تداعيات «كورونا» على التعليم

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

مع استمرار التداعيات الكبيرة التي خلّفها، أو قد يخلّفها فيروس كورونا على العالم على المدى البعيد، تبدو مشكلة إغلاق المدارس التي طالت ملايين الطلاب حول العالم من بين أبرز هذه المشكلات الناتجة عن الوباء باعتبارها تتعلق مباشرة بمستقبل الملايين من هؤلاء الطلبة والتلاميذ.
 وفي هذا الإطار حذّرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من أن إغلاق المدارس الذي شمل أكثر من 156 مليون تلميذ في 19 دولة حول العالم بسبب فيروس كورونا «لا يمكن أن يستمر بحق جيل تحت طائلة مواجهة كارثة».
 وفي بيان مشترك قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، هنريتا فور، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة «يونيسكو» أودري أزولاي: «لقد مرّ 18 شهراً على ظهور الوباء، ولا يزال تعليم ملايين الأطفال معطلاً».
 المسؤولتان الأمميتان أكدتا في البيان المذكور أن إعادة فتح المدارس «لا يمكن أن ينتظر انتهاء الوباء، أو حتى تطعيم جميع التلاميذ والعاملين، خصوصاً أن المدارس ليست من بين أماكن العدوى الرئيسية»، محذّرتين من العواقب الحتمية التي سيواجهها الأطفال والشباب الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة.
 وإذا توقفنا عند أزمة الطلبة في ظل جائحة «كورونا» نلاحظ أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، ولا سيما في الدول الفقيرة، التي لا تستطيع بإمكاناتها الضئيلة توفير أدوات التعلم عن بعد، فضلاً عن الأضرار التي تصيب أهاليهم أيضاً.
 وفي إطار البحث عن حلول ممكنة حض بيان المنظمتين الحكومات على إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس بشكل آمن، وأكد أن إغلاقها يعرّض مستقبل الأجيال للخطر.
 من جانبه، قال مدير القسم الأوروبي في المنظمة هانز كلوجه، إن «أشهر الصيف توفر فرصة قيّمة للحكومات لوضع إجراءات تساعد على تجنب اللجوء إلى إغلاق المدارس، مع الحفاظ على معدلات إصابات منخفضة». موضحاً أن إغلاق المدارس سيترك تأثيرات ضارة في التعليم والسلامة العقلية والاجتماعية للأطفال والشباب.
 واللافت هنا أن هذه التحذيرات تزامنت مع تنديد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بجشع بعض الدول الدول التي تفكر في تطعيم سكانها بجرعة ثالثة من لقاحات «كورونا» رغم أن العِلم لم يُثبت بعد ضرورة هذه الجرعة المعزّزة، في الوقت الذي لا يزال فيه سكّان دول عدة، ينتظرون تلقّي جرعتهم الأولى.
 وقال جيبريسوس خلال مؤتمره الصحفي الدوري في جنيف، إنه إذا لم ينجح التضامن، فهناك كلمة تُفسّر إطالة عذاب هذا العالم، وهي الجشع.
مندداً أيضاً بالانقسام العالمي في ما يتعلق بعمليات تسليم اللقاحات «غير المنتظمة وغير المتكافئة».
 هذه التصريحات المختلفة حول جائحة كورونا وتداعياتها تثبت أن هناك أزمة عالمية في طريقة التعامل مع جائحة «كورونا»، رغم جدية الكثير من الدول في حربها على هذه الجائحة، وأن العالم يحتاج في حربه على الوباء إلى تنسيق أكثر فاعلية، بعيداً عن الأنانية التي تتصف بها بعض الدول الكبرى، والاهتمام أكثر بالدول الفقيرة التي تعد محاربة الجائحة فيها ذات أولوية كبيرة، إن توفرت النية الصادقة للقضاء على هذه الكارثة التي أحاقت بالبشرية كلها، من دون تمييز.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"