عادي

متحف الشارقة البحري يروي حكايات الأهالي مع البحر والصيد

19:48 مساء
قراءة 3 دقائق
7
من داخل المتحف

يروي «متحف الشارقة البحري» حكايات الشارقة البحرية المشوّقة، وقصصها الممتعة، والكثير من الموروث البحري الحافل، والذي جمعه ووثقه أهالي الشارقة الذين كان البحر جزءاً هاماً في حياتهم اليومية.

وافتتح المتحف لأول مرة في منطقة التراث في عام 2003 ثم انتقل إلى مقره الجديد في منطقة الخان وأعيد افتتاحه في 7 إبريل/ نيسان 2009.

يركز المتحف على الحياة البحرية التي كانت تشكل جزءاً رئيسياً من تراث الشارقة حيث لعب البحر دوراً مهماً في تطور المدن الساحلية، وكان سبباً في ازدهارها قبل أكثر من 6 آلاف سنة، حيث كان الأجداد في السابق يعيشون صعوبة الظروف المناخية والطبيعية ويكافحون من أجل لقمة العيش فوطئوا الأكناف، وركبوا المعالي مع قسوة العيش وجفوة الأرض. فقد كان صيد اللؤلؤ المرتبة الأولى والرئيسية في نشاط الأجداد، يليه الصيد، وكانوا يقصدون أقدم مصايد اللؤلؤ في سواحل الهند والخليج العربي والتي كانت تستغل من أيام المقدونيين وأهم المناطق في الخليج العربي حول جزر البحرين والإمارات، وبعد استخراج مكنونات البحر يتم بيعها في الهند حيث كان ميناء بومباي في الهند السوق الذي يتردد عليه تجار اللآلئ لبيعها.

وبرع العرب في الملاحة والاهتداء بالنجوم منذ القدم وتم اختراع البوصلة من قبل الملاح أحمد بن ماجد في أطوارها الأولى، وفي أواخر النصف الثاني من القرن ال12 لم يكونوا يستعينون بالخرائط الملاحية ولا البوصلات، بل يسترشدون بالشمس والنجوم ولون عمق المياه للذهاب إلى الهيرات، ثم تم وضع النالية، وهي خريطة مغاصات اللؤلؤ التي وضعها الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم، بمساعدة السردال حميد البسطي سنة 1359 ه - 1940م، أما السفن التجارية فكانت تستدل بالخرائط الملاحية والبوصلات لبعد المسافات المقطوعة.

ويستعرض متحف الشارقة البحري السفن الخشبية التقليدية التي جابت البحار لأغراض الصيد، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والتجارة، ويمكن للزائر أن يتعرف إلى الأنواع المختلفة من السفن التي تتباين أشكالها تبعا لطبيعة استخداماتها وسيحظى بمشاهدة اللآلئ المبهرة التي كان أجدادنا يجمعونها من أعماق الخليج، فهي ما زالت تتمتع بذاك البهاء الذي أشرقت به منذ لحظة إخراجها من صدفاتها قبل عقود بعيدة والتعرف إلى عالم البحار الممتع، والطرق التقليدية لصيد الأسماك، والأهازيج البحرية، ورحلات الغوص، والتجارة إلى الشواطئ القصية في البحار والمحيطات، ويمكنه أخذ جولة حول المتحف والتعرف إلى أسماء فريق الصيد والبحارة.

واستخدم أهالي الشارقة من البحارة القدامى أدوات عديدة لصناعة السفن الخشبية التقليدية التي يمكن مشاهدتها في المتحف، منها المجدح (المقدح) والرندة والمنقر والمناشير والمطرقة والمنقزة والمقطع ومسمار أبوفلس والهنداسة ومسحل وجدوم.

ومن أبرز المقتنيات في متحف الشارقة البحري التي يستعرضها سفينة «القاسمية» الموجودة في المرسى خارج مبنى المتحف مباشرة، وهي آخر سفينة من هذا النوع موجودة حتى يومنا هذا في دول الخليج، واللؤلؤة والتي يعتقد أنها إحدى أقدم اللآلئ المعروفة في العالم والتي اكتشفها علماء الآثار في موقع لمقبرة ساحلية في الشارقة وقدّر عمرها بسبعة آلاف سنة، وكانت تلبس كقطعة من الحلي في ذلك الزمان تماماً مثلما هو الحال الآن، وسفينة الصمعا المجهزة بكامل عدتها وعلى أهبة الاستعداد لخوض غمار رحلة غوص جديدة.

ويقدم «المتحف البحري» لزواره خلال العام فعاليات مفيدة لأفراد المجتمع، منها فعالية من حق الليلة وفعالية يوم السنيار وفعالية اليوم الوطني وعمل ورش للعوائل وطلاب المدارس، وفي الوضع الراهن يتخذ المتحف إجراءات احترازية باستقبال عدد محدود من الزوار لدخوله وتخصيص عدد محدود في كل قاعة وإجراء فحص حرارة والالتزام بلبس الكمامات في مواجهة الظرف الراهن الذي أوجدته جائحة«كورونا».

وام

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"