عادي
ترأس الاجتماع الأول لمجلس دبي للإعلام بتشكيله الجديد

أحمد بن محمد يدعو إلى تبني استراتيجية عمل تستلهم رؤية محمد بن راشد لدبي المستقبل

19:46 مساء
قراءة 5 دقائق
أحمد بن محمد بن راشد
1

دبي: «الخليج»

ترأّس سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، الاجتماع الأول للمجلس بتشكيله الجديد والذي اعتمده قبل أيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل الإعلامي في دبي، تستكمل خلالها الإمارة مسيرتها كمركز إعلامي متطور بما يضمه من مؤسسات إعلام حكومية وأخرى عربية وعالمية اختارت دبي مقراً لأنشطتها في المنطقة.

وأكد سموه خلال الاجتماع، الذي حضرته منى غانم المري، نائب رئيس مجلس دبي للإعلام والعضو المنتدب، وأعضاء المجلس، ضرورة تبني استراتيجية عمل تستلهم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدبي المستقبل وما يريده سموه لقطاع الإعلام من أدوار أكبر تأثيراً خلال المرحلة المقبلة، وبما يواكب توجهات دولة الإمارات واستعدادها للخمسين عاماً المقبلة، ويدعم أهداف دبي التنموية ويخدم في الارتقاء برسالة الإعلام كشريك يبرز ويحفز جهود البناء والتنمية، ويحافظ على المكتسبات والثوابت الوطنية، فضلاً عن النهوض بقطاع الإعلام في شقه الاقتصادي بزيادة تنافسية دبي لاستقطاب المزيد من كبرى شركات الإعلام العربية والعالمية.

مرحلة جديدة كلياً

وقال سموه: «دبي مقبلة على مرحلة جديدة كلياً بأهداف كبيرة ورؤية طموحة لارتقاء مستويات أعلى من الريادة في كافة المجالات»، موجّهاً بتطوير استراتيجية موحدة وشاملة للقطاع الإعلامي في دبي تراعي كافة المتغيرات العالمية المحيطة سواء في مجال تكنولوجيا الإعلام وأدواته ووسائله وأساليبه، وتأخذ في الحسبان التحول الحاصل في أنماط الاستهلاك الإعلامي في ظل المؤثرات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية الراهنة، وقياسها وفق المؤشرات العالمية، وتطوير خطة عمل تترجم أهداف هذه الاستراتيجية إلى إنجازات ملموسة ضمن أطر زمنية محددة.

مؤشرات أداء دقيقة

كما وجّه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بتطوير مؤشرات أداء دقيقة لكل مؤسسة إعلامية وفق أفضل الممارسات العالمية من أجل قياس مدى التقدم المتحقق في عملية النهوض بإعلام دبي، ورصد مدى سرعة تنفيذ المهام الموكلة إلى مختلف مكونات المنظومة الإعلامية وفق استراتيجية العمل الجديدة.

وقال سموه: «شاركت عوامل كثيرة في إحداث تغيرات كبيرة في عالم الإعلام.. ولا شك أن التكنولوجيا هي أكبر تلك المؤثرات بما أحدثته من ثورة في مختلف وسائله وأدواته بل وفي مضمونه ومحتواه أيضاً.. وسارع من زيادة أثرها المتغيرات العديدة التي شهدها العالم خلال العامين الماضيين سواء الصحية أو الاجتماعية وكذلك الاقتصادية... واليوم بات من الضروري مراجعة كل ما حققناه من إنجازات إعلامية من أجل التأسيس لمنظومة عمل تأخذ كل تلك المتغيرات بعين الاعتبار.. وتمكننا من رفع القيمة المضافة لقطاع الإعلام سواء من ناحية الرسالة والمحتوى أو من ناحية مردوده الإيجابي على الاقتصاد كرافد مهم من روافده».

توحيد الجهود

وشدّد سمو رئيس مجلس دبي للإعلام على ضرورة سرعة العمل على توحيد جهود مؤسسات إعلام دبي الحكومي والتنسيق فيما بينها وإشراكها في وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية التطوير الإعلامي على المديين القريب والبعيد، منوهاً سموه بنجاح دبي في تأسيس مجتمع إعلامي ضخم ما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام ليكون دائماً على قدر المأمول لدبي كمركز إعلامي متطور، واستحداث المزيد من مقومات التميز التي تشكل عوامل جذب أساسية لشركات الإعلام العالمية الساعية إلى بيئة داعمة تمكنها من مباشرة أعمالها بيسر وسهولة في المنطقة.

وأكد سمو الشيخ أحمد بن محمد خلال الاجتماع الأول لمجلس إعلام دبي بتشكيله الجديد أن توجيهات القيادة الرشيدة واضحة بشأن العمل على إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة القادرة على تولي مسؤولية التطوير، وما يستدعيه ذلك من اكتشاف المواهب الواعدة ومنحها الفرصة للمشاركة لإثراء الإعلام الحكومي بأفكار مبتكرة تنهض بمخرجاته، وزيادة البرامج والمبادرات الخاصة باستقطاب الكفاءات وتخريج أجيال جديدة من الإعلاميين والفنيين المختصين.

