عادي

دراسة تحذر: البشر زادوا ظاهرة الاحترار بـ 150 مرّة

19:44 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن - أ ف ب

كشفت دراسة حديثة، أجرتها مبادرة «وورلد ويذر أتريبيوشن»، أن موجة الحرّ التي ضربت غرب الولايات المتحدة وكندا نهاية الشهر الماضي، كان حدوثها «شبه مستحيل» لولا احترار المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية التي تسببت في زيادة احتمالية حدوث هذه الموجات 150 مرّة على الأقل.

وخلص علماء في «وورلد ويذر أتريبيوشن»، وهي مبادرة تضمّ خبراء من معاهد بحثية حول العالم، إلى أنّه في ظل المناخ الحالي، فإنّ مثل هذه الموجة الحرارية يمكن أن تتكرّر إحصائياً مرة كل ألف عام.

وقالت فريدريك أوتو، الباحثة في جامعة أكسفورد:«ليس هناك أيّ شكّ في أنّ التغيّر المناخي لعب دوراً رئيسياً» في حدوث موجة الحرّ. وأوضحت في مؤتمر صحفي، أنّ درجات الحرارة التي سجّلت كانت غير طبيعية بالمرّة، مقارنة بالمعدّلات المعتادة في هذه المنطقة، لدرجة أنّه كان يصعب على الباحثين احتساب الوتيرة التي يمكن أن يتكرّر بها مثل هذا الحدث.

وخلص الباحثون إلى أن الحرارة المسجلة كانت أعلى بنحو درجتين مئويتين من المستوى المفترض، فيما لو كانت حدثت موجة القيظ هذه في بداية الثورة الصناعية.

وتخصص تقرير «وورلد ويذر أتريبيوشن» في تحليل العلاقة بين الأحداث المناخية القصوى واحترار المناخ، خلال عمليات حسابية في مهلة قصيرة تظهر احتمال حدوثها لو لم يكن هناك تغيرات مناخية مرتبطة بانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة. وفي هذا التقرير، شارك 27 باحثاً من سبع دول مختلفة في التحليل.

والشهر الماضي، حطمت كندا مرات المستوى القياسي لأعلى درجات حرارة في تاريخها، والذي بات يبلغ 49,6 درجة مئوية في قرية ليتون في 30 يونيو/ حزيران الماضي.

كما تأثرت ولايتا واشنطن وأوريجون الأمريكيتان بهذه «القبة الحرارية» الناجمة عن موجات ضغط عال. هذه الظاهرة المناخية لم تكن غير مسبوقة في حد ذاتها، لكنها أقوى بكثير مما كان يُسجَّل في السابق.

ولم يُعرف بعد عدد ضحايا موجة الحر هذه، لكنه يُقدّر بالمئات على الأقل وكان شهر يونيو/ حزيران الماضي، الأكثر حراً في أمريكا الشمالية منذ بدء تسجيل معدلات الحرارة، وفق ما أعلنت خدمة «كوبرنيكوس» الأوروبية. وكان معدل الحرارة أعلى ب1.2 درجة مئوية من المتوسط للفترة بين 1991 و2020، وأعلى ب0.15 درجة مئوية من المستوى القياسي السابق لشهر يونيو/ حزيران، الأكثر حراً في هذه المنطقة، والذي سُجل في عام 2012.

وحلل معدو التقرير درجات الحرارة المسجلة في الموقع ذي الكثافة السكانية الأكبر ضمن نطاق المنطقة الأكثر تأثراً بالموجة، في محيط مدينتي سياتل وبورتلاند في الولايات المتحدة، وفانكوفر الكندية. وأعدّوا نماذج لمقارنة المناخ الحالي بما كان عليه في الماضي.

ويتحدث الباحثون عن سيناريوهين للمستقبل: الأول هو أنه حتى لو جعلت أزمة المناخ مثل هذا الحدث أكثر احتمالاً، فإنه لا يزال نادراً جداً.

أما الفرضية الثانية فهي أكثر إثارة للقلق: إذ إن الارتفاع في درجات الحرارة قد تتجاوز عتبة معينة، ما يؤدي إلى احترار كبير بدرجة يفوق ما كان متوقعاً، فلا تنجح النماذج المناخية الحالية في التنبؤ به.

وقال غيرت يان فان أولدينبرغ من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، إن هذه القبة الحرارية «شيء لم يكن أحد يتوقعه، أو يظنه ممكناً. نشعر بأننا لا نفهم موجات الحرارة».

وفيما شهد العالم ارتفاعاً ب1.1 درجة مئوية، مقارنة بمعدل الحرارة قبل الثورة الصناعية، فإن«اتفاق باريس» يهدف إلى احتواء هذا الاحترار إلى أقل من درجتين مئويتين، و1.5 درجة مئوية.

وفي حالة الاحترار بدرجتين مئويتين، خلص تقرير «وورلد ويذر أتريبيوشن»، إلى أن درجات الحرارة في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، في الغرب الأمريكي كانت ستكون أعلى بمقدار درجة مئوية واحدة.

كذلك فإن مثل هذا الحدث قد يتكرر مرة كل 5 إلى 10 سنوات. ويدعو العلماء إلى اتخاذ إجراءات للتكيف مع هذه الظروف الجديدة، ولا سيما أنظمة لإنذار السكان من الحرارة، وإنشاء المباني الملائمة، إضافة إلى تقليص انبعاثات غازات الدفيئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"