مصر القوية تزدهر

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جانب أخيه عبد الفتاح السيسي، افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية البحرية على البحر المتوسط، وتهنئة سموه مصر، حكومة وشعباً، بهذا الإنجاز الكبير، محطة جديدة تعكس بوضوح عمق العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين. كما تأتي مشاركة الدولة في احتفالات الشقيقة مصر بهذا الإنجاز، الذي يواكب احتفالاتها بثورة 30 يونيو، لتؤكد دعم الإمارات الكامل والمستمر للدولة المصرية، في مسيرتها التنموية الشاملة، ومشاريعها الحيوية، انطلاقاً من إيمانها المطلق بأن نجاح مصر هو نجاح لكل العرب.
 والحضور الكبير أشبه بتكليف عربي لمصر بحماية هذا الجزء من الأمة بعدما عملت على تطوير وتحديث القوات البحرية بشكل غير مسبوق، في قراءة واضحة لتغير طبيعة التهديدات والتحديات في المرحلة الراهنة، إذ تدخل القاعدة العسكرية المصرية الجديدة الخدمة كثالث قاعدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 2017؛ حيث تطل على البحر المتوسط في منطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر قرب الحدود الليبية. 
 إن القاعدة البحرية قد أنشئت طبقاً لأحدث معايير إنشاء القواعد العسكرية البحرية في العالم، وتستهدف تأمين الاتجاه الاستراتيجي الشمالي على البحر المتوسط، والاتجاه الغربي نحو ليبيا. وتعمل القاعدة الجديدة على حماية وتأمين الإمكانات الاقتصادية في شرق المتوسط مع ظهور واكتشافات الغاز، علاوة على أهميتها في منع التسلل والهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا.
 إن حرص قيادتنا على متابعة مصر والاحتفال بإنجازاتها يأتيان من إيماننا بأهميتها وجهودها المباركة في تعزيز قوة الاستراتيجيات المبنية على وحدة المسار والمصير، إذ ترتكز المساعي والجهود على إرادة سياسية ومنظومة قيم تجمع الشعبين في الدولتين الشقيقتين.
 إن دولة الإمارات لديها توجه استراتيجي لإيجاد أفضل علاقات مع مصر الشقيقة في كل المجالات، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً متنامياً في زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر التي بلغت نحو 6.8 مليار دولار، كما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في مصر إلى 1264 شركة، وهو ما جعل الإمارات الشريك الاستثماري الأول دولياً وعربياً للقاهرة وفقاً لبيانات الهيئة العامة للاستثمار، كما أن هناك تزايداً متواصلاً في مستويات التبادل التجاري، وهو ما يعد شاهداً قوياً ومؤشراً صادقاً على متانة العلاقات الثنائية ورسوخها في مختلف المجالات.
 مشاريع مصر التي تعكس التطور والازدهار الذي تشهده البلاد في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي موضع فخر لدى الإمارات الحاضرة تاريخياً في وجدان مصر وشعبها، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، انطلاقاً من روابط أخوية استثنائية ممتدة لعقود، وتعاون دائم وتنسيق للمواقف خدمة للقضايا العربية والإقليمية، وحفظاً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، ونشراً للتنمية لضمان مستقبل أفضل لأجيال المنطقة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"