أطفالنا وتحديد الهدف

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

من المواضيع الحيوية والمهمة التي يكاد يكون معظمنا قد سبق وأن لاحظها، هي سرعة الملل لدى بعض الأبناء، خاصة خلال فترات الإجازة؛ بل إنهم عند زيارة موقع ترفيهي للمرة الثانية قد يتذمرون لأنهم سبق وقاموا بزيارته. والحال نفسه ينطبق في مختلف تفاصيل حياتهم، حيث تجد أن وقتهم يمضي دون فائدة أو دون استغلال أمثل؛ بل إنهم يكررون بعض العادات غير الجيدة مثل السهر أو مشاهدة الأفلام أو الألعاب على الكمبيوتر أو على هواتفهم الجوالة. 
من دون شك فإن مثل هذه الحالة توضح جانباً مهماً، على كل أب وأم التنبّه له، وهو فقدان الهدف؛ بمعنى أنه لا يوجد هدف وغاية واضحة لدى الأبناء أو البنات، كأنهم يسايرون الجميع، يذهبون إلى المدرسة، يؤدون واجباتهم، يدخلون للاختبارات، يُنهون المرحلة الدراسية وينتقلون لمرحلة أخرى، لكنهم في معظم الأحوال، دون هدف واضح ومحدد، لا توجد لديهم غاية يريدون تحقيقها. هذا الغياب للهدف يجعلهم في أوقات الفراغ أو الأوقات التي لا تكون فيها دراسة مشتتين ويعانون الوقت البطيء، بينما وجود وقت فراغ نعمة عظيمة في هذا الزمن المتزاحم بالمهام والأشغال.
الحقيقة أن النقطة الجوهرية هنا، أو الموضوع الرئيسي الذي يجب التنبّه له، هو غياب الهدف، والحقيقة أن وجود الأهداف في حياتنا حيوي ومهم، خاصة لمن هم في مقتبل العمر وبداية الحياة، عندما يتعودون على وضع الأهداف حتى وإن كانت سطحية وغير عميقة أو محدودة ووفق عقولهم الصغيرة. هذا التعود يجعلهم على وعي تام بمستقبلهم وكيف ينظرون للمستقبل ويستعدون له من خلال تحديد الهدف والغاية. يقول الحقوقي والمؤلف الأمريكي نيامين إيليا ميس: «مأساة الحياة لا تكمن في عدم وصولك إلى الهدف، ولكنها تكمن في ألا يكون لك هدف تحاول الوصول إليه». 
يجب علينا أن ننمي ونربي أطفالنا على وجود الأهداف في حياتهم، أن نسألهم بين وقت وآخر ما الهدف الذي يريدون الوصول إليه، ما الذي يريدون بلوغه وتحقيقه. هذا سيحفز في قلوبهم الغضة الصغيرة، الحماس ويجعلهم يفكرون. صحيح أنهم قد يحتارون وقد لا يجدون الإجابة، لكن بقليل من المساعدة، وبطرح الأمثلة لهم والشواهد المتعددة، ستنفتح في عقولهم عدة أفكار، وستتوسع مداركهم وستفاجأ بتطلعاتهم وبما فكروا فيه، وبما وضعوه هدفاً لهم في الحياة.

[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"