المجالس الطلابية في الجامعات... صوت الطالب

تحقيق: أمير السني
المجلس الطلابي منبر من المنابر التي يعبر فيها الطلاب عن آرائهم، وهو كيان يكوّن بانتخابات يتنافس فيها الطلاب والطالبات، ويتقدم إليها من يشعر في نفسه الكفاءة، ليعبروا عن آراء الطلبة أمام إدارة الجامعة، والمشاركة في القرارات المهمة التي تسهم في دعم مسيرة الجامعات.

كما أن المجلس يعمل على خلق جيل قادر على تغيير المجتمع، وإثبات مقدرته على مواجهة التحديات بشجاعة وجرأة.

تؤكد أمل الحمادي، رئيسة مجلس طالبات جامعة الشارقة، أن المجلس، ومنذ انتخابه استطاع أن يضع حلولاً لمشكلات الطالبات في كثير من القضايا التي واجهتهن خلال العام الدراسي، فضلاً عن إيصال صوتهن إلى عمادة شؤون الطالبات، وطرح المقترحات، والشكاوى، وتحسين بيئة الطلبة.

وخلال المرحلة الماضية، تمكن المجلس من إيجاد الكثير من المشكلات التي تواجه الطلبة، من بينها مشكلة توفر الطعام في مبنى الجامعة بسبب الصيانة، فقد اشتكت الطالبات من عدم توافر الطعام وإغلاق المطاعم في وقت مبكر، خاصة أن بعض الطالبات دوامهن طويل من 8 صباحاً وحتى 6 مساء، فضلاً عن طالبات السكن، ولإيجاد حل للمشكلة؛ أقام مجلس الطلاب فعالية بالتواصل مع عدد من المطاعم، ووزّعت «أكشاك» للطعام على مباني الجامعة؛ ليسهل على الطالبات الوصول إليها، واستمرت هذه الفعالية على مدى الفصل الدراسي كله، وكان لها الأثر الإيجابي لدى جميع الطالبات والطلاب أيضاً؛ حيث عبروا عن فرحتهم بشكر المجلس، ونشر الفعالية على مواقع التواصل.

وأدى المجلس دوراً كبيراً منذ بداية جائحة «كورونا»؛ حيث عمل على تهدئة الطلاب، والرد على جميع استفساراتهم خلال الدراسة عن بُعد، وخاصة في المرحلة الأولى؛ حيث كانت تصلنا أكثر من 50 رسالة في اليوم الواحد على البريد الإلكتروني، كما نظم مجلس الطالبات الكثير من الرحلات العلمية والترفيهية، مثل رحلة التصميم الرقمي لمختبر «فاب لاب»، التابع لجائزة حمدان بن راشد في دبي.

وتضيف الحمادي: نظم المجلس زيارة لدار رعاية الأطفال في الشارقة، وأقام يوماً مفتوحاً لهم، بمشاركة طالبات الجامعة، وتم تنظيم مسابقة (كويز شو) العلمية بالتعاون مع كلية الهندسة في الجامعة؛ حيث كانت المسابقة في كلية الهندسة بجميع تخصصاتها، على مرحلتين، وبعدها كرمت المراكز الثلاثة الأولى. وبسبب الأوضاع الحالية وتحول العمل عن بُعد، استمر المجلس في فعالياته، ونظمنا الورش والرحلات بالاتصال المرئي، بالتعاون مع مختلف الجهات، مثل «فاب لاب»، ومتحف الشندغة، وتعودنا في بداية كل فصل دراسي إجراء لقاء تعريفي عن المجلس لطالبات الجامعة، وكيفية الانضمام إليه.

