المعلم الذي يحمل فكراً ورسالةً تربويةً تحمل في طياتها الخير للمجتمع، ويخلق بسعيه قيادات وشخصيات ناجحة للمستقبل، المعلم ذو الهمة العالية، يتابع طموحه ويتحمل فوق طاقته، ويخرج من قيود الشرح في الكتاب، ليوسع دائرة خدماته ومبادراته لتشمل شرائح المجتمع، ويمتد أثره المباشر وغير المباشر، فعلاً يحتاج إلى وقفة تعطي أملاً لغيره، بأن يكون قدوة يحتذى بها، وبأن عمله لن يضيع جزافاً، بل يترسخ كمنهج عمل تربوي لافت، ويرسم نهجاً تشجعه قيادتنا الرشيدة.
في جائزة «محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي»، رسالة، لمسنا منها اهتماماً بإبراز كل التفاصيل الصغيرة، واختيار مقر متحف اللوفر لإعلان نتائج الجائزة والتواصل مع الفائزين، أعطى قيمةً وبُعداً حضارياً مترسخاً، وحضور وزير التربية والتعليم ووقوفه على تفاصيل الجائزة، والمتابعة الإعلامية لها، أعطاها زخماً وحضوراً لا يتصور أثره في الميدان، الذي يمتد لكل الدول التي دخل معلموها في منافسات الجائزة، والمجتمع بأسره، ونتمنى في الدورات القادمة أن تصل لجميع الدول العربية، وألا تقتصر على الخليج.
تعدد الجوائز التربوية في دولتنا يعطي مؤشراً كبيراً لاهتمام قيادتنا الرشيدة بالمعلم كشخصية تربوية مؤثرة في المجتمع، وأهم الجوائز التي كرمت المعلم، جائزة خليفة للمعلم، وجائزة محمد بن زايد للمعلم الخليجي، وجائزة الإمارات للأداء التربوي المتميز والتي أطلقتها وزارة التربية والتعليم للتنافس بين كوادرها، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي، جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجميعها تصب في هدف واحد، يسعى لإبراز جهود المعلم المبدع الذي ارتقى برسالته ووسع من دائرة أثره ليشمل محيطه، كذلك تكريم الطالب والإداري والمشرف المتميز.
وجميع المعلمين الفائزين بتلك الجوائز، يؤكدون باستمرار أنهم سيواصلون أداء مهامهم التي يقدمونها انطلاقاً من رسالتهم التربوية الراقية، والجوائز ليست إلاّ تتويجاً لتلك الجهود وتكريم المبدعين منهم ورسالة موجهة للمجتمع، بأن «المعلم» وريث الأنبياء، سيظل على قائمة الشخصيات المجتمعية التي تساهم في بناء دولتنا من خلال الأجيال الذين تربوا على أيديهم، والمجتمع يذخر بالكوادر المهنية والتخصصية التي كان لتشجيع «معلم» أثر ودور في أن يخطو الطلبة أول درجاتهم في سلم اختيارها والتمكن منها، منذ أن كانوا على مقاعد الدراسة.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
