عادي
مؤسس «آر أيه آر» حوّل استثمارات بسيطة إلى شركة عملاقة

ربيع رعيدي.. طموح اللبناني على أرض الإمارات

01:30 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

حوار: حمدي سعد

الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية.

في هذا «الملف» الذي يُنشر على حلقات تفتح «الخليج» قلبها وتصغي بشغف إلى حكايات وافدين، اختاروا الإمارات وجهة لكي يحققوا ذواتهم، ويحلقوا بأحلامهم، فوجدوا وطناً دافئاً ديدنه التسامح والتعايش، يستقبلهم بابتسامة مرحبة، ويهديهم الأمل ويمنحهم السعادة، وأحاطهم بالأمن والعدل وسيادة القانون، ووفر لهم البيئة الخصبة والفرص والمزايا للجميع دون استثناء، فأسسوا مشاريعهم وتمددت نشاطاتهم في مختلف أرجاء العالم، ولكن الأهم أنهم عثروا على كنزهم الخاص: الإمارات.

في كل حلقة سنسرد قصة نجاح، ونرحل مع صاحبها منذ أن وجّه بوصلته إلى بلادنا الغالية، حيث جميعهم بلا استثناء يردّون الفضل فيما وصلوا إليه، إلى هذا الوطن المعطاء، وقيادته التي فتحت أذرعها، واحتضنتهم، ملف يروي قصص ناجحين، لكننا في الحقيقة نروي حكاية وطن لا يعرف إلاّ النجاح.

قدم الشاب اللبناني ربيع رعيدي إلى الإمارات العام 1999، بحلم العمل والاستثمار في دولة الإمارات، على وقع تأكيدات الأهل والأصدقاء بأنها دولة فتية وصاعدة بسرعة ترحب بالاستثمارات الباحثة عن الاستقرار والبيئة المثالية للعيش والعمل والنمو والدعم الحكومي اللامحدود، وبالنهاية وهذا «مربط الفرس» كونها دولة تحفظ حقوق المستثمرين.

1

يروي ربيع رعيدي، قصته ل «الخليج»، بقوله: بدأت العمل فعلياً في دبي العام 2000 تقريباً بنحو 5 موظفين فقط وحالياً يصل عدد العاملين بالمجموعة إلى نحو 700 شخص، بفضل التوسعات التي توالت على مدار هذه السنوات انطلاقاً من دولة الإمارات إلى أسواق الخليج والمنطقة والعالم، حيث ساهمت سمعة الإمارات ودبي تحديداً في سرعة انتشار أعمال الشركة والحصول على حصص كبيرة في هذه الأسواق.

ويقول رعيدي، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة «آر أيه آر» القابضة، المتخصصة في صناعة الكيماويات البترولية والأصباغ ومشتقاتها، عن قصة نجاحه في الدولة: بدأت مسيرتي الفعلية في عالم الاستثمار في الإمارات العام 2000 وتطورت أعمالي بسرعة، حيث بدأت بإجمالي مبيعات بنحو 5 ملايين درهم سنوياً، أمّا حالياً فإن إجمالي مبيعات «المجموعة» يصل إلى حوالي المليار درهم سنوياً، وهذا بفضل الدعم الكبير من حكومة دبي والذي لم ينقطع يوماً.

سهولة الأعمال، أحد أهم أسباب نمو أعمال المجموعة في الإمارات، -بحسب رعيدي-، حيث تكمن في سهولة الأعمال والحصول على التراخيص بسرعة، لتتواجد المجموعة حالياً في 13 دولة حول العالم، لكن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي استطعنا فيها تحقيق نمو بأضعاف مضاعفة، مقارنة بالأسواق الأخرى التي نتواجد بها.

وجميع استثمارات المجموعة في الإمارات كانت بصفر تمويلات بنكية حتى الآن، وفي الوقت نفسه، لدى «المجموعة» تسهيلات لعملاء في السوق المحلي بنحو 180 مليون درهم وهذا نظراً للثقة الكبيرة في سوق الإمارات.

