ليبيا.. انتخابات تنتظر

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ألقت روسيا ظلالاً من الشك والقلق حول مستقبل العملية السياسية في ليبيا، وقدرة الحكومة الانتقالية برئاسة عبد المجيد الدبيبة على الوفاء بتعهدها بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بموجب خريطة الطريق التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني الليبي، وأكدها مؤتمر برلين الذي عقد مؤخراً.
 وعندما يقول نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بأن «استمرار وجود عسكريين أجانب، يعدّ واحدة من أكثر المشكلات حدة في ليبيا، ومن دون حلها لا يمكن الحديث عن تسوية حقيقية وموثوقة في البلاد»، فهذا يعني أن الانتخابات باتت مهددة، إضافة إلى وقف النار القائم منذ أشهر.
 الحقيقة أن «مؤتمر برلين 2»، أكد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، كما دعا إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا؛ لتسهيل العملية السياسية، لأنه من دون تحقيق هذا الشرط، فإن الحكومة الانتقالية سوف تجد نفسها غير قادرة على تحقيق هدفها؛ إذ لا يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود قوات أجنبية ومرتزقة وميليشيات، لأن الانتخابات لا يمكن أن تجري في ظل احتلال ووجود قوات غير شرعية.
 من مؤشرات العراقيل التي تواجه تحرير ليبيا من القوات الأجنبية، أن تركيا أبدت تحفظها على البند الخاص بانسحاب هذه القوات في «مؤتمر برلين 2»، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله إن تركيا «موجودة في ليبيا وسوريا وشرقي المتوسط وأذربيجان وستبقى»، وهو ما انعكس على نتائج اجتماع المؤتمر الدستوري الليبي الأخير، بظهور خلافات حول الانتخابات، بسبب طروحات جماعة «الإخوان» التي تتعارض مع روح خريطة الطريق؛ لأن هذه الجماعة تستقوي في موقفها بوجود القوات الأجنبية والميليشيات التي تعمل لحسابها.
 نائب وزير الخارجية الروسي كان في الواقع يوجّه انتقاداً مبطناً إلى تركيا، من دون أن يسميها، كما هو حال الموقف الروسي المرتبك من الوجود التركي في شمال غرب سوريا، والجماعات المسلحة التي تعمل بإمرتها، وترسل مجموعات منها إلى ليبيا وأذربيجان.
 الحقيقة أن روسيا وحدها لا تستطيع تحقيق انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا؛ إذ لا بد من عمل دولي أوسع تشارك فيه كل القوى الدولية ذات الوزن والتأثير على تركيا، لأن البيانات وحدها لا تكفي ولن تقنع تركيا بتغيير موقفها.
 كانت روسيا اقترحت في ديسمبر 2019، ومن خلال وزير الخارجية سيرجي لافروف، إطلاق آلية لمشاورات مع واشنطن حول مجموعة كاملة من القضايا؛ «لتعزيز تسوية ليبية شاملة»، لكن موسكو لم تتلقَّ رداً حتى الآن، كذلك دعت المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون إلى ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، لكن من دون جدوى.
 تقف ليبيا الآن أمام واقع لا تحسد عليه، فهناك حكومة مقيدة بقوات أجنبية ومرتزقة وميليشيات، وغير قادرة على العمل؛ لأنها لا تملك الإمكانات والقدرات، وجُلّ ما تستطيعه هو الاتصالات واللقاءات والمؤتمرات، وتأييد كلاميّ من دول العالم ومجلس الأمن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"