عادي

تراجع قدرة غابات الأمازون

21:16 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

حذرت دراسة أعدها فريق دولي من الجغرافيين وخبراء البيئة، من أن زيادة وتيرة إزالة الغابات والتغيُّر المناخي قد تهدد قدرة غابات الأمازون المطيرة على أسر الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه.
ووفق الدراسة التي نشرتها دورية «نيتشر»، فإن بعض المناطق في الغابات تُظهر قدرةً على إطلاق الكربون أكبر من قدرتها على امتصاصه.
ومن خلال عملية البناء الضوئي، نجحت النباتات البرية والغابات في امتصاص حوالي 25 % من جميع انبعاثات الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري منذ عام 1960، مما أدى إلى التخفيف من بعض تأثيرات الاحترار العالمي، وشكلت الغابات الاستوائية في حوض نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية مكوناً رئيسيّاً في درع التخفيف هذا، حتى وُصفت بأنها «بالوعة الكربون».
وتمثل غابات الأمازون المطيرة أكبر مساحة من الغابات الاستوائية في العالم، لذلك تؤدي المنطقة دوراً حيويّاً في المساعدة على أَسْر الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه، ويُعتقد أن عوامل مثل إزالة الغابات التي يقوم بها الإنسان، وتغيُّر المناخ قد حفزت على انخفاض قدرة «بالوعة الكربون» وغيرت التوازن المحلي للكربون، مما يدل على اعتلال النظام البيئي.
وتقول لوشيانا جاتي، الباحثة في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء التابع لوزارة العلوم والتقنية والابتكار البرازيلية، والمؤلفة الرئيسية في الدراسة: «بعد أخذ عينات مباشرة واسعة النطاق من الغلاف الجوي فوق منطقة حوض الأمازون، كشفت البيانات والصور الجوية المحللة عن استمرار طفيف لمنطقة غرب حوض الأمازون في أداء وظيفتها في امتصاص الكربون، حتى لو كان أداؤها ضعيفاً نسبيّاً».
وتضيف:«كشفت الدراسة أيضاً نتيجةً مخيفةً في منطقة شرق الأمازون، التي تسببت عمليات إزالة الغابات فيها إلى جعلها تؤدي عكس وظيفتها، بمعنى أنها أصبحت مصدراً للكربون وليست بالوعة لامتصاص الكربون على الإطلاق».
وتُظهر القياسات أن توازن الكربون في منطقة الأمازون حساس جدًّا لظروف الجفاف وحرائق الغابات.
وباستخدام طائرات مروحية جمع الفريق ملحوظات عن تركيزات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون في طبقة التروبوسفير فوق منطقة الأمازون البرازيلية منذ عام 2010 إلى عام 2018.
وتشير جاتي إلى أن الدراسة تقدم نتائج جديدة تماماً؛ نظراً إلى أنها استطاعت الوصول إلى مناطق لم يصل إليها الباحثون من قبل أو لم يولوها الاهتمام اللازم، بالإضافة إلى تنوع تخصصات الفريق معد الدراسة، وهو ما يمنح النتائج عمقاً كبيراً.
كما تهدد عمليات إزالة الغابات هذه الموائل الطبيعية للأنواع البرية التي تحتضنها بيئة الأمازون التي تغطي مساحة قدرها ستة ملايين كيلومتر مربع، وهي مساحة توازي 6 أمثال مساحة مصر.
(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"