عادي
يغفلها مستهلكون لقلة الوعي بمخاطرها الصحية

أدوات تقطيع اللحوم غير المطابقة.. مدخل التسمم الغذائي

00:38 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمود محسن
يرجع كثير من أفراد المجتمع، أسباب حالات التسمم الغذائي وأعراضه، إلى تناول أطعمة غير ناضجة تماماً، أو تعرضها للهواء، دون ساتر يقيها من الأتربة أو الحشرات.. ويرى آخرون، أنها نتيجة انتهاء صلاحيتها مع قلة دراية من المستهلكين بأهمية النظر إلى تاريخ الإنتاج والانتهاء. ورغم أن جميع ما ذكر أحد مسببات التسمم الغذائي، فإن كثيراً من المستهلكين قد يغفلون عن أبرز المسببات وأهمها، والمتمثلة في الإهمال وعدم الالتزام بالاشتراطات الوقائية في التعامل مع الأدوات المخصصة لتقطيع اللحوم بمختلف أنواعها، وعليه فإن قلة الوعي تلك قد يصحبها في بعض الأحيان تهاون العاملين في أقسام تقطيع اللحوم، بعدم الاهتمام بالنظافة العامة أو تخصيص الأدوات وغيرها من الإجراءات الوقائية، فتنتج عنها الأمراض نتيجة انتقال الملوثات بين الأدوات.

1
شذا المعلا

تحقيقاً للدور التوعوي بأهمية تصنيف أدوات تقطيع اللحوم ومخاطر عدم العناية بها، توجهنا في التحقيق التالي في البحث عن أبرز مسببات التسمم الغذائي، وسبل الوقاية والسلامة الواجب اتباعها تفادياً للإصابة بالأمراض.

إهمال النظافة

1
محمد يسري

يقول محمد يسري «مراعاة النظافة في التعامل مع الأدوات والمعدات المستخدمة في تقطيع اللحوم والدواجن والأسماك، أمر لا يمكنني غض الطرف عنه في المنزل أو خلال التعامل مع أقسام تقطيع اللحوم في المحال التجارية، وعليه لا يمكنني التهاون بمشاهدة تكاسل أو تهاون العاملين في تقطيع اللحوم أثناء الشراء، وأحرص في منزلي على تخصيص الأدوات اللازمة والمخصصة لجميع أنواع اللحوم، وعدم الخلط خلال استخدامها.

وحدث بالفعل خلال شراء نوع من اللحوم، من أحد المحال المجاورة لمنزلي، أن شاهدت العامل وقبل البدء في تقطيع اللحم، لاحظته يغسل يديه في المكان المخصص بتنظيف أدوات تقطيع اللحوم الأخرى، مهملاً ضرورة الحفاظ على نظافة يديه ونظافة الأدوات، فسارعت بإيقافه عن تقطيع اللحم، وتركت المحل لعدم ثقتي بالنظافة العامة».

قناعة خاصة

1
أيمن محمد فرج

أيمن محمد فرج، لديه بعض القناعات الخاصة والداخلية التي تحدد اختياره للمكان المقصود لشراء اللحوم وتقطيعها، ويقول «أراعي تماماً أهمية النظافة الشخصية للعامل المعني بتقديم الطلبات للزبائن، من تقليم الأظفار وحلق الذقن وكل ما هو له علاقة أثناء تعامله مع اللحوم، كما أنني أبحث عن الأسلوب السلس والمريح في بائعي اللحوم قبل شرائها، كونها إحدى قناعاتي ما قبل الشراء بشكل عام».

لم أكن أهتم في الماضي بمدى ضرورة التفريق بين أدوات تقطيع اللحوم بين اللحوم الحمراء والدواجن، كونها لحوماً في المحصلة، حتى شاهدت في إحدى المرات إحدى الزبائن توبخ عاملاً استخدم أدوات تقطيع ومعدات مستخدمة سابقاً في تقطيع الدواجن، في تقطيع لحوم حمراء، حينها عاودت إلى المنزل وبحثت في هذا الأمر وأدركت مدى خطورة الإهمال وتسببه بعض الأحيان في التلوث والتسمم الغذائي.

التزام بالإجراءات

1
محمود أبوالوفا

فيما يرى محمود أبوالوفا، أن هناك بعض المتاجر، وخاصة الكبيرة، تلتزم بالإجراءات الصحية التي تقررها بلدية مدينة الشارقة، حيث تعقّم أدوات تقطيع الأجبان واللحوم والدواجن يومياً. ويقول «أذهب إلى أحد المتاجر الكبرى في الدولة لشراء الأجبان عقب الانتهاء من عملي في الواحدة بعد منتصف الليل، وفي إحدى المرات أكد لي العامل أن أدوات التقطيع تخضع للتعقيم حالياً، وطالبني بالعودة في اليوم التالي، وهو ما أثار استيائي لحظياً ولكني وثقت بهذا المتجر. أرى بعض المتاجر وهي تفصل بين مناطق تقطيع اللحوم والدواجن، وأن هذه الإجراءات لم تكن لتتم لولا الرقابة الصارمة التي يقوم بها فرق التفتيش التابعة للبلدية».

