مؤتمر برلين.. الطموحات والعقبات

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

على وقع اتصالات ومساعٍ حثيثة تهدف إلى تفكيك عقد الأزمة الليبية، ولا سيما ملف القوات الأجنبية والمرتزقة الشائك، عقد مؤتمر «برلين2» على أمل إيجاد حل سلمي دائم للأزمة في ليبيا.
 ولأن الملف الأعقد هو ملف القوات الأجنبية وضرورة أخلاء ليبيا من المرتزقة الأجانب فقد شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لقائهما قبل المؤتمر بأيام قليلة، على أن أوروبا تواجه «تحديات كبيرة» في التعامل مع كل من روسيا وتركيا، في إشارة إلى دور كل من موسكو وأنقرة في الأزمة الليبية، خاصة مع تنامي العلاقات التركية الروسية، ووجود أدوار عسكرية للبلدين قد تخلط أوراق الأمن الأوروبي، من أوكرانيا إلى القوقاز، ثم في شرق المتوسط وسوريا وصولاً إلى ليبيا.
 لكن هذا التخوف الأوروبي يبدو أنه لا يتوافق تماماً مع موقف الحليف الأمريكي حيث ركز الرئيس، جو بايدن، في اجتماعات «الناتو» على أن التحدي الاستراتيجي الصيني، جعل ملف إدارة العلاقات الصعبة مع الجارين الروسي والتركي يأتي في درجة أقل أهمية، أو بالأحرى تحكمها قاعدة «العصا والجزرة».
 وفيما يتطلع الأوروبيون إلى ما يحمله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لاستعادة الأوروبيين لزمام المبادرة التي فقدوها في ظل الفجوة التي حصلت في العلاقات مع الولايات المتحدة إبان إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، يبدو أن الخلافات التركية الأوروبية، والروسية الأوروبية ما زالت تشكل عقبة كبيرة في طريق الحل في ليبيا.
 ولعل هذا ما دعا مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إلى المطالبة بمغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة ليبيا، واعتبرتها أولوية لإنهاء الأزمة.
 وهو ما عبّر عنه أيضاً المشاركون في مؤتمر برلين الثاني بالتأكيد على أهمية انسحاب القوات الأجنبية وآلاف المرتزقة من الأراضي الليبية، وهو ما تحفظت عليه تركيا معطية إشارة سلبية لجهود إنجاح العملية السياسية.
 فيما عبّرت الحكومة الانتقالية الليبية عن أملها برحيل «المرتزقة» الأجانب قريباً.
وفي كلمته أمام المؤتمر، قال رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة: «نريد انسحاباً كاملاً للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا».
وشدد الدبيبة على «تجاوز كل العقبات لإجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر/ كانون الأول، داعياً المجتمع الدولي «للوفاء بتعهداته تجاه ليبيا، خاصة إجراء الانتخابات»، التي أوضح أنها يجب أن تكون «حرة ونزيهة».
 وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن بلاده تريد ليبيا دولة مستقرة بعيداً عن التدخلات الأجنبية، مشدداً على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا، وتثبيت وقف النار.
 بدوره، قال وزير خارجية ألمانيا إن برلين تسعى لإخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وتوحيد المؤسسة العسكرية هناك، مشيراً إلى أن واشنطن تلعب دوراً نشطاً في الملف الليبي.
 ورغم الآمال المعلقة على مؤتمر «برلين 2» إلا أن المراقبين لا يخفون تخوفهم من أن تستمر فصول الأزمة الليبية في ظل استمرار الخلافات بين اللاعبين الأساسيين، وفشل التوصل إلى اتفاق بشأن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد، والذي يبدو شرطاً أساسياً لعودة الاستقرار إلى ليبيا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"