حضر الاجتماع أعضاء مجلس دبي للإعلام: هالة يوسف بدري، ومالك سلطان آل مالك، ومحمد سليمان الملا، وعصام كاظم، وعبدالله حميد بالهول، وأمل أحمد جمعة بن شبيب، والعنود محمد بن كلي، والأمين العام للمجلس نهال بدري.

خطوط عريضة

واستعرض الاجتماع الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة لإعلام دبي وأهم ركائزها ومستهدفاتها، في ضوء مجمل المستجدات الإقليمية والعالمية لا سيما المتعلق منها بقطاع الإعلام وأنماط الاستهلاك الإعلامي سواء المحلية أو الإقليمية وكذلك العالمية، والتي شهدت العديد من التحولات خلال السنوات العشر الماضية بسبب جملة من الأسباب من أهمها التطور التكنولوجي الهائل وما صاحبه من انتشار لأجهزة الاتصال ومن ثم منصات التواصل التي أحدثت تغييراً جذرياً في العديد من مفاهيم وأساليب وقيم العمل الإعلامي، حيث اتفق الحضور على ضرورة إيجاد مسارات تطويرية سريعة تواكب تلك المتغيرات وتوظفها بأسلوب يخدم أهدافنا الاستراتيجية ويعزز من تنافسية مؤسسات إعلام دبي.

وتطرق النقاش إلى سبل الاستفادة من الإعلام الرقمي وما يتيحه من قدرة كبيرة على الانتشار واسع النطاق، في ضوء التطور الهائل لوسائل الاتصال وما صاحبها من طفرة كبيرة في صناعة المحتوى المصمم للمنصات الرقمية، وظهور أنماط إعلامية جديدة تواكب التطور الحاصل في مجال الشبكات الرقمية والأجهزة الذكية عالمياً، وما يمليه ذلك من ضرورة التفكير في أطر جديدة تحقق أكبر فائدة ممكنة من قدرات الإعلام الرقمي.

وتناول الاجتماع آفاق التطوير المنشودة لقطاع الاتصال الحكومي وكيفية الارتقاء بقدراته وتعزيز أثره الإيجابي وما يستدعيه ذلك من مراجعة مختلف سياسات وأطر الاتصال الحكومي في دبي، والوقوف على مواطن التطوير الممكنة، واستحداث الأطر التنظيمية التي تعين على زيادة مستوى مرونة هذا القطاع المهم، ورفده بالمقومات الضرورية لترسيخ مصداقيته، وتوسيع آفاق التعاون بينه وبين مختلف المؤسسات الإعلامية سواء المحلية أو العالمية.

رصيد الثقة

وأبرز الاجتماع أهمية إيجاد القنوات والسبل التي يمكن من خلالها رصد آراء المتلقي والتعرف على ما يتطلع إليه في إعلام دبي للاستفادة من تلك الأفكار والمقترحات في تعزيز عملية التطوير الرامية في جزء رئيسي منها إلى تلبية تطلعات المتلقين، وتعزيز رصيد الثقة لديهم في قدرة إعلام دبي على أن يكون البديل الأمثل والخيار الأول لهم في الحصول على المحتوى الإخباري والتثقيفي والترفيهي الذي يتطلعون إليه وفق أفضل المقاييس العالمية.

وتطرق الحضور إلى مناقشة أبرز التحديات التي واجهت قطاع الإعلام في المرحلة السابقة لاسيما منذ مطلع العام 2020 تزامناً من انتشار الجائحة العالمية وما تسببت فيه من تداعيات طالت العالم أجمع، وشمل النقاش مقترحات من شأنها تخطي هذه المرحلة وكيفية الانتفاع من الدروس المستفادة التي صاحبتها في تطوير أساليب وآليات عمل مبتكرة تعين على اكتشاف الفرص استعداداً للمرحلة المقبلة.

وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد لأهمية التعاون مع كافة الجهات المعنية من أجل إيجاد الصيغ التي تمكن المجلس من تحقيق أهدافه وتساعده على الوصول إلى النتائج المرجوة في أسرع وقت ممكن وبتوظيف الإمكانات المختلفة لكافة مكونات المنظومة الإعلامية في دبي، ورصد أفضل الممارسات والمعايير العالمية لتطبيق ما يتناسب منها مع طبيعة متطلبات العمل على الصعيد المحلي.

يُذكر أن أهداف مجلس دبي للإعلام تتضمن استحداث خطط ومبادرات إعلامية من شأنها إبراز مكانة دبي كمركز عالمي للأنشطة الاقتصادية والاستثمارية وما تتميز به من مقومات جذب للمواهب والخبرات والطاقات المبدعة وكذلك المؤسسات الرائدة عالمياً، من بنى تحتية تعد من الأفضل عالمياً، وأطر تشريعية وتنظيمية داعمة للأعمال، في حين سيعمل المجلس أيضاً على إلقاء الضوء على الجهود المبذولة لجعل دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"