العيد وضرورة الحرص

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

تمرّ المناسبات المختلفة التي كنّا ننتظرها، لنتلاقى ويهنّئ بعضنا بعضاً، ومنها الأعياد حيث كانت مناسبات تتصافى فيها النفوس وتتقارب القلوب، ثم يكون التجمّع على الولائم والرحلات الترفيهية، وغالباً كانت تزيّن هذه اللقاءات ضحكات الأطفال وفرحهم ولهوهم وعبثهم البريء.
بعد الجائحة البغيضة التي قلبت كثيراً من الموازين، وبدّلت كثيراً من العادات الطيّبة المبهجة، صار التلاقي حذراً والمناسبات مقنّنة والتجمّع محدوداً.. وهذا كلّه رغم ثقله، فإنه ضروريّ ومطلوب؛ لأنه من أساسيات مكافحة الوباء والتخلّص منه، وهو ما أدّى فعلاً إلى حرص القيادة الرشيدة على إعطاء اللقاحات الوقائية التي تجاوزت 16 مليوناً و900 ألف، ما يعني أنّنا مقبلون قريباً على الإعلان عن زوال هذه الجائحة الكريهة، ولكنّ ذلك لن يتحقق فعلاً إلّا بالالتزام الكامل بأخذ اللقاحات وتطبيق الإجراءات الوقائية.
في العيد الماضي، قبل نحو شهرين لم يتسنَّ، للأسف، لكثير من المنتظرين لإهلاله، أن يتبادلوا التهاني المباشرة أو «العيديات»، لأن الجائحة كانت مسيطرة.
هلّ علينا عيد الأضحى المبارك، أمس، ووطننا الإمارات ينعم بكثير من الأمان، بعد تلك النتائج الجيدة، لا سيما في تراجع الإصابات، وزيادة أعداد المتعافين، ففتحت المصلّيات، وأمّها الناس، وهناك كثير من الأماكن والمراكز والنوادي والفنادق والمطاعم، عادت إلى «طبيعتها»، أو معظمها، فالحدائق أعلن عن فتح كثير منها، ومراكز التسوّق أعلن معظمها إقامة مبادرات تجذب المتسوّقين، وتتيح لهم فرص فوز بجوائز، ودور السينما أيضاً، كل ذلك مع الالتزام بالإجراءات. 
كل ذلك مبهج وباعث على الطمأنينة والسرور، كما عوّدنا قادتنا الذين تغلّبوا بحكمتهم وبُعد نظرهم، وعمق فكرهم، على تحدّيات مرّت بها الدولة، لكن هذا يضعنا جميعاً أمام مسؤوليات جسام في التعامل مع التعليمات الاحترازية، على أنّها ضرورات صحيّة وقائية لا بدّ من تنفيذها، وليست مجرّد ملاحظات نأخذ بها أو نهملها.
العيد مناسبة مفرحة، فلنجعلها فرحتين، الأولى: مناسبة الأضحى المباركة التي نتمنّى أن تعود ونحن أكثر سعادة واطمئناناً في وطن السعادة، والثانية: فرحة كبح جماح الوباء «الكورونيّ» الذي سيطر على مقدّرات حياتنا، وللأسف فقدنا أحبّة وأناساً كانوا على استعداد تامّ للمشاركة في مسيرة التنمية والإنجاز، وإعلاء اسم الإمارات إلى الأعالي، فلا تكن هفوة صغيرة سبباً في خسارة كثير ممّا حققناه.
أيام العيد فرصة لنتواصل ونتبادل المحبة والتمنّي بالخير لكل الفرحين بالعيد، لكن ليكن هذا التواصل حذراً مملوءاً بأقصى متطلبات الوقاية، وليكن الفرح حقيقياً لا تشوبه شائبة ولا ينغّصه سلوك غير ضروري. 
هنيئاً لقيادتنا الرشيدة هذه المناسبة المباركة، ولأبناء هذا الوطن العظيم، مواطنين ومقيمين، وكل شعوبنا العربية والإسلامية. ونحن واثقون، بإذن الله، بأن القادم أجمل وأكثر بهاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"