية بالكثير من المفارقات والأحداث، لكن أغربها ما حدث في نهائي كأس العالم عام 1938 عندما خسرت المجر المباراة النهائية أمام إيطاليا 2-4، وكان حارس مرمى المجر سعيداً بدخول شباكه 4 أهداف بعدما أنقذ 11 لاعباً إيطالياً من الموت، لكن كيف ذلك؟
خيمت الأجواء السياسية على أجواء بطولة كأس العالم 1938 التي استضافتها فرنسا، فانسحب المنتخب النمساوي بعد تأهله بسبب ضم ألمانيا النازية لأربعة لاعبين من المنتخب النمساوي إلى فريقها المشارك في البطولة بعد ضم البلاد إلى إمبراطوريتها، كما انسحبت إسبانيا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت 1936 بقيادة الجنرال فرانكو.
من جهتها، كانت إيطاليا تحت قيادة الزعيم الفاشيستي بينيتو موسوليني الذي أراد أن تكون كأس العالم 1938 رمزاً لقوة الفاشية وانتصارها، وذلك عن طريق إحراز المنتخب الإيطالي اللقب والاحتفاظ به كأول من يفعل ذلك بعدما كان ناله في نسخة 1934.
كان منتخب إيطاليا قوياً جداً بقيادة المدرب الأسطوري فيتوريو بوتسو، لكنه تحت الضغط عانى في مبارياته ففاز بصعوبة في مباراة ثُمن النهائي أمام النرويج بهدفين لهدف بعد اللجوء للعب شوطين إضافيين، ثم فاز«الأزوري» في ربع النهائي على البلد المضيف فرنسا بثلاثة أهداف لهدف، وصعدت إيطاليا لمباراة نصف النهائي لتلعب أمام منتخب البرازيل الذي أخطأ مدربه بالإبقاء على اثنين من لاعبيه الأساسيين على مقاعد البدلاء ادّخاراً لجهودهم للمباراة النهائية ظناً منه أن المنافسة على اللقب باتت مسألة وقت. وبسبب ثقة البرازيل الزائدة تمكنت إيطاليا من الفوز بهدفين لهدف، وتأهلت للمباراة النهائية.
وقبل خوض المباراة النهائية أمام المجر، قام موسوليني بإرسال برقية إلى لاعبي إيطاليا تحمل عبارة مختصرة «الفوز أو الموت»، وكان لهذا التهديد صدى في نفوس اللاعبين الإيطاليين الذين ركضوا في الملعب كما لم يفعلوا من قبل لينتهي اللقاء بفوز إيطاليا 4-2، لتنطلق احتفالات كبيرة بين عناصر المنتخب الفائز، ليس فقط لأن فريقهم أصبح أول منتخب ينجح في الدفاع عن لقب المونديال، لكن لأنهم ضمنوا البقاء على قيد الحياة.
وكانت المفارقة أن بعض لاعبي المنتخب المجري الخاسر انضموا للاحتفالات الإيطالية، وكان حارس مرمى المنتخب المجري أنتال زابو سعيداً بالأهداف الأربعة التي هزت شباكه، وقال بعد المباراة عبارته الشهيرة: «لأول مرة لا أكون حزيناً. وعلى الرغم من أنهم أحرزوا أربعة أهداف في شباكي وانتزعوا منا الكأس، فإنني أشعر بالسعادة فقد أنقذت حياة 11 إنساناً من الموت».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"