عادي

نورالدين سحويل: بحثت عن أفضل الدول .. فاخترت الإمارات

01:15 صباحا
قراءة 7 دقائق
نورالدين سحويل
في جبال ألمانيا

حوار: سلام أبوشهاب

الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية.
في هذا «الملف» الذي يُنشر على حلقات تفتح «الخليج» قلبها وتصغي بشغف إلى حكايات وافدين، اختاروا الإمارات وجهة لكي يحققوا ذواتهم، ويحلقوا بأحلامهم، فوجدوا وطناً دافئاً ديدنه التسامح والتعايش، يستقبلهم بابتسامة مرحبة، ويهديهم الأمل ويمنحهم السعادة، وأحاطهم بالأمن والعدل وسيادة القانون، ووفر لهم البيئة الخصبة والفرص والمزايا للجميع دون استثناء، فأسسوا مشاريعهم وتمددت نشاطاتهم في مختلف أرجاء العالم، ولكن الأهم أنهم عثروا على كنزهم الخاص: الإمارات.
في كل حلقة سنسرد قصة نجاح، ونرحل مع صاحبها منذ أن وجّه بوصلته إلى بلادنا الغالية، حيث جميعهم بلا استثناء يردّون الفضل فيما وصلوا إليه، إلى هذا الوطن المعطاء، وقيادته التي فتحت أذرعها، واحتضنتهم، ملف يروي قصص ناجحين، لكننا في الحقيقة نروي حكاية وطن لا يعرف إلاّ النجاح.

بدأ العمل الاستثماري عندما كان عمره 14 عاماً، وكان يحلم بدراسة الهندسة البترولية، ويصبح رجل أعمال، فبعد أن حصل على وظيفة في شركة بترول عالمية في أمريكا، بعد تخرجه في الجامعة، قرر الاستثمار في الإمارات التي اختارها من بين مجموعة دول زارها على مدى 45 يوماً في بداية السبعينات، لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، فوجد أن المستقبل الأفضل في الإمارات بناء على عوامل كثيرة، أهمها تشجيع القيادة الرشيدة لاستقطاب المستثمرين وتوفير الأمن والأمان والاستقرار، منذ بدايات تأسيس الدولة، حتى غدت الإمارات مقصداً للمستثمرين في العالم، وحلماً للراغبين في الاستقرار والعيش الرغيد.

يقول رجل الأعمال نور الدين سحويل: إن مجالات استثماراته تركزت في خدمات حقول النفط التي بدأت من الإمارات ونمت، ثم انطلق إلى كثير من دول العالم، بإنشاء مجموعة شركات، والتوسع في استثماراته، لتشمل تكنولوجيا المعلومات والعقارات. مؤكداً أن المستثمرين الجادين الذين يعملون بتميز، ويبذلون قصارى جهدهم في الإمارات، تفتح لهم الأبواب من أوسعها، لما تتمتع به الإمارات من بنية تحتية صلبة، تدعم من يبحث عن النجاح والريادة.

يتحدث نور الدين سحويل عن بدايات حياته قائلاً: أنا من مواليد 1949 في عبوين، مدينة رام الله في فلسطين، وأنهيت دراسة المرحلة الثانوية عام 1967 في مدارسها، ثم سافرت إلى أمريكا للدراسة الجامعية، حيث إن أسرتي كانت تعمل في الكويت، وتخرجت عام 1973 في جامعة لويزيانا، تخصص هندسة بترولية. وبعد تخرجي التحقت بالعمل في حقول النفط البرية والبحرية في أمريكا، في شركة نفط «موبيل».

ويضيف: كان حلمي بعد إنهاء دراستي الجامعية في أمريكا، أن أكون من رجال الأعمال وليس موظفاً، والعودة إلى إحدى الدول العربية والعمل فيها، وزرت في عام 1974، ولمدة 45 يوماً عدداً من الدول العربية منها الإمارات والسعودية والكويت وقطر والعراق وليبيا، لاستكشاف فرص العمل وفرص الاستثمار. وبعد عودتي إلى أمريكا ودراسة نتائج الجولة وما اطلعت عليه، قررت أن تكون وجهتي الإمارات، مع العلم أن أسرتي كانت تعمل في الكويت، ومستقرة فيها.

