عادي

مكاتب المنزل والعمل

21:12 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

خلال الأشهر الماضية، ومنذ أن بدأت الشركات في التخطيط لنماذج عمل ما بعد الجائحة، أطلّ علينا مفهوم رئيسي جديد يدعى «العمل الهجين». وهو هيكل يجمع بين العمل عن بعد ومن المكتب.
يتيح النموذج الجديد للموظفين الاحتفاظ بالمرونة التي اختبروها في العمل من المنزل، والتواصل في الوقت نفسه مع الزملاء داخل المكتب، الأمر الذي يقوي فرق العمل ويزيد من تعاونها.
ومع بدء الموظفين في العودة إلى أعمالهم وتجربة طريقة العمل غير المألوفة هذه، يتساءل العمال وأصحاب العمل على حد سواء عن أفضل طريقة لتخصيص المهام، بحيث يتم استخدام الوقت بشكل فعال في كلتا البيئتين لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.
وعلى الرغم من اختلاف إعدادات ضبط المجموعات، حيث إن بعض الأشخاص سيعملون عدداً ثابتاً من الأيام في المكتب، وسيكون لدى البعض الآخر أيام محددة مسبقاً تجتمع خلالها فرق العمل كاملة، وقد يُسمح لفئة ثالثة بتعيين جداولهم الخاصة بمرونة، ستكون هناك قواسم مشتركة فيما بين فرق العمل. والتحدي الأكبر الذي سيتعين عليهم مواجهته هو كيفية التنقل بسلاسة بين مكاتب المنزل والعمل.
وبحسب تسيدال نيلي، أستاذة إدارة الأعمال في كلية هارفارد للأعمال، يواجه الأشخاص نوعاً من الصدمة الثقافية عندما يعودون إلى المكتب، فهم يدخلون إلى مساحات لا تحتوي على النوع نفسه من التكنولوجيا التي أنشأوها الآن في منازلهم.
وتقترح نيلي إعادة إنشاء جوانب من بيئة «العمل من المنزل» في المكتب لجعل التبديل بينهما أقل تشويشاً، بما في ذلك الإضاءة، وإعداد الكاميرا أو الميكروفون، وترتيب المقاعد، وحتى إمكانية الوصول إلى الأدوات الرقمية مثل «زووم» و«سلاك»، والتطبيقات الأخرى الخاصة بالشركة. فالمطابقة الوثيقة بين بيئات العمل ستؤدي إلى مزيد من الكفاءة، وانتقال أكثر بساطة بين الفراغين. وبمجرد ترتيب المكتب، يجب على العمال تقييم مهامهم وتحديد أيها أكثر ملاءمة لبيئة المنزل أو المكتب. فالتخطيط المسبق أمرٌ أساسي هنا، خاصةً إذا كان برنامج دوام العمل الهجين ثابتاً ويعرف الموظفون الأيام التي سيكونون فيها في كلتا البيئتين.
بالطبع، لدى جميع الموظفين تفضيلات وأساليب عمل مختلفة، وبينما يشعر البعض أنهم يقدمون أفضل ما لديهم في بيئة صامتة ومعزولة، يتفوق آخرون في بيئة مكتبية صاخبة. وهذا يعني أن كل واحد منهم سيحتاج إلى إنشاء نمطه الخاص، وتعيين المهام التي تناسب المكتب أو التي تناسب المنزل بشكل أفضل.
ستندرج طريقة عودة كل شركة إلى المكتب ضمن نطاق معين، وسيستغرق الأمر وقتاً للتكيف بغض النظر عن دور كل موظف أو خبرته في مكان العمل. ومفتاح النجاح هو كيفية التعامل مع الوقت المحدود في المكتب بذكاء، والتخطيط للأيام المقبلة، والحفاظ على خط اتصال ثابت مع الزملاء والمديرين.
(بي بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"