مسببات الأمراض

1
نور هشام

تقول د. نور هشام، طبيبة عامة وماجستير في الصحة العامة «نسبة كبيرة من حالات التسمم الغذائي سببها عدم الاهتمام بنظافة أدوات الطبخ وانتقال الملوثات بين أدوات الطبخ وخصوصاً ألواح التقطيع، واستخدام اللوح نفسه لتقطيع الخضراوات والفواكه والدجاج واللحوم النيئة يسهم في اختلاط وانتقال أنواع ميكروبات وبكتيريا خطرة، مثل الإيكولاي والسالمونيلا والليستيريا وبعض الطفيليات مثل التوكسوبلازما، هذه الملوثات تعد سبباً رئيسياً في أعراض التسمم الغذائي وتشمل: الإسهال، المغص، فقدان في الشهية، التقيؤ، الإصابة بالحمى الخفيفة، الإصابة بالصداع، الشعور بالغثيان».

أدوات مناسبة

هناك كثير من أنواع ألواح التقطيع مثل الأكريليك، الزجاج، الرخام، البلاستيك، الخشب، ولكن اللوح الخشبي صحي للغاية، مقارنة بالبلاستيكي الذي قد يحمل الكثير من البكتريا الضارة، وللأسف تكون بكميات كبيرة، وهو عكس الحال مع الألواح الخشبية المستخدمة في التقطيع أسفل السكين، حيث إن الألواح البلاستيكية تتكاثر عليها البكتريا أسرع وأكثر، لذلك يفضل استخدام الألواح الخشبية، وخصوصاً المقاومة للرطوبة.

كما أنه من الصعب أن تحمل الألواح الخشبية بكتيريا السالمونيللا وغيرها من أنواع البكتيريا، وهو عكس الحال بالنسبة للألواح البلاستيكية التي تساعد على استمرار وجود البكتيريا وتكاثرها عليها، خاصة القديمة التي تأثرت بالتشققات من الاستخدام المستمر للسكين عليها.

نصائح وقائية

يفضل دائماً استخدام ألواح وسكاكين منفصلة لتقطيع الأكل وعدم الخلط بينها، بتخصيص ألواح لتقطيع جميع أنواع اللحم النيئة، كالدجاج والأسماك، وألواح منفصلة للأطعمة الأخرى مثل الخضراوات والفواكه والمخبوزات والأطعمة المطهوة، مع مراعاة تنوع ألوان ألواح التقطيع لتخصيص لون واحد لكل نوع من الأطعمة المستخدمة، وأن تكون ذات أحجام مختلفة، فضلاً عن ضرورة غسل الألواح جيداً بالماء الساخن والصابون بعد كل استخدام، ثم تطهيرها بمحلول التعقيم، وغسلها بالماء النظيف، مع المحافظة على تجفيفها بعد غسلها وتعريضها لأشعة الشمس للتخلص من الرطوبة، والتخلص من ألواح التقطيع القديمة المتشققة نتيجة للاستعمال المتكرر للسكين.

رقابة وتوعية

الوعي المجتمعي، ونصائح المتخصصين لا يغنيان عن الدور الرقابي الرادع لغير الملتزمين، وعليه فإن الحملات الدورية التي تنفذها بلدية مدينة الشارقة لها دور أساسي ومهم في ضمان استمرارية الالتزام بالاشتراطات الصحية، وهو ما أكدته الشيخة شذا المعلا، مساعدة المدير العام لقطاع الصحة العامة والمختبرات المركزية، ببلدية مدينة الشارقة، في حديثها ل«الخليج» قائلة: «تعمل البلدية استمرار حملاتها وزياراتها التفتيشية على كافة المنشآت الغذائية، للتأكد من التزامها بالضوابط والمعايير الصحية، التي تضمن تقديم غذاء آمن للمستهلكين، حيث ينظم قسم رقابة الأغذية زيارات تفتيشية وتوعوية على المنشآت الغذائية كافة.

أما الدكتورة أمل الشامسي، مديرة إدارة الصحة العامة، ببلدية مدينة الشارقة فتقول «يتأكد المفتشون خلال زياراتهم الميدانية لتلك المنشآت، من توافر ألواح وأدوات تقطيع مناسبة ومنفصلة لكل صنف مع ترميزها بالألوان، بحيث تكون مطابقة للمواصفات والأنظمة المعمول بها في الدولة، كما يتأكدون من صلاحيتها للاستخدام وعدم وجود تلف أو خدوش بها، مع إلزام المنشآت بالحرص على نظافتها وتعقيمها باستمرار، إلاّ أن عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية قد يشكل خطراً على سلامة وجودة الغذاء، والذي يُؤثّر في صحة مستهلكيه وسلامتهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"