عادي

«اليونسكو» تحدد مصير الحاجز المرجاني في أستراليا اليوم

23:30 مساء
قراءة دقيقتين

بات مصير الحاجز المرجاني العظيم على المحك، إذ قد تدرجه اليونسكو، اليوم الجمعة، في قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر، شأنه في ذلك شأن ستة مواقع أخرى حول العالم تعاني أضراراً بيئية وتنمية جامحة وسياحة مفرطة أو اضطرابات أمنية.

وتتضمّن قائمة التراث العالمي التي تعدّها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أكثر من 1100 موقع حول العالم يتميّز ب «قيمة عالمية بارزة» وبأهمية على صعيد الطبيعة أو الثقافة. وأُدرج الحاجز المرجاني، وهو أكبر منظومة إحيائية في العالم، ويمكن رؤيته من الفضاء، في القائمة سنة 1981 ل «جماله الطبيعي الفائق» وتنوّعه الحيوي الواسع. غير أن هذه اللائحة قابلة للتعديل ويمكن تخفيض مرتبة موقع ما أو إزالته بالكامل منها بتوصية من المنظمة الأممية. ولا يُعتبر إدراج الموقع في خانة المواقع المعرّضة للخطر عقوبة، إذ تستفيد بعض البلدان من هذا التصنيف لجذب اهتمام العالم إلى مواردها والمساعدة على حمايتها، غير أن دولاً أخرى تراه بمثابة وصمة عار. وتعرّض الحاجز لثلاث موجات ابيضاض شديد خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما جعله، بحسب بعض التقديرات، يخسر نصف مرجانه منذ 1995 في ظلّ ارتفاع حرارة مياه المحيط. كما أنه تضرّر من جرّاء أعاصير عدّة فاقم التغير المناخي من وتيرتها، فضلاً عن ازدياد انتشار نجم البحر المكلل بالشوك الآكل للمرجان.

وقالت فاني دوفير التي ترأس برنامج اليونسكو للتراث البحري العالمي «إنه إنذار للأسرة الدولية والبشرية جمعاء مفاده أن النظام البيئي المرجاني في خطر». وأشار علماء متعاونون مع الحكومة الأسترالية إلى أن المرجان تعافى بعض الشيء في السنة الماضية، لكنهم أقرّوا بأن هذا التعافي لا يحسن كثيراً الآفاق «القاتمة جدّاً» التي تلوح في الأفق.

وتخشى السلطات الأسترالية أن ينعكس هذا التصنيف في عدد المواقع المهدّدة بالخطر سلباً على قدرة الحاجز، جوهرة السياحة في أستراليا، على جذب السيّاح.

وكانت العائدات السياحية لهذا الموقع الممتد على 2300 كيلومتر توازي 4,8 مليار دولار قبل انتشار وباء «كوفيد-19». وأطلقت أستراليا في الآونة الأخيرة حملة ضغط لتفادي خفض تصنيف الموقع، فأرسلت وزير البيئة فيها إلى باريس للاجتماع بأعضاء لجنة التراث العالمي واصطحبت سفراء بارزين في جولة غطس في الموقع. وتتألّف لجنة التراث العالمي لليونسكو من 21 دولة عضواً، من بينها الصين وروسيا وأستراليا بذاتها. وليست هذه المرّة الأولى التي تهدّد المنظمة الأممية بتخفيض مرتبة الحاجز المرجاني في قائمتها وقد حالت أستراليا دون صدور قرار كهذا سنة 2015 إثر حملة ضغط شرسة.

وأطلقت السلطات خطّة «ريف 250» وضخّت مليارات الدولارات في حماية الحاجز المرجاني، من خلال تحسين نوعية المياه مثلاً، في مسعى إلى تبديد المخاوف.

وأقرّت اليونسكو بهذه الجهود الحثيثة، غير أنها عاتبت أستراليا على تقاعسها في مجال المناخ، إذ ما زالت الحكومة ترفض الالتزام بتخفيض انبعاثاتها إلى الصفر بحلول 2050.

وبات القرار راهناً بين أيدي لجنة التراث العالمي، غير أن 12 بلداً آخر اقترح تأجيل القرار حتّى عام 2023، بعد ضغوط مزعومة من مسؤولين أستراليين. ويتطلّب الأمر جمع 14 صوتاً لاعتماد الاقتراح، ولا تزال أستراليا تبحث عن صوت واحد يؤيّد مطالبها لتحقق مبتغاها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"