عادي
المصير المشؤوم يبدأ بتجربة حبة أو سيجارة وينتهي بالسجن المؤبد

ضحيتان لآفة المخدرات يرويان تجربتهما المريرة في مستنقع الإدمان

01:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
مخدرات

أبوظبي: محمد علاء
مصيرهم المشؤوم بدأ بتجربة حبة مخدرة أو سيجارة مخدرات، تبعه شعور براحة وسعادة زائفة، وجرّ هذا الشعور المغلوبين على أمرهم ليدخلوا مرحلة الإدمان ومن ثم المكوث في عالم المخدرات وما يتبعه من الحاجة الماسة للمال على حساب العائلة والأهل والأبناء حتى يتم القبض عليهم في النهاية ويحكم عليهم بفترات كبيرة من السجن التي تصل للمؤبد.

حكايات النزلاء داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية تعتصر القلب بما تضمه من تفاصيل وآلام وجانب مظلم لروايات يسودها الندم وكلها جاءت نتيجة للانجراف نحو هاوية المخدرات التي أفقدتهم بهجة الحياة وألم فراق أسرهم وتشتتهم.. تترقرق الدموع وتنساب كلمات الحسرة والندم من اثنين من ضحايا المخدرات اللذين يقضيان حالياً عقوبتيهما.

دموع الرجال

يقول الضحية الأولى: منعت عن أطفالي وبيتي الأموال لأشتري المخدرات، خسرت أشياء كثيرة أولها زوجتي وأبنائي.. وخلال وجودي في السجن طلبت زوجتي الطلاق، وأبنائي يشعرون بالخجل ولا يأتون لزيارتي كما مرض والدي ووالدتي، وسيجري والدي عملية قلب مفتوح وأخشى أن يتوفاه الله دون أن أراه.

ويضيف باكياً: تقدم عريس ليتزوج ابنتي وعند معرفته لوضعي قال ليس عنده استعداد ليتزوج من فتاة والدها مسجون وخصوصاً في قضية مخدرات وصاحب سوابق جنائية.. أنا نادم أشد الندم الحديث على لسان ضحية المخدرات - أتمنى رؤية أولادي وأن أعود للبيت لتربيتهم.

رفاق السوء

ويقول الضحية الأخرى: تبعت رفقاء السوء وقاموا بتعليمي كيفية استعمال المخدرات، حيث بدأت بالتعاطي وبعد ذلك دخلت مرحلة الإدمان وقاموا ببيع المخدرات لي وبعد ذلك دخلت حالة الإدمان، وقمت ببيع المخدرات لعدد من الأشخاص وبعد ذلك تم القبض عليَّ وحصلت على حكم بالسجن المؤبد.

يضيف: لم استفد شيئاً وأصدقائي الذين جعلوني أبيع وأروّج المخدرات لم يسأل أحد منهم عني.. تركوني جميعاً، نادم كل الندم على كل ما حدث.. بدأت بتناول حبة وحبتين إلى أن وصل بي الحال إلى السجن المؤبد.

العقيد طاهر غريب الظاهري

وبدوره حذر العقيد طاهر غريب الظاهري مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي من أن ما نراه على أرض الواقع أصعب بكثير من قصص هذين الضحيتين، قائلاً إن مخاطر المخدرات لا يغفل عنها العدد الأكبر من الأفراد، حيث إن الوعي في مجتمعنا شهد زيادة خصوصاً الحملات التوعوية عبر الوسائل المرئية المسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بمخاطر هذه الآفة.

وقال إن مخاطر تعاطي المخدرات لا تؤثر في المتعاطي نفسه، بل على أسرته وأصدقائه فضلاً عن الإصابة بعدد من الأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي والتهابات المعدة وتلف في أنسجة المخ وأمراض نفسية مضيفاً أن جميع المخدرات مهما اختلفت أنواعها وأشكالها ومسمياتها لها عامل مشترك وهو تغييب الإدراك وفقد الاتزان العقلي للشخص المتعاطي، ويترتب على ذلك تصرفه تصرفات غير طبيعية على نفسه ومن حوله وأحياناً يصل لمرحلة لا يحصل على نفس الجرعة التي تعود عليها وتزيد الجرعة ويتوفى بسببها.

وأشار إلى أن الأسباب التي تدفع المتعاطي إلى المخدرات رغم إدراكه بمخاطرها هي التفكك الأسري وأصدقاء السوء في فئة المراهقين والصغار، أما فئة الكبار فتكون عبر سببين، الأول: أن تعاطي المخدرات للتنفيس والهروب من المشاكل المادية أو الاجتماعية عبر تغييب العقل لينساها، والسبب الثاني هو القناعة بأنه يستطيع التوقف عن التعاطي متى شاء وهذا شيء مغلوط، حيث من الممكن أن يدمن من أول تجربة لتعاطي المواد المخدرة.

وقال إن على الشخص أن يحمي نفسه من التعاطي أو تجربة أي نوع من المخدرات عبر معرفة أضرار المخدرات بشكل كامل وهو ما توفر أجهزة الشرطة عبر حملاتها التوعية المختلفة وعقوبة التعاطي القانونية، والبعد عن أصدقاء السوء وانتقاء الأصدقاء الخيرين ولا يجاري أي شخص يتعاطى المخدرات أو يخضع لأي إغراء.

5
الضحية الأولى

 

الضحية الثانية

 

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"