مآثر ثاني السويدي

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

في الخامس من يوليو من عام 2020، كنا على موعد مع رحيل الشاعر والروائي والإعلامي الإماراتي (ثاني عبدالله السويدي «رحمه الله»)، الذي غادرنا بجسده بعد نحو 49 سنة من لحظة ولادته في «المعيريض» بإمارة رأس الخيمة في الأول من يوليو من سنة 1966، فيما أنفاسه الإبداعية والإعلامية والثقافية العامة ما زالت تملأ المشهد الثقافي الإماراتي والعربي العام والعالمي: (ليجف ريق البحر 1991، الأشياء تمر 2000)، علامتان شعريتان في مضمار قصيدة النثر الإماراتية والعربية العامة، عبر بوابتي «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات» و«مؤسسة الانتشار العربي» البيروتية؛ فيما (الديزل) شاهد عيان على جدارته واستحقاقه ليكون فارساً من فرسان السرد الروائي، منذ انطلاقتها الأولى في عالم الرواية في عام 2004 عبر بوابة «دار الجديد» البيروتية، لتعود إلى حضنها مجدداً بنسختها السادسة في عام 2012 متزامنة مع النسخة الإنجليزية بإمضاءة المترجم الأمريكي وليام هوتكنز.
هذه الأعمال تؤكد حضور الإبداع الإماراتي في المشهد الأدبي العالمي بقوة المُنجز، على الصعيدين الأدبي والإنساني معاً، وبما يؤكد ضرورة انتقال الأدب الإماراتي إلى مصاف الآداب العالمية بتكثيف حركة الترجمة إلى مختلف اللغات الحية من خلال خطط استراتيجية ثقافية منظمة ومقننة، من لدن مؤسسات وهيئات وجهات معنية بالفعل الثقافي كنشاط رئيسي في خارطة وجودها في المشهد، إضافة إلى دور النشر المختلفة التي يجب أن تضع في خططها النشرية إصدار نسخ مترجمة للمميز من الأعمال الإبداعية إلى اللغات الأخرى بالاتفاق مع المؤلفين، وفق ما يضمن حقوق جميع الأطراف المشتركة في الكتب المترجمة.
وعودة إلى ذكرى مغادرة الأديب ثاني السويدي الحياة، وفي مناسبة الحديث عن مآثره الإبداعية الأدبية، كرائد من روّاد الحداثة الأدبية الإماراتية، وبوصفه منتمياً إلى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ العام 1989؛ ماذا لو أقدم اتحاد الكتاب على طباعة الأعمال الشعرية، متضمنة ما نشرته مجلة «شؤون أدبية» الصادرة عن الاتحاد من قصائد أخرى لم يتسنّ لها المثول في أي من المجموعتين الشعريتين السالفتي الذكر، مشفوعة بما حظيت به من دراسات نقدية منذ الصدور والنشر الأول، وحتى اللحظة الراهنة من عمر النقد الأدبي، مع العمل على ترجمتها إلى اللغات الأخرى؛ لاسيما وأن (ليجف ريق البحر) أول إصدار شعري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات معنية بقصيدة النثر؟!
بفعل إبداعي لافت كهذا، نكون قد أقدمنا على خطوة ثقافية ثمينة؛ من جانب هي بمثابة تكريم للمبدعين من الروّاد، سواء أحياءً كانوا أم ممن غادروا الحياة؛ ومن جانب آخر، هو تعريف للأجيال الإبداعية بكوكبة من روّاد الأدب الإماراتي بكافة أجناسه وتشعباته، إضافة إلى تعريف القارئ الآخر، العربي أم الأجنبي من مختلف الأمم والشعوب العالمية، على آثارنا الإبداعية والثقافية العامة، وعلى رموز المشهد الثقافي الإماراتي على مر الأزمنة والأمكنة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"