عادي

الأسهم العالمية تتشبث بأعلى مستوياتها بانتظار أسبوع ساخن

22:05 مساء
قراءة 4 دقائق
متداولون في بورصة نيويورك - رويترز

إعداد: هشام مدخنة

يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي الثلاثاء والأربعاء، وعلى الرغم من شح التوقعات باتخاذ أي إجراء، هناك إشارة بإمكانية إنهاء البنك المركزي لبرنامج السندات الخاص به. حدثٌ يمكن أن يحرك الأسواق، والتي من المتوقع أن تشهد أحد أهم أسابيعها في الصيف الساخن؛ حيث يُنظر إلى تقليص مشتريات البنك المركزي من السندات على أنه الخطوة الأولى على طريق رفع أسعار الفائدة.

هناك سيل من الشركات، حوالي 165 شركة، على مؤشر ستاندرد أند بورز بصدد الإفصاح عن نتائجها أيضاً، بما في ذلك عمالقة التقنية «ألفابيت»، و«أبل»، و«مايكروسوفت»، و«أمازون»، و«فيسبوك»، وعملاق صناعة السيارات الآخر «تيسلا»، إضافة إلى الأوزان الصناعية الثقيلة مثل «بوينج»، و«كاتربيلر».

فضلاً عن عدد كبير من الأسماء الاستهلاكية ك «بروكتر أند جامبل»، و«ماكدونالدز» وغيرها.هناك أيضاً أخبار اقتصادية مهمة؛ إذ من المتوقع أن يشكل الربع الثاني ذروة النمو لما بعد الجائحة. فسيصدر الناتج المحلي الإجمالي ربع السنوي يوم الخميس، وسيتم الإعلان عن مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الجمعة، وهو مؤشر تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي.

المؤشرات الرئيسية.. صعودٌ فوق الصعود

تدخل مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة الأسبوع المزدحم بسجلات إغلاق قياسية جديدة. فقد أغلق مؤشر «داو جونز» فوق حاجز ال 35 ألف نقطة للمرة الأولى يوم الجمعة، وارتفع «إس أند بي» حوالي 1% ليغلق عند 4,411، وأنهى مؤشر «ناسداك» المركب يومه الأخير من الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 1% أيضاً عند 14,836 نقطة.وقال آرت هوجان، كبير استراتيجيي السوق في «ناشيونال سيكيوريتيز»: «أعتقد بأن الأرباح ستخطف الأنظار من جديد، وإذا استمر النمط الذي رأيناه حتى الآن خلال الأسبوع الجاري، وهو أمرٌ محتمل، فسيجد السوق مساره صعودياً بسهولة وبأقل مقاومة ممكنة، وهذه أخبار جيدة».ووفقاً ل «ريفينتيف»، من المتوقع أن ترتفع أرباح الربع الثاني بنسبة 78.1%.

وبحسب هوجان، سيكون الأمر جنونياً، وسيستمر لأسبوع آخر. ومع ذلك، لا يزال يتم التقليل من حجم الأرباح المتوقعة، على الرغم من أن 87% من الشركات فاقت التقديرات.

علاقة إيجابية متبادلة

سيراقب المستثمرون أيضاً سلوك الأسواق بأنفسهم؛ حيث أنهت الأسهم الأسبوع بمكاسب قوية. لكن عمليات البيع المكثفة يوم الاثنين تركت بصماتها، ووصفها بعض الاستراتيجيين بأنها إشارة تحذير لمزيد من الاضطرابات في وقت لاحق من هذا الربع.لقد سلكت الأسهم مسار عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، والذي انخفض يوم الاثنين وسط مخاوف من أن المتحور الفيروسي «دلتا» يمكن أن يبطئ النمو العالمي. وسجل العائد القياسي أدنى مستوى له عند 1.12% في وقت مبكر من يوم الثلاثاء قبل أن يرتد من جديد ساحباً معه الأسهم لتصل عنان السماء.

