الكتب فكرة تضيء عبر الزمن

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد عبدالله البريكي

الكتب حكايتنا الأثيرة، دوحة كل كاتب ماجد، خاطرة كل شارد، فكرة تضيء عبر الزمن، هكذا نتخيل الكتب بساتين الأفكار، ومنذ أن أمسك الإنسان بالمخطوطات عرف كيف تتجمع الحروف، فالكتب ترسم مسار العقول وتنير القلوب، فمن أراد أن يعرف أكثر فعليه بالكتب، وقد عاشت الأمم المفكرة والناضجة بين أكوام الكتب وأنشأت المكتبات التي يتربى على شموعها العلماء، ولا يعرف معنى الكتب إلا أصحاب الرؤى، وقد فاجأنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بحديث عذب عن الكتب، وأن من أراد أن يسافر عبر الزمن فليذهب بناحيتها. 

وليس بمستغرب على سموه مثل هذه الأحاديث التي تفتح آفاق الفكر وتذكر أهل العلم والمفكرين والأدباء وعموم الناس بأهمية الكتاب، فسموه يتحدث إلينا دائماً عبر الأثير بكلام من القلب ما يجعلنا نشعر بأن الاهتمام من قادة الدولة بالكتاب هو أمر لا يمكن نسيانه، ونحن جميعاً نعيش هذه المشاعر الحميمية، ونلمس مدى شفافية مثل هذه الأقوال، حيث إن من أراد أن يربي العقول فليجعل بيته كله مكتبة لينعم دائماً بها الأبناء كون التجربة عبر الزمن شاهدة على ذلك، فمن يقرأ كتاباً عن مكان لم يزره فكأنه لمسه وتعايش معه.

وحين نقف ونتأمل حديث صاحب السمو حاكم الشارقة، فإننا نستعيد ما قاله سموه حتى نذكر أنفسنا بالكتاب، وأنه مهما شغلتنا الحياة وتهنا في دروبها فلا بد من أن نبحث عن لحظات نخلو بها مع كتاب يصقل العقل ويملأ الوجدان ويحرك المشاعر، فالكتب هي وقود الفكر وشعلة الكتابة، والكتاب بحق هو نقطة التقاء الحضارات الإنسانية، وكلما ارتفعت أرصدته في حياتنا التحقنا بقطار الرقي وازداد تواصلنا مع الذات الإنسانية، فمن يغفل عنه فقد غفل عن وجوده، لذا فإننا في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب منا أن نسابق الزمن من خلال الرجوع إلى الكتب وعقد معاهدة صداقة معها، فمن أراد الرفعة الحقيقية عليه أن يقرأ ويسافر مع عالم الحروف، ولعل كل مثقف في موقعه يبث الرسالة ويعمل على ترسيخها بالشكل اللازم، فدور المثقفين أن يدقوا ناقوس الخطر في هذا الزمن الذي طغت فيه القراءات الهشة، حتى أصبح بعض الشباب يستقون معارفهم من مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أن معظمها لا تتحرى الدقة. 

كما أن من الضروري أن يكون في كل بيت ركن للقراءة ومكتبة مليئة بكل صنوف الكتب، ومن هذا المنطلق فإن سموه أتاح لنا العودة إلى أهم نقطة في حياة البشر وهي الاهتمام بالكتب وترسيخها في نفوس الأجيال لكي يبقى الكتاب هو زاد المعرفة والسفر عبر الزمن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"