استحقاق محترم للكاتبة الإماراتية

أشارت الزميلة الكاتبة عائشة سلطان، أمس، إلى غلبة العنصر النسائي في تركيبة مجلس إدارة اتحاد كتّاب الإمارات المنتخبة من الجمعية العمومية للاتحاد الخميس الماضي، بنسبة 4 أسماء نسائية مقابل 3 أسماء من الرجال في مجلس الإدارة، وهي نسبة فارقة وملحوظة فعلاً، غير أن ما يمكن أن يضاف هنا، هو أن عدد أعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (العضوية العاملة) يبلغ نحو 195، ومن بين هذا الرقم 90 امرأة، بمعنى أن نسبة العضوية النسائية في الإمارات نحو 46%؛ أي قريباً من النصف ضمن تعادل واضح تماماً بين الجنسين من الكتّاب والكاتبات في العضوية العامة العاملة في الاتحاد. ونشير أيضاً إلى أن الأسماء النسائية كانت حاضرة في مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات منذ تأسيسه عام 1984، ويخبرنا أرشيف الاتحاد عن تردد اسم مريم جمعة فرج، على سبيل المثال لا الحصر، ضمن تركيبة مجلس إدارة الاتحاد.
لا نظام محاصصات في اتحاد الكتاب بلغة الانتخابات العربية الثقافية وغير الثقافية، ولا نظام «كوتات»، ولا نظام محسوبيات تفرضها قوى أيديولوجية أو انتخابية في جسم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات؛ بل أثبتت المرأة الكاتبة جدارتها الإبداعية والأدبية والإدارية بقلمها الشعري والروائي والقصصي لا بقلم نظام انتخابي مُعين.
وصول المرأة الكاتبة في الإمارات إلى نسبة 46% في العضوية، ونسبة 4 إلى 3 في مجلس الإدارة، هو استحقاق وإشارة إلى خبرة وتاريخ وذاكرة للقلم النسائي المثقف في الإمارات.
المرأة في الإمارات شاعرة فصيح، وشاعرة نبطي، وشاعرة عمود وتفعيلة وقصيدة نثر، وهي روائية ناجحة تتكامل في تجربتها السردية مع كاتبات عربيات وخليجيات شكّلن ظاهرة أدبية في العقدين الأخيرين، والمرأة في الإمارات كاتبة قصة وناقدة وناثرة، وهي في مجالات أخرى ناشرة، وصحفية، وإعلامية، ولديها جرأة على التجريب تمكّنها من الصناعات الإبداعية والثقافية المكفولة بالدعم المادي والمعنوي من جانب الدولة.
إلى جانب صعود المرأة الإماراتية في حقلي الآداب والفنون، فهي أيضاً قادرة على الإدارة والتدبير الفني والقيادي لأية مؤسسة تجد نفسها في إطارها المهني مهما كان نوعه.
اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات معادلة أدبية متوازنة من حيث العضوية، ولكن هذه التعادلية موجودة أيضاً في الكتابة، وفي النتاج الإبداعي في حدّ ذاته؛ لا بل إن من يراقب المؤشر البياني لقبول العضويات يلاحظ أن الاتحاد قبل عضوية كاتبات إماراتيات على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، أغلبيتهن شاعرات وروائيات.
الاتحاد على أبواب مرحلة جديدة ثقافية وإدارية ونشرية نتوقع أن تكون المرأة عنواناً أولياً لهذه المرحلة بجدارتها الأدبية، وحضورها الثقافي المحترم دائماً.
[email protected]