عادي

عزلة مختلفة

21:44 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

دفعت أوامر البقاء في المنزل، نتيجة وباء «كورونا»، الكثيرين منا إلى حافة الانهيار، ولكن هل يمكنك تخيل الدخول في إغلاق عام من دون وجود هاتفك، أو اتصالك بالإنترنت، والدخول في عالم تطبيقات مثل «فيس تايم»، و«نتفليكس»، و«إنستجرام»؟ سيكون هذا بلا شك نوعاً مختلفاً من العزلة. وعلى الرغم من أن الوباء أجبرنا على عزل أنفسنا في منازلنا، إلا أن الأمر كان ليصبح أسوأ بكثير من دون التكنولوجيا.
ولا يمكن إنكار أن «كوفيد-19» وضعنا في مأزق كبير، لكن آثاره لم تكن سلبية تماماً. إذ مكنّتنا حياتنا الافتراضية من التفكير خارج الصندوق وتغيير وجهات نظرنا بطرق عدة. لقد واجهنا تحديات في إتمام الفصول الدراسية، والمقابلات المهنية، واجتماعات العمل عبر تطبيق «زووم»، أو غيره من أشكال الاجتماعات الافتراضية الأخرى. وواجهنا تحديات البقاء في المنزل، فتراجعت نسبة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وكان التحدي الأكبر في إيجاد طرق بديلة لجعل حياتنا بأكملها متاحة عبر الإنترنت.
ينمو جيل الألفية الجديدة على الإشباع الفوري، ولم يعد يُسعفه الوقت للتراجع، أو على الأقل التوقف مؤقتاً، ومعرفة ما إذا كانت خياراته ستجعله سعيداً أم لا. فمواكبة العصر هي لغة الحاضر ومشروع المستقبل، فالجميع مدرك الآن أننا دخلنا في عالم افتراضي وحقبة تقنية من الصعب جداً الخروج منها.
في بداية العام الماضي، وبعد أن انتشر الوباء عالمياً، وبات الإغلاق مسألة حتمية، انتاب الطلبة والمدرسين وكذلك الموظفين وحتى أربابَ العمل بعضُ القلق من تحويل حياتهم الشخصية إلى حياة افتراضية. وكان عليهم جميعاً تعلّم كيفية استخدام تطبيق «زووم»، وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وبسرعة أيضاً. ولم يكونوا متأكدين من الكيفية التي ستسير بها الأمور، أو ما إذا كانت ستبقى بطرقٍ احترافية ومنظمة.
واليوم، أصبح معظم الناس على دراية جيدة بمنصات الاجتماعات الافتراضية، وبات الجميع يرى القيمة التي تقدمها هذه المنصات، ولم يعد القلق موجوداً بعد الآن. فقد وسعت الأزمة الصحية الآفاق ووحّدت الجهود على جبهات عدة، ولا يزال من الممكن أن تكون الاجتماعات الافتراضية احترافية أكثر. وأدركنا أنه لا يزال بإمكاننا زيارة الأصدقاء والزملاء وأفراد الأسرة، بغض النظر عن العمر، أو الجغرافيا، وحتى الأجداد قد انضموا أيضاً إلى «فيس تايم».
بشكل عام، كان عام 2020 صعباً ومملوءاً بالتحديات الجديدة من نوعها، وكافح العمال، واتسعت أزمة الصحة العقلية، وفقدنا الكثير من الأصدقاء والأحبّة. ولكن هناك جانب مضيء موجود، فمن خلال الشدائد، تحدّينا الممارسات القياسية، وأنشأنا بدائل جديدة، إن استمرت، فستكون أفضل لصحتنا وبيئتنا.

ذا ريد أند بلاك

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"