وقفة مع النتائج

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

عاش المجتمع بمختلف فئاته وجنسياته؛ أجواء من البهجة والفرح، خلال الأيام القليلة الماضية، خلال أسبوع، نتائج نهاية العام الدراسي 2020-2021، الذي حمل معدلات متميزة لطلبة الثانوية، ونتائج مشرفة تفوق التوقعات.
قوائم المتفوقين سجلت معدلات تعد الأعلى، إذ بلغت نسبة النجاح 91%، وتفوق التعليم الحكومي على «الخاص»، بواقع 50 مدرسة حكومية مقابل 20 «خاصة»، وتصدرت أبوظبي مراكز التميز، ومن بعدها الفجيرة التي تواصل تعزيز تميز مخرجاتها، وتساوت دبي وعجمان، وحصلت الشارقة على 7 مراكز، ورأس الخيمة 4، وأم القيوين 3 مراكز.
يأخذنا تحليل النتائج إلى حضور لافت للطلبة المواطنين ضمن الأوائل، وعززت الفتيات تميزهن في المسارين العام والمتقدم، وتفوقن على الذكور، بإجمالي 29 طالبة، مقابل 11 طالباً، وفي مسار النخبة استحوذن على جميع مراكز التفوق، تاركات مركزاً واحداً لأحد الطلبة الذكور.
النتائج مشرفة ولا جدال، تجسد خطوة جادة على طريق التميز وجودة المخرجات، لاسيما في «النخبة والمتقدم»، اللذين حققا نسبة نجاح 100%، وهنا ازداد عدد الطلبة المتميزين في الرياضيات والمواد العلمية، لينخرطوا في عالم المهارات المتقدمة الذي فرضته متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، التي تربط المتعلم بالعلوم الحديثة والابتكار والذكاء الاصطناعي.
ولكن لم يخلُ «أسبوع النتائج» من بعض التحفظات، إذ إن قوائم الأوائل التي اختارت 115 طالباً وطالبة، وخلت من معدلات المختارين، لم تشتمل أيضاً على طلبة متميزين في «الحكومية والخاصة»، بلغت معدلاتهم 99.5% فما فوق، والبعض منهم حقق معدلات تفوق المختارين، وهنا يحق لهؤلاء ووالديهم، التحفظ على سقوطهم «سهواً» من القوائم .
نعتقد أن الأمر متعلق بمعايير واشتراطات معينة لا نعلمها، ولكن مهما كانت تلك المعايير، لا يجوز التفرقة بين طالبَين متميزين، وينبغي أن يشمل الاهتمام الجميع، لاسيما أصحاب المعدلات الاستثنائية، فجميعهم يشكلون نسيجاً طلابياً لمخرجات عالية الجودة، وتوظيف مهاراتهم ضرورة حتمية في مسيرة النهضة والتنمية.
إلغاء اختبارات التحسين من دون أية مقدمات، كان حديث الميدان أيضاً، إذ جاء بشكل مفاجئ، لشريحة تطلعت إلى التحسين في مادتي الرياضيات والعربية. ماذا يحدث لو جاء الإلغاء ضمن خطط التطوير للجهات المعنية في العام الدراسي الجديد، ويبقى التقييم والامتحانات كما هما بحلوهما ومرّهما هذا العام؟ لاسيما مع وجود تأكيدات مبكرة ومعلنة لإجراء «التحسين»، سبقت انطلاقة سباق الامتحانات النهائية.
نعم حصد الجميع ما زرع في أسبوع جني الثمار، والجهود بأشكالها مقدّرة، ولا يسعنا إلا أن نبارك لجميع المتفوقين، شملتهم القوائم أم لم تشملهم، فكلاهما ثمار جديدة ضمن جيل العباقرة والمتميزين، وكل الشكر لمنظومة العلم التي نجحت في تحويل الصعوبات إلى إنجازات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"