فاروشا تسخن الصفيح القبرصي

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

نبيل سالم

ما تزال نار الأزمة القبرصية تحت رمادها رغم مرور أكثر من أربعة عقود، فالحرب التي دارت رحاها في الجزيرة المتوسطية قبل سبعة وأربعين عاماً، إثر الاجتياح التركي الذي أدى إلى تقسيمها إلى دولتين شمالية لا تعترف بها سوى أنقرة، وأخرى جنوبية تلقى اعترافاً دولياً كاملاً. بل وانضمّت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004.

 وأضافت أزمة قبرص في حينها مشكلة جديدة من المشاكل التي تعانيها تركيا في علاقاتها مع معظم دول العالم، حيث يستمر التعنت التركي ليمثل حجر عثرة كبيرة في محاولات توحيد الجزيرة من جديد، ما يُبقي على هذه الأزمة جرحاً مفتوحاً وبؤرة صراع مؤجل قي شرق المتوسط.

 وفي كلمته بمناسبة الذكرى ال 47 للاجتياح التركي لشمال قبرص التي ألقاها في العشرين من يوليو(تموز) الحالي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمسّكه بحل يقوم على دولتين في قبرص، وهو ما يرفضه الاتحاد الأوروبي.

 وقال أردوغان في الشطر الشمالي من العاصمة، «ليس لدينا 50 عاماً لنضيعها»، في إشارة إلى عقود من جولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة والتي باءت بالفشل في توحيد الشطرين اليوناني والتركي القبرصي من الجزيرة، مضيفاً أنه لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين.

 وفيما يبدو أنه تحذير شديد اللهجة، اتهم أردوغان السلطات القبرصية اليونانية بالحيلولة دون «أي طريق نحو حل بتبني موقفاً متطرفاً... منفصلاً عن الواقع» على حد تعبير الرئيس التركي.

 وتأتي هذه الأزمة الجديدة أيضاً بعد قيام القبارصة الأتراك بنقل أجزاء من مدينة فاروشا إلى سيطرتهم بدعم من تركيا، وهو إجراء لاقى شجباً أيضاً من الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الذي اعتبر أن ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا هو «عمل استفزازي وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام».

داعياً الحكومة القبرصية الشمالية إلى التراجع عن القرار الذي أعلنت عنه، وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، في ذلك المنتجع السياحي المهجور.

 وجدّد الوزير الأمريكي التذكير بموقف الولايات المتّحدة «المؤيّد لتسوية شاملة بقيادة القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة في إطار اتّحاد ثنائي لما فيه خير جميع القبارصة والمنطقة.

 كما أعرب جوزيب بوريل المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الخطوات الأحادية، معتبراً أنها غير مقبولة، داعياً إلى تفادي الاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية.

 في المقابل وفيما كان أنقرة وجمهورية شمال قبرص تحتفلان بذكرى الاجتياح التركي دوّت صفارات الإنذار في الشطر الجنوبي من نيقوسيا تذكيراً ببدء الغزو التركي في 20 يوليو 1974.

 وتعيد خطوات القبارصة الأتراك الهادفة إلى السيطرة على فاروشا وهي مدينة محاصرة بالأسلاك الشائكة، الأزمة القبرصية إلى حرارتها، لاسيما وأنها تعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى السلطات القبرصية اليونانية. 

التي اعتبرت ذلك استفزازاً غير مسبوق في حين أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن إراقة الدماء حول قبرص رفضها المجتمع المتمدن، فيما يبدو أنه تحذير من تفجير جديد للأزمة القبرصية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"