عادي

نزاع رقمي مشفر

22:02 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

قلّة هم من يجادلون بأن حملة الصين على تداول العملات المشفرة والتعدين قد ساهمت في انخفاض قيمة الـ«بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية، لكن الجدل يحتدم بخصوص ما إذا كان تقلب العملات المشفرة هو علامة على ضعف جوهري أو مجرد مطب على الطريق. في حين ينظر الخبراء إلى المبادرات الصادرة من بكين على أنها علامة على محاولات الصين احتضان عملتها الإلكترونية الوليدة، وإعادة تفعيل النظام المالي الدولي.
ويهدف بنك الشعب الصيني إلى أن يصبح أول بنك مركزي رئيسي يُصدر عملته الرقمية الخاصة، حيث تم تعدين كمية هائلة من العملات المشفرة. وفي الوقت الذي يتخذ نظراؤه في الغرب نهجاً أكثر حذراً، طرح البنك تجاربه في العديد من المدن الصينية الكبرى.
ولطالما اعتبر طرح برنامجها الرقمي الخاص على أنه جزء من مسعى بكين لإضعاف قوة الدولار الأمريكي. وفي المقابل، تعتقد الصين أنه من خلال «تدويل اليوان»، يمكنها تقليل اعتمادها على النظام المصرفي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار، تماماً مثلما وُصفت مبادرة الحزام والطريق بأنها شبكة بديلة للتجارة الدولية.
وتسارعت عملية طرح اليوان الرقمي هذا العام جنباً إلى جنب مع حظر تداول العملات المشفرة. ففي مايو/ أيار الماضي، حظر بنك الشعب الصيني البنوك الأخرى من ممارسة الأعمال التجارية، أو تقديم حسابات لأي شخص يتداول في العملات المشفرة، تبع ذلك حظر تعدين الـ «بيتكوين» في العديد من المقاطعات، بما في ذلك سيتشوان، لأن البنك يراها «أداة للمضاربة»، وتسبب مخاطر محتملة على الأمن المالي والاستقرار الاجتماعي.
وحذر المركزي الصيني القطاعات العاملة من مساعدة الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة، حيث أغلق شركة برمجيات بسبب الاشتباه في تورطها في معاملات العملة الرقمية.
في جانب متصل، تستخدم عملية تعدين العملات المشفرة قدراً هائلاً من الكهرباء، وقد تم إعدادها في المناطق التي تتوفر فيها طاقة رخيصة مثل مقاطعة سيتشوان، التي تستفيد من الطاقة الكهرومائية الوفيرة والرخيصة. ولكن مع ارتفاع الأرباح بفضل شعبية العملات المشفرة، قد تحد الحكومة الصينية من الفوائد الضخمة التي يجنيها عمال المناجم الرقميون من نظام يستخدم الكثير من الطاقة، ويمكن أن يهدد استقرار الشبكة الكهربائية حسب وصفها.
لا تقتصر الحملة على العملات المشفرة على الصين فحسب، إذ قال المنظم المالي في المملكة المتحدة الشهر الماضي إن منصة بينانس «Binance»، وهي واحدة من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، لن تستطيع إجراء أي نشاط منظم، وأصدر تحذيراً للمستهلكين بشأنها.
ومع ذلك، تظل العملات المشفرة أصلاً جذاباً للغاية للعديد من المستثمرين الذين لا يرون ما يدعو للقلق من حملة الصين، أو غيرها، وأن التعدين سوف ينتقل ببساطة إلى قنوات قضائية أكثر استيعاباً مع تأثير ضئيل في السوق.

ذا جارديان

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"