وفي عام 1976 زرت الإمارات، مرة ثانية، ووجدت عبر الخطط والمشاريع التي كانت تنفذ في إمارة أبوظبي والإمارات، أن مستقبلاً مشرقاً ينتظر دولة الإمارات. وقد لمست مدى اهتمام القيادة باستقطاب المستثمرين وطرح المشروعات الضخمة، بتخصيص ميزانيات ضخمة وإنشاء بنية تحتية قوية، جميعها عوامل مهمة تساعد على جذب الاستثمارات وإتاحة الفرص للجادين، والأهم ّالأمن والاستقرار الذي تنعم به الإمارات منذ بداية تأسيسها.

حقول النفط

عن بداية عمله في الإمارات، يقول في الزيارة الثانية للإمارات قررت الدخول في القطاع الخاص، وتحديداً في قطاع النفط، حيث إنه تخصصي، وبالفعل أسست أول شركة في أبوظبي عام 1976، في مجال تزويد حقول النفط بالمعدات وقطع الغيار. وفي عام 1980 أسست شركة ثانية في أبوظبي، كانت من أوائل الشركات العربية في خدمات حقول النفط، وتنافس شركات دولية. وفي بعض الخدمات كانت أكبر من الشركات الأجنبية في الإمارات، ما شجع على التوسع والتنويع إلى نشاطات أخرى في تكنولوجيا المعلومات والاستثمار العقاري، إلى جانب خدمات حقول النفط، حيث فتحت شركات عدة في باكستان عام 1979، وفي العراق عام 1983، وفي ليبيا عام 1986، وفي مصر عام 1995. وكنا نعتمد على الكوادر البشرية من مختلف دول العالم، حتى عام 1984 أصبحنا نعتمد على الكوادر العربية.

1

انطلاقة قوية

وعن أسباب التوسع في أعماله خارج الإمارات، يوضح أن الإمارات شكلت لي أرضية صلبة وقوية للانطلاق إلى آفاق أوسع، فبعد النجاح الذي حققته في تأسيس أول شركة في أبوظبي، لمست الفرص الكبيرة في قطاع النفط، وهذا ما كان ليتحقق لولا توفيق رب العالمين، والرؤية الثاقبة للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان يحرص على تشجيع رجال الأعمال واستقطاب الاستثمارات إلى الدولة، فكان يتابع بنفسه المشاريع الكبرى، تحديداً في البترول.

وهذا الاهتمام بالمستثمرين، شجع على المضي قدماً في الاستثمارات وتحقيق مزيد من العوائد التي ساعدت على التوسع، فكان يحرص على تشجيع كبار المسؤولين على التواصل مع المستثمرين، لتذليل أي صعاب، وحقيقة أنني استفدت كثيراً في ذلك الوقت من اللقاءات المستمرة مع أحمد خليفة السويدي، الممثل الشخصي لرئيس الدولة، وقد استفدت كثيراً من خبراته وتوجيهاته، ثم خبرات المرحوم الدكتور عز الدين إبراهيم الذي شغل مناصب عدة منها المستشار الثقافي لرئيس الدولة، ولسنوات طويلة.

يقول: الإمارات منذ بداية التأسيس أولت اهتماماً غير محدود بالمستثمرين وأصحاب العقول النيّرة، وفتحت المجالات الواسعة أمامهم، للانطلاق من ربوع الإمارات، بتهيئة الأجواء وتذليل الصعاب التي تواجههم، حتى غدت مقصداً للمستثمرين في العالم، وحلماً للراغبين في الاستقرار والعيش الرغيد. والقطاع الخاص منجم كبير للفرص في الإمارات التي تؤمن بأهميته شريكاً استراتيجياً في مسيرة التطوير والتحديث وتحقيق المزيد من الإنجازات.