وتتابع: يرشد المجلس الطلاب، ويأتي الطالب إلينا ليسألنا عن بعض الإجراءات، فنرشده لما يجب عليه فعله، ونساعده كذلك في إنهاء الإجراء، وننقل احتياجات الطلاب وما الذي يريدون أن توفره الجامعة، ونعمل على إيصال المقترح للإدارة المعنية، ونبدأ مباشرة بتنفيذه؛

وذلك بالتنسيق مع أستاذة مشرفة علينا، نتواصل معها مباشرة، وهي مسؤولة في عمادة شؤون الطالبات؛ حيث إن العمادة مسؤولة عن جميع الأمور المتعلقة بالطالبات، سواء كانوا في السكن الداخلي أم الخارجي، وبهذه الطريقة نضمن وصول صوتنا ومن ثم تأتينا الموافقة من إدارة الجامعة، وفي حال وجود ظرف طارئ يمكنني التواصل مباشرة مع عميدة شؤون الطالبات؛ كوني رئيسة المجلس، كما نبلغ المشرفة المسؤولة.

رؤية موحدة

يقول أحمد القادري، رئيس المجلس الطلابي بجامعة عجمان: المجلس يعبر بشكل أساسي عن آراء الطلبة وقضاياهم، وهو صوت الطلبة؛ إذ تستطيع إدارة الجامعة عبره معرفة رغباتهم ومشكلاتهم، وتمرير رسالة الجامعة إلى الطلبة. كما ينظم المجلس الكثير من الفعاليات والأنشطة، ويسهم في الإشراف على عدد من الفعاليات الرئيسية، ويشارك في الفعاليات الخارجية، وينسج علاقات الصداقة والتعاون مع المجالس الطلابية في جامعات الدولة؛ لتمكين الشباب من أخذ دورهم الريادي في المجتمع.

ويضيف: إن المجلس يشكّل في جامعة عجمان، وفق اللوائح التنظيمية المعتمدة الصادرة من وزارة التربية والتعليم، وبناء عليه ينتخب مجلسان أحدهما للطلاب والآخر للطالبات، مع بداية كل عام دراسي. ويضم كل مجلس 15 طالباً و15 طالبة، يتم اختيارهم من بين المرشحين بانتخابات إلكترونية، عبر موقع الجامعة الرسمي، يشرف عليها مكتب الحياة الطلابية الذي يعمل المجلس تحت مظلته. كما يروّج للمرشحين والحملات الانتخابية عبر حساب الجامعة على مواقع التواصل. وفي أول اجتماع للأعضاء المنتخبين يتم اختيار المرشحين للمناصب القيادية الستة داخل المجلس، عبر التصويت الذي يجري بحضور مدير الحياة الطلابية في الجامعة، والأساتذة المشرفين على الأنشطة الطلابية في المكتب.

يضيــــف الــــقادري: هـــناك دور كبير جداً للمجلس، في حل مشكلات الطلبة وإيصالهــا إلى الإدارة، فبعضها يحلها المجلس مباشرة، وبعضها الآخر تتطلب متابعتها مع الإدارة، لإيجاد الحل الأنسب لها، وعملنا نابع من الثقة التي منحتنا إياها القاعدة الطلابية، وثقة إدارة الجامعة.

دور مشترك

وتؤكد شما حارب، رئيسة مجلس الطالبات بجامعة عجمان، أن هناك فوائد مهمة تجنيها الطالبات أعضاء المجلس، أو اللاتي يعملن ضمن إحدى لجانه الفرعية أو طلبة الجامعة بشكل عام، فالمشاركة في المجلس مهمة جداً لشخصية الطالب؛ لأنها تعزز قيمة العمل التطوعي، كما تنمي السلوك التعاوني، وتسهم في تطوير المهارات القيادية ومهارات التواصل. كما تعودهم على تحمل المسؤولية وإدارة الوقت، وتؤهلهم لسوق العمل الذي يحتاج إلى مثل هذه الخبرات.

وتوجد فوائد كثيرة لطلبة الجامعة، بوجود هيئة طلابية قيادية تعبر عن آرائهم وتوصل صوتهم إلى الإدارة. وأخيراً وليس آخراً، يتعرف الطلبة بالعملية الانتخابية إلى أهمية التنافس، وتسويق أنفسهم وخوض التجربة والديمقراطية، وتقبل نتائجها بمسؤولية والتزام في حال الفوز، وبروح رياضية عالية في حال الخسارة.