من بيروت إلى دبي مروراً بكندا

ولدت في لبنان العام 1970 وترعرعت في كنف عائلة تعمل بقطاع الدهانات والأصباغ وفي أوائل التسعينات توجهت إلى إيطاليا باعتبارها من الدول الأكثر تطوراً في صناعة الأصباغ عالمياً بعدها قمت بشراء 3 مصانع هناك يعود تأسيسها إلى العام 1948.

وتوجهت للاستثمار في إيطاليا ثم قمت بتغيير وجهتي إلى دولة الإمارات لتكون الانطلاقة الكبرى للمجموعة من دبي، حيث قررت الاستقرار فيها، نظراً للبيئة المشجعة على الاستثمار والنمو ولتوسيع أعمالي في الإمارات والمنطقة ككل.

أن الإمارات - والكلام لربيع رعيدي- أسهمت في إحداث نقلة نوعية في أعمال «المجموعة»، بسبب التطور الكبير في البنية التحتية والموانئ واللوجستيات بشكل عام وأنه لم يواجه أية تحديات تذكر فيما يتعلق بالحصول على التراخيص أو فيما يتعلق بوجود المكان الملائم لإقامة المصانع، حيث تعرف دبي ببنيتها القوية في المناطق الصناعية الحرة، حيث أصبحت لديّ حالياً سلسلة من المصانع المتخصصة بصناعة البتروكيماويات البترولية والأصباغ والبراميل تزاول مختلف نشاطاتها بموجب 12 رخصة صناعية وتجارية في الإمارات وحدها، الأمر الذي منحها اسماً مرموقاً بالسوق المحلية والدولية على حد سواء.

1

الأصباغ الخشبية

قمت ببناء مصنع للكيماويات بمجمع الصناعات الوطنية والذي يعد من أكبر المصانع بالإمارات والأول والوحيد عربياً من نوعه ويقوم باستخدام خزانات بالمحطة الطرفية في جبل علي، ويتم تفريغ نحو 12 باخرة سنوياً بها من النفط الخفيف، فيما نقوم باستيراد المواد الخام من عدد من دول العالم.

لدينا -كما يقول رعيدي - مصنع للأصباغ والدهانات في جبل علي الصناعية 1، يغطي 70% من احتياجات السوق المحلية والعربية والإفريقية من الأصباغ الخشبية وغيرها ويعتبر من أوائل المصانع بالدولة في تدوير المذيبات بترخيص من بلدية دبي.

قمت بشراء مصنع مؤخراً بمنطقة جبل علي الصناعية 2 والذي سيكون مخصصاً لمسحوق الطلاء Powder Coating، كما أن لدينا مصنعاً للأصباغ والكيماويات بالصناعية الجديدة بأم القيوين، والذي يضم مبنى خاصاً فقط بمختبر للبحث والتطوير في مجال الأصباغ ومصنع آخر للبراميل المعدنية بالمنطقة الصناعية الجديدة في أم القيوين.

المجموعة «إماراتية»

لولا دعم حكومة الإمارات لاستثماراتي لما وصلت مجموعة «آر أيه آر القابضة» إلى المرتبة ال 57 عالمياً والأولى إقليمياً وفقاً للتصنيفات العالمية في صناعة الدهانات الخشبية، واخترت أن تكون جنسية المجموعة بهذا التصنيف «إماراتية» كشكر وتقدير لما قدمته له دولة الإمارات، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في التأثير على السوق الخارجية بوضع شعار «صنع في الإمارات» وهو أمر يبعث على الفخر في هذه الصناعة المتطورة.

وحول تأثير قانون تملك الشركات الذي أقرته الإمارات مؤخراً يقول رعيدي: قامت المجموعة بالتقدم للحصول على رخصة مستثمر بنسبة 100% وتمت الموافقة بالفعل على الطلب لاستيفاء كل الشروط والمتطلبات وهذا يمثل دعماً كبيراً إضافياً.

حصلت مؤخراً على الإقامة الذهبية لاستيفائي للشروط الإماراتية، كما تم تكريمي ضمن قائمة أفضل 100 رجل أعمال بالوطن العربي لسنة 2018 من قبل مجلة «فوربس» العالمية.

