عادي

انتعاش يعزز ثقة العالم

21:06 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

على الرغم من أن جائحة «كوفيد-19» لا تزال تدمر أجزاء كثيرة من العالم، وتفرض تكاليف اقتصادية هائلة، فإن الصين ماضية في مسيرتها التصاعدية.
وتعكس أرقام التجارة والاستثمار للنصف الأول من العام قوة الاقتصاد الصيني ومرونته؛ بفضل تدابير الحكومة الصارمة والفاعلة للوقاية والسيطرة، إضافة إلى الدعم المكثف الذي قدمته للشركات.
وارتفعت التجارة الخارجية للصين بنسبة 27.1% على أساس سنوي، إلى 18.07 تريليون يوان (2.79 تريليون دولار) في الأشهر الستة الأولى لعام 2021، وهو أفضل أداء لها في التاريخ، ما يشير إلى انتعاش اقتصادي قوي وطلب عالمي أقوى على الصادرات الصينية.
وعلى صعيد الاستثمار، واصل رأس المال الأجنبي التدفق إلى البر الرئيسي، مدعوماً بسوق تصريف ضخمة، وبيئة محسنة بشكل ملحوظ. وازداد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 28.7% على أساس سنوي إلى 607.84 مليار يوان (94 مليار دولار) في النصف الأول من العام الجاري. وأعلنت وزارة التجارة أن هذا الحجم تجاوز أيضاً الرقم المسجل عام 2019 عند 27.1 في المئة.
لم تتحقق هذه الإنجازات بسهولة، ولم تصل الصين إلى هذه الأرقام الإيجابية من فراغ، لا سيما بالنظر إلى أن حالات الإصابة بفيروس كورونا، والمنقولة محلياً، لا تزال موجودة، ويتم الإبلاغ عنها في أجزاء مختلفة من البلاد من وقت لآخر، وقد أدت هذه الحالات إلى انخفاض النشاط الاقتصادي في بعض الأماكن الحيوية إلى 30% من مستوياته الطبيعية، مثلما حدث في ميناء يانتيان في مقاطعة قوانجدونج، بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس في أواخر مايو/ أيار الماضي. ومع ذلك، عادت الأمور إلى طبيعتها خلال شهر واحد فقط؛ بفضل خطة الاستجابة للطوارئ التي أُطلقت في رابع أكثر موانئ العالم ازدحاماً، وبهدف خفض وقت معالجة الأعمال الورقية، وتسريع عملية نقل السفن إلى الموانئ الأخرى المجاورة، مما يعكس قدرة الصين المعززة بشكل كبير على التعامل مع هكذا حالات.
يُنظر اليوم إلى الأداء الاقتصادي المتمكن للصين على أنه نعمة لبقية دول العالم؛ حيث تواصل الدولة، ذات الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سجل نمواً إيجابياً العام الماضي، المساهمة في التعافي العالمي ومكافحة الوباء. وقدمت الصين حتى الآن 500 مليون جرعة من لقاحات «كوفيد-19» ومواد طبية لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية حول العالم، أي ما يعادل سدس الإنتاج العالمي للقاحات.
وتؤكد صادرات الصين التي صمدت أمام العديد من المشاكل الناجمة عن فيروس كورونا، واضطرابات التدفق العالمي للمكونات الصناعية الحساسة مثل الرقائق، الدور الحيوي الذي يلعبه العملاق الآسيوي، ولا يمكن الاستغناء عنه، في سلاسل التوريد العالمية. ويجب أن يشكل ذلك مصدراً للثقة في الآفاق الاقتصادية العالمية للنصف الثاني من العام على الرغم من استمرار عدم اليقين في حالة الوباء العالمي.
(تشاينا ديلي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"