وتحرص إدارة الجامعة على استمرار التواصل مع المجلس، عبر مكتب الحياة الطلابية؛ لمناقشة أفكار الطلبة واقتراحاتهم التي تخدم عملية التطوير والوقوف على المشاكل التي يعانيها الطلبة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها، وقد كان للمجلس الطلابي مساهمة كبيرة خلال الظروف التي فرضتها جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي رافقتها.

فقد شكل المجلس حلقة الوصل الأساسية بين الطلبة وإدارة الجامعة، وأسهم في تشجيع الطلبة على التقيد بالإجراءات الاحترازية، كما نظم حملة لتشجيع الطلبة على تلقي اللقاح ضد «كورونا»، بعد افتتاح مركز التطعيم داخل الحرم الجامعي. ومن جهة أخرى استطعنا تمثيل الطلبة في كثير من المنتديات والمؤتمرات التي عقدناها عن بُعد، كما شاركنا في الفعاليات والأنشطة التي أشرف على تنظيمها مكتب الحياة الطلابية. كما أن المجلس يؤدي دوراً مهماً في عملية الإرشاد للطلبة الجدد.

تحقيق المطالب

يبين البروفسور عيد كنعان، عميد شؤون الطلبة بجامعة الشارقة، أن المجلس الطلابي هو حلقة وصل بين الطلبة وإدارة الجامعة، لأجل خدمة الطلبة وطرح قضاياهم والدفاع عن وجهة نظرهم لدى إدارة الجامعة، وتعزيز روح المشاركة والعمل الجماعي والتعاون بين الطلبة وإدارة الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والعاملين فيها.

كما يطلـع المجلس بدور تنظيم الأنشطة الهادفة إلى تنمية الوعي الوطني بين الطلبة، وتقوية روح الانتماء والولاء وتحمل المسؤولية، ويتم التنسيق بين مجلسي الطلاب والطالبات وإدارة الجامعة، عبر عمادة شؤون الطلاب والطالبات؛ إذ يقدم المجلس بعد تشكيله خطة عمل للعام الدراسي، متضمنة الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية التي تخدم طلبة الجامعـــة، وتتوافق مع أنظمتها وقوانينهـــا وأهدافهــــــا. وبعـــد ذلك تدرس تلك الخطــــــة؛ لرفعهـــــا إلى إدارة الجامعة لاعتمادها.

ونجــد أن العلاقـــة بين الإدارة والمجلس، مؤصلة بالتشريعات وبرؤية الجامعة التي وضعتها الإدارة؛ ممثلة في مديرها الدكتور حميد مجول النعيمي، بأن يكون للطلبة دور فاعل، وضرورة الاستثمار في الشباب؛ لذا فإن المجلس من أولويات الإدارة التي تسعى إلى تعميق الدور وستخلق كل المبادرات التي تعزز ذلك الدور؛ بحيث تحقق الأهداف التي ترتبط بمجالس الطلبة وأدوارهم في مجتمع الجامعة وإعدادهم لخدمة المجتمع المحلي بأجمل صورة.

وتوضح الدكتور سلامة الرحومي، عميدة شؤون الطالبات بجامعة الشارقة، أن مجلسي الطلاب والطالبات دورهما عقد اللقاءات التوعوية داخل عمادة شؤون الطلبة، والتواصل مع الكليات عبر أعضاء المجلسين الممثلين لتلك الكليات، لتنظيم ورش وندوات خاصة بأدوارهما، وطباعة بعض المطويات المتعلقة بمهام المجلس وتوزيعها، وتوظيف وسائل التواصل المختلفة، عبر «وسوم» ومنشورات، ورسائل نصية تتعلق بأهمية مجالس الطلبة في جامعة الشارقة، وتنظيم فعاليات اجتماعية ثقافية وترفيهية.