ماذا عن التفكير المدعوم؟

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

تواجهنا البعض من الصعاب الحياتية، وهذا بديهي، قد نجد مطباً أمامنا خلال مراحل التعليم الدراسي، وقد تواجهنا مشكلة تعيق تقدمنا خلال عملنا في حياتنا الوظيفية. الحياة نفسها عبارة عن تحديات وصعوبات، وعقبات ومطبات متنوعة، البعض من هذه الهموم نتجاوزه بخفة وسرعة ودون أي آثار، والبعض منها قد يسبب توقفنا وتأخرنا، هذه هي الحياة، كما يقال لا فرح يدوم ولا حزن يبقى، متنوعة ومتغيرة. 
نحن في كل مرحلة وفي كل تحد، نحتاج لجملة من الجوانب التي تساعدنا، نحتاج لأشياء تدفع بنا نحو الأمام وتحفف علينا الوقع القاسي عندما يقع، نحتاج تحديداً للمعارف والعلوم والخبرات، نحتاج لمن يرشدنا ويدلنا على الطريق الصحيح. في البعض من الأحيان نحتاج لتعلم الصبر والحلم، ونحتاج لتغذية أنفسنا بالحكمة والرؤية الصائبة، والغريب والعجيب في هذا السياق أن الإنسان طوال عمره يكتسب هذه الجوانب، يكتسب التجارب والخبرات، ويدرك كيف يعالج المشاكل وكيف يتعامل مع الصعاب، ويزيد زاده المعلوماتي في هذا السياق وتتعاظم خبراته، لكنه يصل لمرحلة الشيخوخة والكبر في السن، وقد يتوفاه الله في نهاية المطاف. لذا نحن بحاجة لجملة من الأدوات التي تساعدنا، في إنارة الطريق، ورؤية الواقع كما هو، دون حماس ودون اندفاع الشباب، هذا الحماس جيد ومطلوب، لكنه عندما يفتقر للتخطيط والرؤية الصحيحة يصبح جهداً دون نتائج وتعباً دون طائل أو دون فائدة. 
أستدعي في هذا السياق كلمات للكاتب والفيلسوف الفرنسي فرانسوا ماري آروويه، الذي عرف باسم فولتير، قال فيها: «لا توجد مشكلة يمكن لها الصمود في وجه هجوم من التفكير المدعوم». وإن تأملنا هذه الكلمات، وتوقفنا تحديداً عند كلمة الفكر المدعوم، فإننا سنستنتج العبرة كما يقال، فما الذي يحتاج إليه الفكر من دعم ليصبح تفكيراً إيجابياً وصحيحاً؟ يحتاج للعلم، يحتاج للخبرة، يحتاج للمعرفة، يحتاج للتجربة.. فإن كنت في مقتبل العمر، وما زلت على مقاعد التعليم، أو كنت لتوك تخطو أولى خطواتك الأولى في وظيفتك، كيف تلم بالمعرفة وكيف تجد الخبرة، ومن أين تحصل على التجربة الثرية؟
الإجابة في الكتب المتخصصة، ومن خلال الاستشارة لأهل العلم والمعرفة والخبرة، وأتوقف تحديداً عند الاستشارة وطلب النصيحة، لأنها مفتاح للكثير من مصاعب الحياة، وبواسطتها يمكن تذليلها والتغلب عليها. نعم فكر ملياً ولكن ادعم تفكيرك بالعلم والمعرفة والخبرة. التفكير دون الدعم لن يوصلك بعيداً ولن يعطيك النتائج الصحيحة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"