تناغم التربية والتنمية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يمكن أن ينصرف ذهن القارئ الكريم إلى أن القلم علق في محور الرقمي؟ هل ينبغي المرور كسحابة صيف على حدث الأحداث الذي يحشد مئة ألف مبرمج لفتح فضاءات جديدة لدبي والإمارات، لجعل الدولة مركزاً عالمياً للرقمي، من دون تقليبه على وجوهه، في الأقل مثلما يفعل ابن جني بقلبات الثلاثي: كلم، كمل، لكم، لمك، مكل، ملك؟
الجديد الذي لا سابقة له هو أن ربط التعليم بالتنمية صار ضرورة لا يستقيم شأن من دونها. الرقمي أضحى هو التنمية المستقبلية. لم يعد أي مبرر لوجود مسافة بين المناهج والرقمي. فما على نظام التربية والتعليم إلاّ أن يغير «ما بنفسه»، أي طريقة تفكيره قبل تغيير المناهج أو تطويرها. في هذه الزاوية ذكر القلم أن عبقري الرياضيات الفرنسي، سيدريك فيللاني، قال: «إن على فرنسا أن تنسف مناهج تعليمها من الأساس، لأنها لم تعد متوافقة مع العصر». الاقتداء في الخير خير.
طريقة التفكير يجب أن تتغير، والاستدلال واضح: النهج السليم هو ألاّ تؤخذ البرمجة كتخصص تقاني معلوماتي رقمي مستقل. واضعو المناهج الأفاضل، يستطيعون، مع نخبة من علماء التربية وسائر التخصصات ذات العلاقة، دراسة الموضوع بعمق من منطلق أن البرمجة ستصبح أداة مساعدة ضرورية للابتكار والتطوير، مهما يكن التخصص الذي اختاره الطالب. ها نحن نرى اليوم أن الإلمام بالحاسوب والشبكة لم يعد أمراً يمكن الاستغناء عنه، وسيزداد حيوية وحياتية. البرمجة عمل صعب ومعقد، لهذا من الأفضل التبكير بها. أهل التربية أدرى بشعابها، لكن الرأي ليس خطيئة، فالأمثلة كثيرة بلا حدود على أن من أكبر المبرمجين في العالم، من هم في سن الرابعة عشرة. معنى هذا أن البرمجة يمكن أن تدخل في صلب المناهج في نهاية الابتدائية أو في سنوات الإعدادية، من قبيل البرمجة «سي++». 
لا شك في أن ربط المناهج بالتنمية، بالتالي بالرقمي، سيمد جسراً متيناً بين الطرفين، فتقول التنمية: في العشرية المقبلة سنرتاد الفضاءات الفلانية، وسنحتاج إلى الكفاءات الفلانية. هكذا يصبح نظام التعليم قوة علمية لوجستية رافدة يحسب لها حساب أكيد سلفاً، لا مؤسسة مصير المتخرج فيها ورقة يانصيب.
لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: التربية من ربا يربو، زاد ونما. التربية تجعل التنمية تربو، والتنمية تجعل التربية تنمو. كلتاهما تسقي الأخرى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"