الطفل المستثمر

وعن أولى بدايات عمله في الحياة، يقول نور الدين سحويل: أول عمل مارسته كنت في عمر 14، في مدارس رام الله، حيث كنت أتلقى مصروفي من والدي الذي كان يعمل في الكويت. وجمعت مبلغاً استخدمته في استئجار بناية وأجريت لها صيانة، ثم بدأت تأجيرها، وتحقق لي مردود جيد في ذلك الوقت. وتحدث هنا عن هواياته، قائلاً: أستمتع بزيارة الطبيعة من جبال وسهول وقضاء وقت فيها، بعيداً عن الضوضاء، وأحب تسلق الجبال.

حكيم العرب

يضيف: مهما تحدثنا عن القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، لا نوفيه حقه. وقد ألفت كتاباً مع صديقي المرحوم محمد دسوقي كنعان، بعنوان «زايد الخير.. حكيم العرب، قاهر الصحراء»، في 300 صفحة من الحجم الكبير، تتحدث عن إنجازات زايد الخير في شتى الميادين. والكتاب يمثل جوانب مضيئة ومشرقة من قصة نجاح قائد المسيرة في تأسيس الإمارات وتحويلها إلى دولة لها مكانتها واحترامها، إقليمياً وعالمياً، وسارت على النهج نفسه القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

يقول طوال مسيرتي المهنية في الإمارات لأكثر من 45 عاماً، تلقيت كل الاهتمام والرعاية والتشجيع، واستفدت كثيراً من خبرات وتوجيهات كبار المسؤولين، وتم تعييني في عدد من مجالس الإدارات منها مجلس إدارة دانة غاز، ما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لرجال العمال.

العمل الخيري

وعن مشاركاته في العمل الخيري والإنساني، يقول: من الأعمال التي شاركت فيها بفعالية مهرجان القدس، عبر مؤسسة التعاون، حيث كنت عضواً في مجلس الأمناء، ونظّم في التسعينات في العاصمة أبوظبي، بمشاركة كبار الشخصيات والمسؤولين من داخل الدولة وخارجها، وفي تلك المناسبة حرص المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، راعي هذا الحدث المتميز، على استقبال مجلس أمناء المؤسسة الذي كان يرأسه المرحوم عبد المجيد شومان، وكبار الشخصيات المشاركة في الفعالية، فكان أكبر داعم للشعب الفلسطيني.

ويضيف تعلمنا من الشيخ زايد، رحمه الله، حب العطاء ومساعدة الآخرين. مشيراً إلى أنه يحرص أيضاً على تقديم الدعم لطلبة العلم بالتعاون المباشر مع عدد من الجامعات، إلى جانب تشجيع ودعم المواهب المختلفة. ويذكر أنه يدعم أكاديمية «مواهب الغد» في رام الله التي تهتم بتنمية مواهب الشباب حتى عمر 18 عاماً بمهارات كرة القدم. ويشرف على الأكاديمية مدربون من إسبانيا. كما يدعم فريق شباب بلاطة في نابلس لكرة القدم، الذي تأهل مؤخراً ضمن منافسات الألعاب الآسيوية، إلى جانب اهتمامه بدعم مجالات الطفولة المبكّرة والتعليم والصحة في فلسطين.

الاستفادة من الخبرات

وعن الرسالة التي يوجهها إلى الشباب، انطلاقاً من خبراته، يقول إن الحياة العملية تعلم الإنسان كثيراً، وعلى جيل الشباب الاستفادة من خبرات الآباء والأجداد، وممن حققوا بصمات واضحة في المجتمع، والأهم مواصلة التعليم والحصول على أعلى الشهادات والاجتهاد في العمل والحرص على التميز والمثابرة، لتحقيق مزيد من الإنجازات، وردّ الجميل للوطن وتغليب المصلحة العليا على المصالح الشخصية، والاستفادة من التجارب والإنجازات التي تحققت في الإمارات منذ تأسيسها بجهود ورؤية المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، التي حولت الإمارات إلى جنة خضراء ودولة لها مكانتها العالمية محل احترام العالم أجمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"