إحباطك لا يعفيك من المسؤولية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

البعض مع أنه توجّه للوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته العلمية، وأيضاً مع قدراته، يشعر بعد مضي بعض الوقت بشيء من الملل أو الضجر، لكونه لا يقدم جديداً، أو لا توجد له مساحة للإبداع والابتكار، أو يشعر بأن بيئة العمل لا تحتفي بتميزه، وبما يقدمه، خاصة إن كان متفوقاً على زملائه. 
وعندما تتكرر مثل هذه الحالة قد يحدث ويقرر التراخي أو يصيبه الإحباط، وهذا ماثل ونراه، بل إن مثل هذه العيّنة من الموظفين يعبّرون، بشكل واضح وجلي، عن حالة الملل أو ما يعتريهم من إحباط نتيجة لعدم تمكنهم من لفت نظر الإدارة العليا نحوهم.. عندها يلوذ بالروتين والتكرار وعدم الفعالية، كأنه جهاز آلي يعمل وفق جدول محدد لا يخرج عنه، هو يحسب أنه يعاقب مديره، أو رئيسه في العمل. والحقيقة هو يعاقب نفسه، أو يكافئها على عدم تميزها، وهي ليست مكافأة  بقدر ماهي عقاب، بحيث يوجه لعقله رسالة بألا يتحمس ولا يفكر، وعلى المدى البعيد يصبح مثل هذا الموظف خاملاً تماماً، وغير مستعد لا معرفياً ولا نفسياً ولا مهنياً للتميز والعمل.
 وكما هو واضح فإن مثل هذا الموظف، سمح للملل وللإحباط، ولجميع المشاعر السلبية بالتسلل إليه، ومكّنها من نفسه وعقله، وكانت النتيجة تحوله للسكون والتوقف وعدم النجاح، ومع أن هناك مسؤولية تقع على مديره ورئيسه، ولكن المسؤولية الكبرى تقع عليه هو شخصياً، ولا أحد سواه.
 من الذي قال إن بيئة العمل دائماً مثالية؟ ومن الذي قال إن مقرات عملنا تحتوي على كل ما نتمنى وكل ما نريد؟ أمام مثل هذه الصورة الواضحة لبيئة عملك، تستطيع التحرك والعمل، لكن لا تجعل من الإحباط أو الملل أو عدم استجابة المدير أو الرئيس، تقلل من جودة ما تقدمه من عمل، وهذه الجودة جزء حيوي وهام من متطلبات وظيفتك الرئيسية، لأن الإخفاق في الاستجابة لتنفيذ متطلبات هذه الوظيفة هو إخفاق في أمانتك ومهنيتك، وأيضاً إخلاصك. ومهما كانت المبررات لديك ومها كانت الأسباب، يجب أن تقوم بواجبك الوظيفي على أكمل وجه. لذا من البديهي، وبما لا يقبل الجدال، أن هذه مسؤولية جسيمة تقع على عاتقك، وأن ما يحدث من عثرات في هذه البيئة شيء آخر مختلف تماماً عن هذه المسؤولية.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"