وحول استثماراته خارج الإمارات يقول ربيع رعيدي: لدى المجموعة حالياً استثمارات ومشاريع خارج الإمارات تضم 4 مصانع في لبنان و3 في إيطاليا و2 بالسعودية وواحد في سلطنة عمان وواحد في كل من: قطر والكويت ونيجيريا.

أن تواجد المجموعة بأغلب القارات جعلها تعقد العديد من الاتفاقيات المهمة بالدول العربية والتي من بينها الشركة النفطية العراقية، حيث تم عقد شراكة مع هذه الأخيرة وكذا اتفاقية حق امتياز ومعرفة لتوفير الخبرة الفنية اللازمة لتصنيع مادة النفط الأبيض.

ولدينا عقد مع الشركة الوطنية للبترول الكويتية لتوريد مادة الكيروسين بكميات تصل إلى 20 ألف طن سنوياً، كما أن لدينا عقداً مع أرامكو السعودية لتوريد مواد بترولية نقوم بتكرارها باستعمال تقنية التقطير التي ننفرد بها وشركة أخرى بالوطن العربي كاملاً.

لدى المجموعة عقود تصنيع مع عدد من الشركات العالمية مثل: بي بي جي PPG والتي تعد من أهم الشركات الأمريكية حيث يبلغ إجمالي مبيعاتها ما لا يقل عن 14 مليار دولار سنوياً، وشروين وليامز Sherwin Williams وبايير Bayer سابقا – كوفسترو Covestro حالياً.

5 عروض استحواذ

وعن تلقي مجموعة «آر أيه آر» القابضة عروض استحواذ يقول رعيدي: تلقينا بالفعل وحتى الآن 5 عروض للاستحواذ الجزئي أو الكلي من قبل مجموعات استثمارية في الإمارات أو في العالم لكننا رفضناها جميعاً، نستبعد هذا الخيار.

وبالإشارة إلى خريطة التوسعات المستقبلية يقول رعيدي: تقوم المجموعة حالياً بدراسة مشاريع استثمارية جديدة في الإمارات ولدينا توسع كبير، ونحن على استعداد لخوض تجربة جديدة في دبي وهي قسم خاص بمسحوق أصباغ السيارات بالإضافة إلى العديد من الدول العربية والأوروبية.

نحتل حالياً المرتبة الأولى في منطقة الخليج وإفريقيا وال57 في العالم في مجال البيتروكيماويات والأصباغ ومشتقاتها، حيث تمكنا من امتلاك سلسلة تصنيع كاملة بداية من المواد الخام ووصولاً إلى المنتجات النهائية، الأمر الذي يجعل صناعتنا صناعة إماراتية بنسبة 100% تصدر من دبي إلى جميع دول الخليج والمنطقة العربية والعالم باسم علامات مختلفة والتي من أهمها:«ريتفر وآر آيه آر ريسين وآي في آي وشيتفر».

60 % الحصة السوقية

تمتلك المجموعة حصة سوقية بنحو 60% من سوق الدهانات الخشبية في الإمارات ونصدّر ما بين %40 إلى 45% من الإنتاج إلى خارج الدولة.

وحول عمليات التطوير التي تقوم بها المجموعة لمنتجاتها قال رعيدي: كنا أول شركة في الدولة تقوم بإعادة تدوير مواد الدهانات بصورة كاملة وإعادة استخدامها مجدداً، بالتعاون مع بلدية دبي باستخدام تقنيات خاصة بالشركة، وذلك بفضل عمليات التطوير المستمرة التي نقوم بها، ونواصل التطوير بصورة مستمرة من خلال مختبرات خاصة في الإمارات وإيطاليا.

وعن التوجه للبيع الإلكتروني بالإضافة إلى المبيعات التقليدية قال: فتحنا مؤخراً منفذاً للبيع الإلكتروني لبعض منتجاتنا عبر «أمازون الإمارات» وبدأنا نتلقى طلبيات جيدة من خلاله، فيما نعمل حالياً على تطوير منصة بيع إلكترونية خاصة بالشركة حالياً ونعتزم إطلاقها خلال شهرين تقريباً.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"