السكتة الأدبية.. وباء الكتابة

يتوقف بعض الكتاب فجأة عن الكتابة، وربما يغيبون عن الساحة سنوات طويلة، وربما ينقطعون عن الكتابة نهائياً، وتعود أسباب تلك الظاهرة إلى الكثير من العوامل، منها شعور الكاتب باليأس والإحباط، فلا يوجد من يتابع عمله ولا ردود فعل تجاه ما يكتبه، فيشعر بلا جدوى الكتابة، ومنها أيضاً غياب النقد الذي يوجه الكاتب إلى الطريق الصحيح، أو يهاجمه بقسوة فيدفعه إلى الصمت والانزواء. بعض الكتاب ينشغلون في أعمال خاصة أو يأخذهم ثقل الوظيفة إلى أفق مختلف والبعض الآخر يضعون كل أفكارهم في عمل أو اثنين ولا يستطيعون أن يقدموا بعد ذلك أي جديد فيتوقفون، فريق آخر يواصل الكتابة لكنه يحتفظ بها لنفسه، ويرفض النشر، وفريق رابع يصاب بالجدب.. يفتش في داخله فلا يعثر على أي إحساس يستطيع ترجمته في شكل كتابي، والجدب يرجع إما إلى حالة نفسية أو ظروف مجتمعية ومناخ محيط أو انقطاع الكاتب عن القراءة، حتى يعيد استهلاك نفسه فيشعر بالضجر ومن ثم الجدب. عوامل كثيرة تؤدي إلى «السكتة الأدبية» فينتشر وباء يصيب بعض الكتاب ويدفعهم إلى التوقف.. عوامل تعود غالباً إلى أسباب ملموسة تؤثر بقوة، إما ترتقي بالمناخ الثقافي أو تتدهور بكل ما يدفع إلى التجديد والابتكار.