في الوقت الحالي، يبدو أن الأسهم مهيأة لتحقيق مزيد من المكاسب، فقد أغلق مؤشر «داو جونز» الأسبوع الماضي عند 35,061 مرتفعاً بنحو 1%، وارتفع «إس أند بي» بنسبة 1.9% خلال الأسبوع، منهياً عند 4,411 نقطة، وصعد «ناسداك» بنسبة 2.8% منذ أسبوع حتى تاريخه، كما ارتفع مؤشر رؤوس الأموال الصغيرة «راسل 2000» بنسبة 2.1%.وحققت خدمات الاتصالات والتي تشمل أسماء الإنترنت أفضل أداء لها بين القطاعات خلال الأسبوع الماضي بمكاسب بلغت 3.2%. وكانت التكنولوجيا قوية أيضاً؛ حيث ارتفعت بنسبة 2.8%. كما حلّق قطاع السلع التقديرية بنسبة 2.9%. لكن الصناعات الدورية والمواد تأخرت في تحقيق مكاسب جزئية، وكانت أسماء الطاقة أقل قليلاً.من جانبه يرى سكوت ريدلر، كبير الإداريين الاستراتيجيين في «تي ثري لايف.كوم»، أن أسماء عمالقة التقنية، مثل أبل ومايكروسوفت، تُبلي بلاء حسناً بالفعل قبل موسم النتائج، وسيكون من المهم معرفة كيفية تداولها خلال الفترة القادمة.

وقال ريدلر: «يتم تسعير بعض الأسماء وصولاً للكمال، لكن البعض الآخر ليس كذلك. ومايكروسوفت اليوم جزء من هذا الكمال وفي أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسعر سهمها مثالي». مضيفاً: «في المقابل، سيكون من المثير للاهتمام معرفة هل بإمكان أبل الصعود بما يزيد على 150 دولاراً للسهم الواحد، والحفاظ على ذلك؟» يُذكر أن «التفاحة» قد أغلقت بسعر 148.56 دولاراً للسهم يوم الجمعة.

سيراقب المستثمرون أيضاً الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني لمعرفة مدى القوة الموجودة في الاقتصاد. ووفقاً للتحديث الأخير لتحليلات موديز، توقعت دراسة استقصائية لخبراء اقتصاديين أن يزداد النمو في الربع الثاني بمتوسط 9.7%، وستكون فترة الذروة، في حين بلغ متوسط التوقعات للنمو الاقتصادي في الربع الثالث 8.3%، ويتوقع تيلي نمواً للعام بأكمله من 7 إلى 7.5%.

حديث التخفيض مستمر

قال بن جيفري، محلل أسعار الفائدة الأمريكية في «بي إم أو»: إن عوائد سندات الخزانة يمكن أن تجد في الاحتياطي الفيدرالي حافزاً مهماً، وقد تبدأ ذات ال «عشر سنوات» منها في الهبوط مرة أخرى، وربما تلامس أدنى مستوى لها عند 1.10%، بعد أن وصلت بالفعل ل 1.28% بعد ظهر يوم الجمعة.

إلى ذلك، لا يتوقع الاستراتيجيون الكثير من الأمور الجديدة فيما يخص بيان المركزي، لكنهم بانتظار التعليقات الصادرة عن رئيس المجلس جيروم باول لتدلهم على تحركات البنك باتجاه تقليص برنامج التسهيل الكمي.

ويعتقد جيفري بأنه سيكون من المثير للاهتمام متابعة حديث باول «الحذر» بشأن مخاطر المتحور «دلتا» والمخاوف المرتبطة بذلك.

ومن المتوقع أن يعلن الفيدرالي رسمياً عن إنهاء برنامج التسهيل، ويعتقد الكثير من المراقبين بأن التوجيه سيأتي في أواخر أغسطس/آب في ندوة جاكسون هول للبنك المركزي، أو في وقت لاحق في الخريف.

يعد تخفيض برنامج السندات أمراً مهماً وإشارة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لعكس سياساته التسهيلية، بما في ذلك سعر الفائدة الصفري. وعليه قال لوك تيلي، كبير الاقتصاديين في «ويلمنجتون تراست»: «سيستغرق البنك المركزي على الأرجح عاماً لإنهاء مشترياته من السندات البالغة 120 مليار دولار شهرياً، وبعد ذلك يكون الباب مفتوحاً أمام رفع أسعار الفائدة».

في المقابل لا يتوقع تيلي كثيراً من الجديد الذي سيُدلي به باول هذا الأسبوع، معتبراً أن «جاكسون هول» ستكون نقطة محورية أكثر للسياسة والتواصل. ومع ذلك قد يمهد اجتماع الأسبوع الجاري الطريق لمخرجات الندوة القادمة مع بعض البيانات التي تُنبئ بقليل من التحسن في الاقتصاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"