الاحتفال بأمان

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

يحل علينا عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، وهذا الفيروس اللعين لا يزال يقيم في عالمنا ضيفاً غير مرحب به، يلقي بظلاله على مختلف مناحي الحياة ومناسباتها، متربصاً بمن تسهو عينه ولو للحظات، متناسياً الأخذ بالإجراءات الاحترازية ليجعله يدفع ثمن غلطته سقماً قد يتسلل إلى أغلى الناس عليه، قبل أن تظهر عوارضه التي يعيش المريض تحت رحمة انتهائها، بعد أن تأخذ من صحته الكثير.
لقد فرض علينا كورونا حياة لم نألفها من قبل، واضعاً الكرة في ملعب المجتمع الذي  يجد أفراده أنفسهم اليوم أمام محك حقيقي، مخيّرين في أيام العيد بين دعم جهود قيادتنا الرشيدة في معركة القضاء على الفيروس، والبناء على النجاحات المحققة التي أثمرت عودة الحياة إلى شيء من طبيعتها، أو أن يكونوا حجر عثرة، فيعرقلوا الجهود الكبيرة المبذولة، ويعودوا بنا خطوة إلى الوراء، في طريق قطعنا أكثره، ولم يعد يفصلنا عن بلوغ آخره سوى تلقي أقل من 30% من السكان اللقاح لنكون قد كوّنا مناعة جماعية بعد أن نجحت الحملة الوطنية في تطعيم حوالي 70% من أفراد المجتمع.
قيادتنا الرشيدة، تقف في الصفوف الأمامية، في معركة القضاء على الفيروس، مسخرة الجهود كافة في جميع القطاعات  لتأمين صحة وسلامة المجتمع كأولوية للتعامل مع الأزمة، لتحقق الجهود الوطنية لمكافحة الجائحة العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والعالمي، ولتصبح الإمارات نموذجاً عالمياً في كيفية التعاطي مع الجائحة ، ومعالجة تبعاتها، ومد يد المساعدة إلى الدول المتضررة منها.
شبح الفيروس لا يزال يخيم على المجتمع، مهدداً ما قطعناه من أشواط إيجابية في معركة حصاره، والقضاء عليه، في حال التراخي، وطيّ صفحة التباعد الاجتماعي، فالتكامل المجتمعي الطريق الأمثل للوصول إلى التعافي التام والعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكي يكون عيدنا سعيداً كما عهدناه دائماً علينا مشاركة مسؤولية الالتزام حفاظاً على سلامة الجميع، لتعود الأعياد علينا ونحن مجتمعون.
علينا جميعاً التخلي عن عادات لطالما ألفناها، فالأعذار مرفوضة، والتساهل بالإجراءات الوقائية ستكون عواقبها وخيمة، فالمسؤولية أصبحت على كل فرد وعائلة، وشعارنا يجب أن يكون ترك المخالفات التي تنم عن اللامسؤولية إلاّ حين انجلاء غمامة الفيروس، ولا مفر للجميع غير الالتزام ببروتوكول العيد الذي حددته الجهات المعنية، لكي يمضي عيدنا دون ضرر وهو ما يستوجب الاحتفال بأمان ومراعاة إجراءات السلامة خلال العطلة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"