100 روبية لـ «السيلفي»

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

في عام 2014، أشارت دراسة نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى أن «الهوس بالسيلفي يجب أن يصنف على أنه اضطراب عقلي»، وما زال الحديث يدور عن نوع من إدمان مَرضي عند المهووسين بهذا «السيلفي»، وفيما كانت الناس في السابق تصوّر لنفسها، أي لتحتفظ بالصور في ألبومات كذاكرة شخصية لهم ولأفراد عائلاتهم ولأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، فإن صور «السيلفي» وما هو في حكمها، متاحة على حسابات الأفراد على مواقع التواصل، أي كفت عن أن تكون شأناً خاصاً، لتصل إلى دوائر أوسع من الناس لا يعرفهم أصحاب الصور أصلاً.
الدراسة المشار إليها في مدخل المقال، كانت نتيجة تقصٍ أُجري على 400 مشارك من الهند باعتبار أن معظم سكان البلاد يستخدمون «فيسبوك»، والأرجح أن ذلك تمّ قبل أن يصبح لتطبيق «إنستجرام» الانتشار الحالي، وغاية الدراسة تحديد مدى حدة الهوس بالسيلفي «من خلال الإجابة على استبيان ينظر في العوامل التي تثير هذا الهوس، والتي تشمل الثقة بالنفس والبحث عن الاهتمام والمنافسة الاجتماعية وغيرها».
وقال الباحثون إن مفهوم الهوس بالتقاط صور «السيلفي» قد شهد تطوراً مع التقدم التكنولوجي، وإن أولئك الذين يعانون حالة نقص الثقة بالنفس يسعون إلى أن يكونوا متساوين مع من حولهم، لذلك تظهر عليهم أعراض مشابهة لسلوكيات المصابين بالإدمان.
ولأن الشيء بالشيء يذكر على ما يقال، فإن وزيرة في الهند، البلد الذي أُجري فيه التقصي المذكور قبل سنوات، قررت فرض ضريبة قدرها 100 روبية هندية (1.34 دولار أمريكي) على من يرغب في التقاط صور «سيلفي» معها، بعد أن ضاقت ذرعاً بالأعداد الكبيرة من الراغبين في فعل ذلك. «يضيع الكثير من الوقت، تقول الوزيرة، في التقاط صور سيلفي، وغالباً ما نتأخر عن مواعيدنا».
توضيحاً لذلك أعلنت أوشا ثاكور، وهذا هو اسم الوزيرة التي تتولى حقيبة شؤون السياحة والثقافة، لأن التقاط «سيلفي» عملية تستغرق وقتاً طويلاً، فإنها ستتقاضى من الآن فصاعداً أموالاً ممن يريدون ذلك. تعوّل الوزيرة على أن الرسوم التي أعلنت عن فرضها ستحدّ من أعداد الراغبين في التصوير معها، وتحسباً من القيل والقال، قالت إن الأموال التي سيتم جمعها من «السيلفي» ستذهب إلى صندوق رعاية أسسه رئيس الوزراء لمكافحة انتشار فيروس «كورونا» في الهند.
بعد الوزيرة الهندية، علينا توقع أن يحذو بعض المشاهير حذوها في فرض رسوم على من يرغب في التصوير معهم، لكن المرجح أنها لن تذهب لصندوق مشابه كذاك الذي وعدت الوزيرة بإيداع الأموال فيه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"