لنعيّد بأمان

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

«كورونا» فيروس أدخل الضرر في الكثير من البيوت، واختلفت الأضرار؛ فبعضهم تضرر صحياً وآخرون كان ضررهم الحزن على مرض قريبهم، أو فقدان أحدهم، وهناك من تضرروا نتيجة خسارة أعمالهم واستثماراتهم، وكذلك كان كثير من موظفي القطاع الخاص، فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة التي زلزلت اقتصاد العالم، فأصبحوا بلا دخل، وتشغلهم مصاريف الحياة لهم ولأسرهم، وعرفنا عن خريجين جدد لم يجدوا عملاً، لأن التحول الرقمي والتعامل عبر «الإنترنت» بشكل أكبر قلل الاحتياجات إلى التوظيف والموظفين. 
«كورونا» فيروس للصحة، والتواصل، والاقتصاد، للتجارة والتوظيف والعمل، لا يرى بالعين المجردة، لكنه ترك أثره في كل مكان وفي كل منزل تقريباً، لكن بطرق مختلفة، ولا نريد أن ينتشر أثره السيئ أكثر من ذلك.. لذا فإن المناسبة المباركة القادمة عيد الأضحى، تحتم علينا أن نحتفل بها بأمان، ونكون عوناً للدولة في التصدي للجائحة، وتراجع أعداد الإصابات. 
هذا الوباء كان أثره كبيراً في العالم، أثر لن ينساه التاريخ، أثر هزّ اقتصاد العالم أجمع، وجعل بعض الشركات والمؤسسات الخاصة تتغيّر أحوالها من الأرباح إلى الخسائر، وبعض المستثمرين من أصحاب الأعمال إلى مديونين، لربما بمئات الألوف والملايين، وقلّل التوظيف بشكل كبير وزاد عدد الباحثين عن العمل. أثر جعل بعض المباني تصفر فبها الرياح، بعد أن كانت مستأجرة، تعجّ بالسكان.. والأهم من كل ذلك، أمرض ملايين البشر وقضى على حياة آخرين. 
ومع ارتفاع أعداد الإصابات سيزيد الأثر السلبي، ويطالنا جميعاً، فلنكن مسؤولين، ونحتفل بوعي من أجل أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا ووطننا، ولنكتف بالاحتفال ضمن الأسرة الصغيرة لنحمي المسنين ونقيهم من العدوى، ونتواصل مع الجميع عن بُعد، فلن يعتب أحد علينا لعدم زيارتهم، فالجميع واعون لحجم خطر هذا الفيروس على أصحاب المناعة الضعيفة. 
الاحتفال بأمان لن يقلل من بهجتنا في العيد؛ بل قد يكون سبباً في عدم تحول فرحة العيد إلى حزن نتيجة نقلنا العدوى لمن يعز علينا، وبإمكاننا أن نمارس طقوس العيد كما تعودنا ضمن الأسرة الواحدة. 
جهود الدولة عظيمة في التصدي للجائحة، والإنجازات التي حققتها محلياً وعالمياً كبيرة، ورسالتها الأخيرة كانت واضحة ومباشرة، عبر توجيه المجتمع بالاحتفال بأمان. وحددت مجموعة من الإرشادات والإجراءات لكي لا تزيد أعداد الإصابات بعد المناسبة، خاصة أن المؤشرات والدراسات التي أجرتها، أثبتت أن أعداد الإصابات في تزايد ملحوظ بعد عطلات المناسبات. 
نجاح الدولة في مواجهة فيروس «كورونا» يعززه الوعي والالتزام المجتمعي، والجهات الصحية زادت الرهان على الوعي المجتمعي، باستمرار الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية، وتوجيهات الجهات الصحية، ليكتمل نجاح الدولة في تصدّيها للجائحة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"