الرحالة الرقميون في أوروبا الشرقية

وجدت دراسة استقصائية أجريت مؤخراً في المملكة المتحدة، أن نحو 26% من البريطانيين يخططون للعمل عن بُعد حتى بعد انتهاء الوباء. ولكن أين ينبغي لهذه الجحافل الجديدة من العمال عن بعد، أو الذين بات يُشار إليهم مؤخراً باسم «الرحالة الرقميون»، أن يختاروا مواقعهم، ويجمعوا بين العمل والسياحة وحبهم للسفر؟
وبحسب البحث الذي أجرته شبكة «أوفو»، وهي منصة للتسويق والحجز الإلكتروني لمجموعة من مواقع العطلات، فإن 8 من أفضل 10 مدن في أوروبا للرحالة الرقميين تقع في وسط وشرق القارة العجوز.
واعتمد البحث على بعض من أهم العوامل التي يأخذها الأشخاص في عين الاعتبار عند قرارهم ممارسة العمل عن بُعد، مثل سرعات الإنترنت، وتكاليف مساحة العمل المشتركة والإقامة.
وتم تصنيف كراكوف في بولندا على أنها أفضل مدينة أوروبية ملائمة للعمل عن بعد. إذ تتمتع بسرعات «واي فاي» تتجاوز المتوسطات الأوروبية بنسبة 23 % ومتوسطات المملكة المتحدة بنسبة 37 %، ما يتيح سهولة التواصل.
وتمتلك كراكوف بعضاً من أرخص أماكن العمل المشتركة في أوروبا مع تصاريح شهرية لا تتجاوز كلفتها 85 جنيهاً استرلينياً في الشهر. وفي الواقع، تضم بولندا أربعاً من أفضل ثماني مدن في أوروبا للعاملين الرقميين. وهي «لودز»، و«بوزنان»، و«وارسو»، إضافة إلى «كراكوف»، وكلها مدن آمنة ومريحة للوافدين الجدد.
وهناك فائز آخر من أوروبا الشرقية، وهي مقدونيا الشمالية، حيث تم اختيار «سكوبيه» من بين أفضل المدن ملاءمة للعمل عن بعد. فالعاصمة المقدونية المحاطة بلوحة جبلية ساحرة تمتلك مساحة عمل مشتركة رخيصة بشكل لا يصدق وبنحو 60 جنيهاً استرلينياً فقط في الشهر، مع سرعات إنترنت «واي فاي» تفوق المتوسط في المملكة المتحدة. و«سكوبيه» ليست المدينة المثالية للرحالة الرقميين فحسب، بل لكل من يبحث عن التوازن بين العمل والحياة أيضاً.
وتم تصنيف «تيميشوارا» على أنها أفضل مدينة في رومانيا، وثالث أفضل مدينة في أوروبا للعمل عن بعد. فعدا عن سرعات الإنترنت العالية وتكاليف التصاريح الرخيصة نسبياً، يُتقن السكان الأصليون في المدينة الإنجليزية، ما يُسهّل الاستقرار أمام الوافدين الجدد. فضلاً عن كونها واحدة من أكثر المدن أماناً في أوروبا.
وصنف التقرير أيضاً «خاركيف» الأوكرانية و«رييكا» الكرواتية من ضمن أفضل الوجهات شعبية في أوروبا للعمل عن بعد.
لا يزال «العمل عن بُعد» مفهوماً جديداً نسبياً في العالم المهني. ومع التقدم التكنولوجي، تم القضاء على المخاوف القديمة مثل الاتصالات وتتبع الإنتاجية، وتتطلع المزيد من الشركات إلى تقديم العمل عن بعد كخيار لموظفيها. فإذا كنت مهتماً بعيش حياة أكثر مرونة، وترغب في اتباع طريقة جديدة للنمو الشخصي والمهني، فابحث في كيفية الاستفادة من العمل عن بُعد.
إمير جنج يوروب