سفينة إنجازاتك تحتاج للإبحار

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

الأهداف الحياتية من المفترض أن تكون دافعه لنا نحو الأمام، وأن تكون وقوداّ يغذي بالمزيد من الجهد والعمل لبلوغها وتحقيقها، عندما يقول أحدهم عندي هدف أريد تحقيقه يتوجه العقل مباشرة نحو النجاح نحو التميز، وعندما يحمل الهدف الذي حددته مواصفات ويقودك نحو النجاح، عندها يمكن وصفه بالهدف الإيجابي.
 أما عندما تكون الأهداف أو هدف ما، عائقاً أو سبباً للتوقف أو عدم الفعالية، عندها يكون هدفاً سلبياً، لا يدفعك نحو نجاح ولا يقدم لك تميزاً ولا يحقق لك تفرداً وسبقاً. بين الأهداف الإيجابية والسلبية بون شاسع وهوة واضحة في الفروق، فمن السهل التعرف إلى تلك الأهداف ونوعها، بل وما قد يكون من نتائج عند تحقيقها. موظف ما، قرر أن يكون اعتيادياً وغير فاعل في مقر عمله، فلا يقدم مبادرات ولا أفكاراً، يؤدي ما يطلب منه ثم ينصرف، كأنه آلة تنفذ الأوامر التي يتم تغذيته بها ولا أكثر، لقد وضع هدفاً، لكن هذا الهدف سلبي، مع أننا لا يمكن أن نصفه بالخاطئ، فهو يحضر لمقر عمله ويحافظ على أداء عمله، لكن هنا سلبية كبيرة، تعيق تميزه عمّن سواه من زملائه، سلبية تجعله يفقد سباق التنافسية، وبالتالي بعد بضع سنوات، ليس من المستغرب أن يتجاوزه زميل آخر ويحصل على ترقيات، وهو في المكان نفسه يؤدي العمل نفسه دون تطور. لقد وضع هدفاً سلبياً، وهذا الهدف لم يصل به بعيداً عن موقعه ومكانه. يجب التنبه عندما نقرر أن نضع أهدافاً نريد تحقيقها، هل هذه الأهداف تتماشى مع المستقبل؟ هل تحقق تطلعاتنا؟ هل تتواكب مع حماسنا وشغفنا؟ الموضوع لا يتعلق بالهدف نفسه، ولكن أين سيوصلك الهدف عندما تحققه.
 البعض من الأهداف يحتاج للعلم والمعرفة والسؤال والتقصي والبحث، لذا يجب فهم متطلباته والحاجات لتحقيقه، وليس من الكافي أن تضع الهدف وحسب، يقول الفيلسوف توما الأكويني: «لو كان الهدف الأعظم للقبطان الحفاظ على سفينته من الغرق لأبقاها في الميناء إلى الأبد». وهذه المقولة توضح لنا طبيعة الأهداف وأنواعها؛ المحافظة على السفينة من الغرق هدف هام جداً وعظيم، ولكن هل لتحقيقه يجب ألا نبحر، وألا نغامر، وألا نخوض غمار البحر؟ كُن القبطان لسفينة إنجازاتك، ولا تجعل هدف حمايتها من الغرق سبباً في عدم الإبحار.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"