لا تزال البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة عرضة، وبشكل غير مقبول، للهجمات الإلكترونية. والأمثلة باتت كثيرة وليس آخرها إغلاق خط أنابيب «كولونيال» أوائل شهر مايو/ أيار الماضي، والمسؤول عن توصيل البنزين المكرر إلى معظم الساحل الشرقي للبلاد، والغاية «هجوم فدية». فاصطفت إثر ذلك السيارات أمام محطات التعبئة على شكل طوابير ذكّرتنا بحقبة السبعينات. وبعد أسابيع، عانت مجموعة «JBS»، أحد أكبر موردي اللحوم في الولايات المتحدة، من المصير نفسه، ما أوجد حالة عدم يقين خطيرة في سلسلة التوريد الغذائية الدولية.
ويتساءل الكثيرون ما الذي تفعله حكومة الولايات المتحدة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل؟ والحقيقة أن جزءاً كبيراً من البنية التحتية الحيوية في أمريكا، نحو %85 بحسب بعض التقارير، مملوك للقطاع الخاص. وهذا يقوّض من قدرة الحكومة الفيدرالية على تحديد الهجمات ومساعدة الشركات الخاصة التي تمتلك وتشغل معظم المنشآت التي يعتمد عليها الأمريكيون للعيش والعمل.
ويجب أن تتوصل الحكومة الفيدرالية والقطاع الخاص إلى «عقد اجتماعي» جديد يتقاسم من خلاله الطرفان المسؤوليات المشتركة لتأمين الفضاء السيبراني لبلدنا، كما يجب أن تتأكد الحكومة الفيدرالية من أن الشركات الخاصة التي تمتلك وتشغل الأنظمة والأصول الهامة تبذل قصارى جهدها لحمايتها وحماية مصالح المواطنين. وبالمثل، على الشركات الخاصة أن تثق أيضاً بأن الحكومة الفيدرالية تبذل كل ما في وسعها لمساعدتها على القيام بدورها. وهذا يعني أن على الحكومة منح التراخيص وتقديم الدعم اللازم والموارد الضرورية لصد الحوادث السيبرانية الكبيرة والرد عليها. فبناء هذه الثقة المتبادلة والتعاون المشترك مهم لحماية البنية التحتية الحيوية لأمريكا.
لقد أمضت لجنة الفضاء السيبراني «سولاريوم» العامين الماضيين في محاولة لمعالجة هذه القضايا، وأوصت بالخطوات التي يمكن أن يتخذها صانعو السياسات لكشف التهديدات السيبرانية، وتحسين قدرة حكومة الولايات المتحدة على الدفاع عن أنظمة تكنولوجيا المعلومات الفيدرالية الخاصة بالدولة، ودعم مالكي ومشغلي الأنظمة والأصول الأكثر أهمية في البلد. وتم تمرير 25 مقترحاً من توصيات اللجنة على شكل قوانين. وهذه خطوة مهمة إلى الأمام، ولكن من الواضح أنها الأولى فقط.
ويعتمد الأمريكيون على الوصول غير المنقطع إلى المرافق الحيوية الأساسية، مثل المياه والطاقة والوقود للقيام بالعمل الضروري من أجل الحفاظ على دورة حياتهم. ومن الضروري أن يتعاون القطاع الخاص والحكومة في إطار جهد مشترك لحماية الأصول القيمة. ويعد ترميز معايير الأمن السيبراني للبنية التحتية الأكثر أهمية لردع القراصنة الرقميين.
وفي عصر تهاجم فيه جهات خبيثة بنية الولايات المتحدة التحتية بكثافة قياسية، يجب ألا يفشل الكونجرس في تقديم إصلاحات منطقية.
إنجيس كينج - سي إن إن بزنس
