لا تفكر بالبؤس.. فكر بالجمال

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

يمتلك كل واحد منا طاقة تفكيرية هائلة تمكنه من التخيل والانطلاق بأفكار متنوعة بعيداً عن واقعه؛ بل إن العقل البشري نفسه يمتلك قدرات هائلة تحدث عنها العلماء، حيث تبعد الإنسان عن واقعه الحقيقي وتذهب به بعيداً نحو واقع من الخيال يكون أفضل حالاً. ومن هنا تم الحديث عن القدرات التي يظهر بها البعض في مواقف حالكة شديدة القسوة؛ قدرات من التحمل والصبر غير معهودة، ويرجعون هذا إلى قوة العقل، وتمكنه من الخروج من هذا الواقع القاسي نحو واقع موازٍ من التخيل يكون أبسط وأقل حدة.
البعض منا قد يكون مر به مثل هذه الحالة أو قريب منها، ووجد أن عقله يخرجه من حالة من الحزن نحو حالة من الفرحة، أو يخرجه من حالة ضيق وكآبة نحو شعور من الراحة والانشراح، أو أننا بتنا نضحك على أمور سطحية وبسيطة من أعماق قلوبنا، بينما نكون غارقين في مشكلة ما، أو نشعر بالحزن نتيجة لوفاة عزيز علينا، وامتدت بنا حالة الحزن، خاصة عندما نكون بعيدين عن الناس، عندها نبدأ في استعادة الذكريات والأيام الخوالي، وكأننا نستدعي طاقة هائلة من المشاعر الحزينة والمؤلمة لتحاصرنا وتغطينا. هنا نشعر ببعض الانفراج يأتي من داخل العقل الذي يستدعي ذكريات ومواقف مضحكة أو أحداثاً طريفة سبق وأن مرت بنا، وكأنه يحاول أن يجد مساحة للتفاؤل أو مساحة تبتعد قليلاً عن تلك السحابة الحزينة التي تغطينا. 
لعل هذه واحدة من أعظم قدرات العقل وأكثرها فائدة للإنسان. هذه الفائدة تكمن في تجنيبه الانهيار النفسي. ومع هذا الدور العجيب والعظيم الذي يقوم به العقل، إلا أن هناك من وصلت همومه وأحزانه للحد الذي تغلبت عليه، وكان نتيجة لذلك أن قرر أن يُنهي حياته أو أن يقع فريسة للمرض النفسي من الكآبة ونحوها. في هذه الحياة نحن بحاجة إلى معرفة قدراتنا النفسية ومعرفة طبيعة الحياة نفسها، فلا حزن يدوم ولا هم ولا مشكلة ولا ضيق، جميعها ستزول، المهم أن نغذي الروح ودواخلنا بالأمل، بالسعادة، بالغد الجميل والسعيد. 
الكاتبة الألمانية آنيليس ماري آن فرانك، التي نشرت كتاباً تحت عنوان: «مذكرات فتاة صغيرة»، يتحدث عن المحرقة النازية، حيث تعتبر واحدة من ضحاياها، قالت: «لن أفكر بكل هذا البؤس، لكنني سأواصل التفكير بكل هذا الجمال الذي بقي».
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"